وكما يقول فرانسيس دي سال بأنه لا تتمن أن تكون أي شيء إلا نفسك وما أنت عليه، وحاول أن تكون كذلك تماماً. وكما يقول ديباك تشوبرا بأن السعادة هي من أمور الحياة الطبيعية، لأنها جزء لا يتجزأ من الذات، عندما تتعرف ذاتك تصل إلى منبع السعادة، لكن معظم الناس يربكون أنفسهم ويحتارون في أمر صورة ذاتهم.
"
كل خطأ ارتكبته بالفعل تعلمت منه لتصبح الشخص الرائع الذي أنت عليه الآن، كلما زاد عدد الأخطاء زادت الدروس والمعرفة التي جمعتها، نحن لا نعرف أبدا ما هو الصالح في النهاية. إن غرورك يجعلك تستمر في البحث حتى تجد شيئا يجعلك تشعر بالأسف على نفسك، كلما حفرت أعمق في ماضيك شعرت بالسوء، السر في اللحظة الحالية، عش في الوقت الحاضر ولا تجعل للماضي سلطة عليك. أنت قادر على فعل كل شيء يمكنك أن تفعل أي شيء تريده في حياتك إذا كنت على استعداد للقيام به، ففي العمل قد لا تكون الأسرع في الوصول إلى هدفك ولكن في النهاية ستصل إلى هناك لأن العمل الجاد هو الأهم. تساعدك الموهبة فقط في الحصول على القليل من السبق، ولكنك لن تصل إلى أي مكان بدون انضباط، وهذا ما يجب عليك الالتزام به. تحكي كاتبة المقال تجربتها فتقول "أثناء الكلية كانت درجاتي سيئة في جميع اللغات، ولكن والدي كان يتفهم الأمر، فقد أخبرني أنه ليست لدينا موهبة في العائلة في تعلم اللغات، ولكن بعد 12 عاما أصبحت أتحدث 3 لغات، إحداها الصينية، عندما يكتشف الناس أنني أتحدث الصينية، يقولون إنه لا بد من أنني لدي موهبة لغوية، ولكن هذا غير صحيح، لقد درست بجد لمدة 4 سنوات وأخذت دروسا خاصة، ودرست مفردات جديدة كل يوم، وقضيت الأمسيات في أداء واجباتي المدرسية".
السعادة تنطلق من الذات.. من يقول إن الجنة من غير ناس لا تداس فهو بعيد عن الحقيقة، فأنت بمفرك قادر على أن تنعم وتعيش السعادة الحقيقية وتصنع الإيناس، وإن جاءت العلاقات الجميلة فأهلاً وسهلاً بها، وإن لم تأت فأنت سعيد لوحدك حتى إن لم يكن لك علاقات، وحتى أن كثير من الناس يصادقون الحيوانات من قطط وكلاب أليفة فقط لأنهم وجدوا أنها لا تؤذيهم واستمتعوا بها، فهم أحرار بما اختاروا من صداقات. وأنت إن لم تكن تنعم بالسعادة لوحدك فأنت لن تكون سعيداً إن وجدت هذه العلاقات لأنك غير سعيد، فالسعادة تنطلق من الذات وليس من العلاقات، ثم تنتشر للعلاقات، أي أنها تنتشر من المركز إلى المحيط وليس بالعكس، لأنك أنت المركز والعلاقات هي المحيط، فانعم بالسعادة لمفردك. وكما يقول عبد الله المغلوث في كتابه تغريد في السعادة والتفاؤل والأمل أن هناك بشر مثل المطر عندما يهطل تنتشر السعادة والدعوات، وهناك بشر مثل موجة الغبار عندما تهب تمتلئ الصدور بالضيق، ومن ينشغل بالآخرين، لن يجد وقتاً لينشغل بنفسه، فالفرح فعل تصنعه لا تنتظره. وهناك معبد واحد فقط في الكون، إنه جسم الإنسان كما يقول توماس كارلايل. وكما يقول بوذا أنك أنت نفسك، كما أي شخص في الكون كله، تستحق محبة نفسك وشغفك بها.