(تفسير فتح القدير للشوكاني). مقتضى اسم الله الفتَّاح وأثره:
يقتضي اسم الله الفتَّاح أن يكون الله تعالى هو الحاكم بين عباده فيما هم فيه مختلفون، وأن يُطلَب الحكم منه سبحانه، فَحُكْمُه تعالى هو الحُكْم العدل والقسط عند النزاع والاختلاف، قال تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّه ﴾ [الشورى: ١٠]. خطبة عن ( اسم الله الفتاح ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. ويقتضي هذا الاسم كذلك معرفة أن الله تعالى هو الذي بيده فتح مغاليق الأمور، فمن انغلق عليه شيء، فليلجأ إلى الله تعالى ويدعوه باسمه الفتَّاح؛ لكي يفتح عليه، قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: ٢]. ومن طلب النصر والغَلَبَة فليلجأ إلى الفتَّاح، فهو الذي بيده الفتح والنصر، قال تعالى: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: ١]. مرحباً بالضيف
- بهرة - ويكيبيديا
- خطبة عن ( اسم الله الفتاح ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
- من أسماء الله الحسنى " الفتّاح" – أسماء الله الحسنى
بهرة - ويكيبيديا
4- الله سبحانه وتعالى متفردٌ بعلم مفاتح الغيب، قال تعالى: { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ.. } [الأنعام:59]، وقد عددها في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34]. 5- الفتح والنصر من الله سبحانه وتعالى: فهو يفتح على من يشاء ويذل من يشاء، وقد نسب الله تعالى الفتوح إلى نفسه؛ ليُنبه عباده على طلب النصر والفتح منه لا من غيره، لذلك قال الله تعالى: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح:1]، وقال جلَّ ثناؤه: {.. بهرة - ويكيبيديا. فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ.. } [المائدة:52]، وقال تعالى: { وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف:13]، إذًا، فليس علينا إلا أن نجتهد ونأخذ بالأسباب، أما النصر فهو من عند الله سبحانه وتعالى. 6- الله تعالى بيده مفاتيح خزائن السماوات والأرض، قال تعالى: { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الشورى:12].
خطبة عن ( اسم الله الفتاح ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
إذا ذهبت إلى الأطباء، فأجمعوا أنه لا علاج لمرضك، وسدوا أمامك جميع أبواب الشفاء، فاعلم أن الله -سبحانه وتعالى- فتاحٌ، سيفتح لك بابا من الشفاء يعجزهم جميعا ويذهلهم. تنزل بك نازلة، وتحل بك مصيبة، فتطرق أبواب الناس تبحث عن مساعدة، أو عن قرض؛ فتغلق أمامك أبواب الناس، حتى إذا أوصدت أبواب جميع الخلق، فتح الله لك بابا من حيث لا تحتسب: ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) [النمل:62]. وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى *** ذرعاً، وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها *** فُرجت، وكنتُ أظنُّها لا تفرجُ
ومن فتوحاته -سبحانه-: أنه الفتاح الذي يحكم بين العباد فيما هم فيه يختلفون, يفتح بين المؤمنين وبين أعدائهم، قال الله -عز وجل-: ( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) [سبأ: 26]، ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) [الأعراف: 89], فيفتح الفتاح للمؤمنين في الدنيا بنصرهم على أعدائهم.
من أسماء الله الحسنى &Quot; الفتّاح&Quot; &Ndash; أسماء الله الحسنى
ومنها قول الله تعالى: { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر:2]، يخبر تعالى أنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فلو فتح الله تعالى المطر على الناس، فمن ذا الذي يحبسه عنهم؟ ولو حبس عن عباده القطر والنبات سنين طويلة، لما استطاعوا أن يفتحوا ما أغلقه الله سبحانه وتعالى: { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [يونس:17]. معنى اسم الله الفتاح. والمعنى الثاني: الفتاح الذي يفتح أبواب الامتحان والبلاء للمؤمنين الصادقين، قال تعالى: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام:44]، فهذه عقوبة الذين لا يذكَّرون برسائل الله تعالى المتتالية. فالله عزَّ وجلَّ يُرسل إليك في كل ثانية من عمرك رسالة، فإما أن تفهمها وإما أنك تغفل عنها، فتكون عقوبة الغافل أن تزداد عليه المحن والابتلاءات لعله يُفيق من غفلته، فتأتيه الابتلاءات من كل الطرق؛ يُبتلى في بيته وفي عمله ورزقه.. وحتى فيما بينه وبين نفسه، فيشعر بالوحشة، ويظل يُبتلى حتى يعود، وقد يكون من هذا الابتلاء أن يزداد في النِعَم زيادة في إقامة الحُجج عليه، فيكون من شأنه أن يفرح، وحينها تأتيه العقوبة فجأة: {.. حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام:44]، مُبْلِسُونَ: أي حائرون تائهون.
عبد الله: إذا استصعب عليك أمر، أو نزل بك ضر، أو أغلق الخلق دونك أبوابهم، فاعلم أن لك ربا فتاحا يفتح كل مغلق، ويسهل كل صعب، وييسر كل عسير بإذن -سبحانه- فالجأ إليه واطلب فتوحاته. ألا صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).