وأخرى يدفعها حملها وإرهاقها من عملها الطويل إلى الشكوى أمام الغرباء من كونها «ناريّة» حسب وصفها لا تتوقف عن الحركة بينما زوجها «تنبل» حسب وصفها أيضاً، ليس مضطرّاً لأن يفعل شيئا لأنّ بذلته الرسمية ستوفيه حقّ صورته من الرجولة والشهامة والمروءة. كبر مقتا عند الله ان تقولو ما لا تفعلون. كم في بلادنا من «لبