رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث أيضا يثبت أن بعض الصحابة رضي الله عنهم ومن بينهم عمر رأوا جبريل وسمعوا حديثه وذلك بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الأول. من خلال هذين الحديثين ومن خلال غيرهما من الأدلة فإن رؤية الإنسان للجن والملائكة والتحدث إليهم في حال اليقظة مسألة قد ثبتت بالفعل. ومع ثبوت هذا الأمر فيما مضى وبالضبط في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن ادعاء الاتصال بالجن والملائكة بعد تلك الفترة أمر مردود على صاحبه ولا يمكن تصديقه أبدا، وذلك للسبب التالي:
ففي الحديث الأول، لما رأى أبو هريرة الشيطان وتحدث إليه حسبه إنسانا وتعامل معه على أنه إنسان ولولا إخبار الرسول بأن الذي رآه أبو هريرة شيطان وليس إنسانا، لبقي أبو هريرة على اعتقاده فيه معتبرا إياه إنسانا. نفس الشيء بالنسبة للحديث الثاني، حيث يقول عمر رضي الله عنه: "…إذ طلع علينا رجل.. "، هنا أيضا لما رأى الصحابة جبريل حسبوه رجلا، ولولا إخبار الرسول لهم بأن الذي طلع عليهم ملك وليس رجلا، لظلوا على اعتقادهم فيه أنه رجل. والخلاصة أن الذي أثبت وأكد اتصال أبي هريرة بالشيطان (الجن) ورؤية عمر للملك هو الرسول الموحى إليه. هل يمكن للحيوانات أن ترى الجن أو تسمع أصواتهم ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وبدون هذا الإثبات وهذا التأكيد والشهادة النبوية، لم يكن ممكنا تصديق هذا الأمر.
- هل يمكن للحيوانات أن ترى الجن أو تسمع أصواتهم ؟ - الإسلام سؤال وجواب
- هل يمكن للإنسان أن يرى الجن - إسلام ويب - مركز الفتوى
- إني قريب | هل يمكن للإنسان أن يرى الجن ؟ ومن له تلك القدرة؟ - YouTube
هل يمكن للحيوانات أن ترى الجن أو تسمع أصواتهم ؟ - الإسلام سؤال وجواب
يدعي الكثير من الناس أنهم يرون الجن ويتحدثون إليهم. ويذهب آخرون أبعد من ذلك فيقولون إنهم يقومون بإحضار الجن متى شاءوا ليقوموا بخدمتهم. إني قريب | هل يمكن للإنسان أن يرى الجن ؟ ومن له تلك القدرة؟ - YouTube. بل قد شاهدت بنفسي عبر إحدى القنوات التلفزية رجلا يزعم أنه متزوج من جنية وقد أنجب منها ولدا… فهل هذا ممكن بالفعل؟ هل يمكن للإنسان أن يرى الجن أو الملائكة أو يتحدث إليهم أو أن يتصل بهم بأي شكل من الأشكال؟ هذا ما سأحاول الإجابة عنه من خلال هذه المقالة السابعة ضمن سلسلة "الجن لا يسكن الأبدان.. وهكذا أرى علاقته بالإنسان". ولتذكير القارئ الكريم بالغاية من وراء الكتابة في هذا الموضوع وأنه ليس من باب الترف الفكري أو عشقا في عالم الجن، أعيد نشر هذه الفقرة من المقالة الأولى ضمن هذه السلسلة حيث قلت: "إن انتشار الشعوذة بشكل فظيع في مجتمعاتنا واعتماد الكثيرين منا -مع الأسف- طرقا ووسائل غير علمية ولا صحية للعلاج في وقت يشهد فيه الطب بشتى تخصصاته تقدما باهرا، له علاقة بتصورات الناس الخاطئة حول الجن وعلاقتهم بالإنسان وما مدى تأثيرهم في حياته. وإن أي جهد من أجل تصحيح هذه الصورة ووضع العلاقة بين الجن والإنس في إطارها الصحيح، من شأنه أن يساهم في انخفاض ظاهرة الشعوذة والخرافات ليقبل الناس على الوسائل الطبية العلمية ويعتمدوها في تشخيص وعلاج الظواهر والأعراض الجسدية والنفسية والاجتماعية".
