وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفثَ على نفسه بالمعوذات ومن ثم مسح عنه بيده، وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا جاءه "أمرٌ يسرّ به خرّ ساجداً شكراً لله"، صحيح رواه أبو داود. وكان عليه الصلاة والسلام إذا خاف قوماً قال: "اللهم إنّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم " صحيح رواه أحمد، كان عليه الصلاة والسلام إذا راعَه شيء قال: " الله ربي، الله ربي، لا شريك له" صحيح رواه النسائي. وكان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إذ كربَه أمرٌ دعا الله سبحانه وتعالى وقال: "يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث" حسن رواه الترمذي ، وكان سيدنا محمد يتعوّذ من الجان ومن عين الإنسان أيضاً، حتى نزلت المعوذتان، فحينما نزلت المعوذتين أخذ النبي بهما وترك النبي ما سواهما، وكان عليه الصلاة والسلام "يتعوّذ من جَهْد البَلاء، وكان يتعوذ من دَرَك الشقاء، ومن سوء القضاء، وأيضاً من شماتة الأعداء". من هدي النبي في الوقاية من الأمراض| قصة الإسلام. وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يخطب بـ "قاف" في يوم الجمعة (أي أنّه يقرأ سورة «ق»)، وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: "اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل" صحيح رواه أحمد. وكان من هدي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مجلسه إلّا قال: "سبحانك اللهم ربي وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، وقال: لا يقولن أحد حيث يقوم من مجلسه إلا غُفر له ما كان منه في ذلك المجلس " صحيح رواه الحاكم.
من هدي النبي في العبادة
فحين جاء ثلاثة نفر وهو جالس مع أصحابه فجلس أحدهم خلف الحلقة ، والآخر رأى فرجة فجلس فيها ، وأما الثالث فأعرض ، فقال - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك: "أما الأول فآوى فآواه الله ، وأما الثاني فاستحيا فاستحيا الله منه ، وأما الثالث فأعرض ، فأعرض الله عنه"(البخاري). 9ـ تشجيع الطالب والثناء عليه سأله أبو هريرة -رضي الله عنه- يوماً: من أسعد الناس بشفاعتك ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لقد ظننت أن لا يسألني أحد عن هذا الحديث أول منك لما علمت من حرصك على الحديث"(البخاري) ، فتخيل معي أخي القارئ موقف أبي هريرة ، وهو يسمع هذا الثناء وهذه الشهادة من أستاذ الأساتذة ، وشيخ المشايخ - صلى الله عليه وسلم - ، بحرصه على العلم بل وتفوقه على الكثير من أقرانه ، وتصور كيف يكون أثر هذا الشعور دافعاً لمزيد من الحرص أو الاجتهاد. من هدي النبي في العبادة. وحين سأل أبي بن كعب: "أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم ؟" ، فقال أبي: "آية الكرسي" ، قال له: "ليهنك العلم أبا المنذر"(مسلم). 10ـ الجمع بين التعليم الفردي والجماعي في كثير من النصوص نقرأ: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالساً مع أصحابه ، بينما كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فهذا نموذج للتعليم الجماعي.
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة
الفوائد العظيمة لغسل اليدين
أخرج الترمذي في جامعه بسنده عن سلمان الفارسي أن النبي r قال: "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده". وذكر أهل العلم أن المقصود بالوضوء للطعام هو غسل اليدين قبله وبعده. فقد أثبت البحث أن جلد اليدين يحمل العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الفم أو الأنف عند عدم غسلهما؛ ولذلك يجب غسل اليدين جيدًا عند البدء في الوضوء، وعند تناول الطعام، وعند الاستيقاظ من النوم، وهذا يفسر لنا ما رواه البخاري في الأدب والترمذي والحاكم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله r قال: "من بات وفي يده ريح غَمَرٍ فأصابه شيء فلا يلومَنَّ إلا نفسه". وقوله: (ريح غَمَر) أي: دسم ووسخ وزهومة من اللحم. من هدي النبي في العيد. وكثير من الناس إذا حضر وليمة، لا يغسل يديه من هذا الغمر، وهو خطير. وروى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله r: "إن الشيطان حسَّاس لحَّاس فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومَنَّ إلا نفسه". وفي رواية: (فأصابه لمم)، وفي رواية: (فأصابه خبل)، وفي بعضها: (فأصابه وضح). قالوا (حساس): قوي الإدراك. (لحاس): يلعق بلسانه. فمن بات وفي يده أو فمه شيء من وضر أو غمر أو دسم فأصابه شيء، أي: مس من جن أو غيره، فلا يلومن إلا نفسه.
من هدي النبي في العيد
، انظروا إلى ما أمرتكم به فاتبعوه ، وما نهيتم عنه فاجتنبوه](أحمد). 6- تعويدهم على الاستنباط سأل أصحابه يوماً: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وإنها مثل المسلم ، فحدثوني ما هي". قال ابن عمر - راوي الحديث - فوقع الناس في شجر البوادي ، قال عبد الله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت. ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال: "هي النخلة"(الشيخان). 7ـ تربيتهم على القيام بواجب العلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار"(أحمد). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "بلغوا عني ولو آية"(البخاري). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع". وقد روى هذا الحديث (24) من أصحابه مما يشعر أنه قاله - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من مناسبة. هدي الرسول | موقع نصرة محمد رسول الله. وانظر إلى أثر هذه التربية في قول أبي ذر -رضي الله عنه-: "لو وضعتم الصمصامة - السيف - على هذه - وأشار إلى رقبته - واستطعت أن أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قبل أن تجهزوا علي لأنفذتها"(البخاري). 8ـ ترغيبه أصحابه في العلم ولا شك أن لذلك الترغيب دوراً كبيراً في إيجاد الحماسة لدى طالب العلم للتعلم ، والاستزادة من ينابيعه.
كان صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة الجمع بين السلام والاستئذان:
عن ربعي، قال: حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: ألج [11] ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: «اخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الِاسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ: قُلِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟» فسمعه الرجل، فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل [12]. من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة. قال النووي: السنة أن يسلم ويستأذن ثلاثا فيجمع بين السلام والاستئذان كما صرح به في القرآن واختلفوا في أنه هل يستحب تقديم السلام ثم الاستئذان أو تقديم الاستئذان ثم السلام الصحيح الذي جاءت به السنة وقاله المحققون أنه يقدم السلام فيقول السلام عليكم أأدخل والثاني يقدم الاستئذان والثالث وهو اختيار الماوردي من أصحابنا إن وقعت عين المستأذن على صاحب المنزل قبل دخوله قدم السلام والاقدم الاستئذان [13]. ختامًا:
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقني وإياكم جميعًا للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [1] مختار الصحاح (ص: 325).