لا تيأس من روح الله عامر عطايا - YouTube
لا تيأسوا من روح ه
وتتوالى الشدائد ويُصاب الناس بقحطٍ شديد وقلةٍ في الطعام، فيذهب أولاد يعقوب -عليه السلام- لمصر ليجلبوا بعض الطعام، فيأخذ يوسف أخاه إلى جانبه في مصر، ويعود الباقون دون أخيهم، فيشتدّ الكرب على الشيخ الكبير، وهو على حاله هذه يدعوهم إلى التفاؤل والبحث عن يوسف وأخيه. ويعود الإخوة إلى مِصر راجين أن يترك لهم عزيز مصر أخاهم ليعود معهم إلى والده، لعلّ عودته تسكّن ما بالشيخ من ألم، فيذكّرهم يوسف -عليه السلام- بأفعالهم ويُعْلِمُهم بأنه يوسف قد منّ الله عليه، فيرجعون بقميص يوسف -عليه السلام- إلى والدهم ويلقونه على وجهه فيرتدّ بصيرًا. ثم يذهب الجميع إلى مِصر فيرفع يوسف -عليه السلام- أبويه على العرش ويُحَيّيه الجميع تحيةً لعزيز مصر الذي لم تكن رحلته أهون من رحلة والده، فمن البئر إلى السجن، ومن المحبة إلى التكذيب، ثمّ إلى التصديق والتكريم. و لا تيأسوا من روح الله. ما تُبشّر به الآية
تنتهي بهذا قصة الألم والمعاناة، ويُبدّل الله المؤمنين بعد عسرٍ يسرى، فلا يأس من فرج الله ولا قنوط من رحمته، فالله الذي يملك خزائن السماوات والأرض قادرٌ على تغيير موازين الأمور وتبديل الحال من ضيقٍ إلى سعة. وتشتدّ الظروف المحيطة بالمسلمين في الوقت الحالي، فتناديهم الآية: (لا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ)؛ تشدّ قواهم وتسندهم إلى ركنٍ شديد، ركن الله القادر على تغيير الأمور وتبديل الهمّ إلى فرجٍ، والعسر إلى يسرٍ، فقط عليهم فعل ما يستطيعون فعله.
لا تياسوا من روح الله سوره يوسف
تفسير القرآن الكريم
إن نبي الله موسى عليه السلام خدم العبد الصالح عشر سنوات، مهراً لزواجه من ابنته. فكم تخدم أنت مولاك لأجل بنات الجنان الحور الحسان؟ هذه أبواب الجنة الثمانية في هذا الشهر قد فتحت، ونسماتها على قلوب المؤمنين قد نفحت, وأبواب الجحيم كلها لأجلك مغلقة، وأقدام إبليس وذريتِه من أجلك موثقة. لا تيأسوا من روح ه. قال الحسن البصري: "قال إبليس: أهلكتُ أمَّة محمَّد بالمعاصي، فقطعُوا ظهْري بالاستغفار، فأنيبُوا إلى ربِّكم واستغفروا". إنه ليس أمامنا - يا عباد الله - إلا التوبة الناصحة الصادقة. إذا لم نتب من ذنوبنا في رمضان، فمتى نتوب؟
إذا لم نتخلص من شوائبنا ومعاصينا، في شهر الرحمة، وفي شهر القرآن، فمتى يكون؟
رمضان شهر التراويح، شهر التهجد والمصابيح، عجباً لأوقاته ما أشرفها، ولساعاته التي كالجواهر ما أظرفها، طوبى لعبد صام كل النهار، وقام حتى الأسحار.