هل يمكن للإنسان أن يرى الجن - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال ابن رجب: " وفي الحديث: دليل على إمكان ربط الشيطان ، وحبسه ، وإيثاقه، وعلى جواز ربطه في المسجد، كما يربط الأسير فيه. وعلى جواز رؤية غير الأنبياء للجن والشياطين، وتلاعب الصبيان بهم " انتهى من " فتح الباري" لابن رجب(9/ 334). وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة - أو كلمة نحوها - ليقطع علي الصلاة، فأمكنني الله منه، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان: رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي رواه البخاري (461). هل يمكن للإنسان أن يرى الجن - إسلام ويب - مركز الفتوى. فلا تعارض بين الآية ، وهذه الأحاديث ، فإنها محمولة على أمور، منها:
1- أن الآية محمولة على الأعم الأغلب، وليس المراد نفي رؤيتهم مطلقاً؛ حيث إنَّ الغالب هو عدم رؤيتهم من قِبَلِ الإنس، ولكن لا مانع من رؤيتهم في بعض الأحيان، كما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم. 2- أنَّ المراد في الآية نفي رؤيتنا لهم في الحال التي يروننا فيها، وليس في الآية ما يُفيد نفي رؤيتنا لهم مطلقاً؛ إذ المستفاد منها أنَّ رؤيتهم إيانا مُقيدة من هذه الحيثية، فلا نراهم في وقت رؤيتهم لنا فقط ، ويجوز رؤيتنا لهم في غير ذلك الوقت.
إني قريب | هل يمكن للإنسان أن يرى الجن ؟ ومن له تلك القدرة؟ - Youtube
رؤية الجن، وكذلك تلبسهم بالإنسان أيضاً، قضية خلافية قديمة بين فقهاء الإسلام. ولعل أول من أنكر رؤية الجن هو الإمام الشافعي - رحمه الله - بقوله: (من زعم أنه يرى الجن رددنا شهادته إلا أن يكون نبياً)؛ وهو ما يواكب قوله جل وعلا: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ). العالم السلفي المصري المشهور الشيخ محمد حامد الفقي - رحمه الله - اعتبر ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن رؤية الجن، أنها كانت تهيؤات وتخيلات وأوهام ولم تكن رؤية طبيعية. كان ذلك في تعليق للشيخ الفقي على مقال نُشر في مجلة (الهدي النبوي) الذي كان يرأس تحريرها، تضمن فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (في الرد والإنكار على طوائف من الضُّلال) جاء فيها ذكر للجن ورؤيتهم؛ فعلّق في الهامش بقوله: (ليس ثمّ دليل على صدق أولئك المخبرين. ولعل أكثرهم كان واهماً ومتخيلاً. وقد قال الله: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ).. فانتفض على تعليقه كثيرٌ من علماء السلف في عصره، وعلى رأسهم العالم والمحدث المشهور آنذاك «الشيخ أحمد محمد شاكر»، وعدّوا ذلك تشكيكاً في صدق ابن تيمية، وانبروا عليه بالردود، وتخطئة مقولته، وأنها تختلف مع أحاديث صحيحة (سنداً) جاءت في أمهات كتب الحديث تثبت رؤية الإنس للجن؛ فنشر الشيخ حامد في مجلته مقالاً وضح فيه رأيه وبواعثه وأسبابه.
وإذا كان مجرد رؤية الجن أو التحدث إليهم لا يمكن تصديقه كما سبق، فمن باب أولى عدم تصديق من يدعي الزواج من الجن أو إحضارهم وتسخيرهم في خدمته. لقد شاع بين الناس مثلا، أن إتيان بعض الأعمال الإجرامية وارتكاب بعض المخالفات الشنيعة كقتل الأطفال وتدنيس المصحف بالنجاسة، يمكّن فاعله من الاتصال بالجن وتسخيرهم. مما دفع بعض البله المغفلين والمجرمين في نفس الوقت إلى القيام ببعض تلك الأعمال الشنيعة (وما نبأ مدنّسة المصاحف منا ببعيد)! ولست أردي بناء على أي أساس ساد هذا الاعتقاد بين الناس، رغم أن الوقائع تنفيه تماما، إذا أن أحوال كل هؤلاء الذين يدّعون تسخير الجن تكذّب دعواهم. ولو كانت دعواهم صادقة، فلم لا يستعملون خدّامهم من الجن في إخراج الكنوز من باطن الأرض والدلالة على أماكن أموال الناس المخبأة أو على الرموز السرية للخزائن المليئة إما بالذهب أو بالمال أو بالوثائق واللوحات الثمينة التي قد لا تقدر بثمن؟ كيف يدلّهم هذا الجن المزعوم على الأماكن السرية التي يدفن فيه السحر فيستخرجونه بمساعدتهم كما يدّعون، بينما لا يدلهم على أماكن المال والمجوهرات مثلا؟ مع العلم أن معظم هؤلاء الذين يدّعون تسخير الجن يعيشون في فقر مدقع وفي حالة تستدعي شفقة العدو قبل الصديق، كما أن طمعهم وحبهم للمال باد للعيان.