الشفاعة في الآية الأولى مقدمة. والعدل متأخر، وفي الآية الثانية العدل مقدم والشفاعة مؤخرة.. وفي الآية الأولى لا يقبل منها شفاعة. وفي الآية الثانية.. لا تنفعها شفاعة. والمقصود بقوله تعالى: {اتقوا يَوْماً} هو يوم القيامة الذي قال عنه سبحانه وتعالى: {يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً والأمر يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}.. [الانفطار: 19]. وقوله تعالى: {لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} كم نفسا هنا؟ إنهما اثنتان. يوم تشهد عليهم ابصارهم. نفس عن نفس. هناك نفس أولى ونفس ثانية. فما هي النفس الأولى؟ النفس الأولى هي الجازية. والنفس الثانية.. هي المجزي عنها.. ومادام هناك نفسان فقوله تعالى: {لاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} هل من النفس الأولى أو الثانية؟
إذا نظرت إلى المعنى فالمعنى أنه سيأتي إنسان صالح في يوم القيامة ويقول يا رب أنا سأجزي عن فلان أو أغني عن فلان أو أقضي حق فلان. النفس الأولى أي النفس الجازية تحاول أن تتحمل عن النفس المجزي عنها. ولكي نقرب المعنى ولله المثل الأعلى نفترض أن حاكما غضب على أحد من الناس وقرر أن ينتقم منه أبشع انتقام. يأتي صديق لهذا الحاكم ويحاول أن يجزي عن المغضوب عليه. فبما لهذا الرجل من منزلة عند الحاكم يحاول أن يشفع للطرف الثالث.
يوم تشهد عليهم سمعهم وابصارهم
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©
يوم «الشهادة».. تنطق الجوارح بما عملت - صحيفة الاتحاد
أبرز الأخبار
يوم «الشهادة».. يوم تشهد عليه السلام. تنطق الجوارح بما عملت
20 يونيو 2017 18:44
محمد أحمد (القاهرة)
«الشهادة»، معناها أن جميع الجوارح تنطق، كالسمع والأبصار والجلود، لتشهد على الإنسان بما كان يعمل في الدنيا، وهي تنطق بإرادة الله وقدرته. ورد اللفظ في القرآن الكريم في سورة النور: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، «الآيتان: 23 - 24»، وفي التفسير الميسر للطنطاوي، إن الذين يقذفون النساء الطاهرات الغافلات عن كل فعل سيء، قد طردهم الله من رحمته، وفي يوم القيامة يجازي هؤلاء المنافقين الجزاء العادل، فيختم على أفواههم وتشهد أيديهم وأرجلهم ولا يكتمون الله حديثاً. قال أبو سعيد الخدري إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان يوم القيامة، عرف الكافر بعمله، فيجحد ويخاصم، فيقال له: هؤلاء جيرانك يشهدون عليك. فيقول: كذبوا، فيقول: أهلك وعشيرتك، فيقول: كذبوا، فيقول: احلفوا، فيحلفون، ثم يصمتهم الله، فتشهد عليهم أيديهم وألسنتهم، ثم يدخلهم النار».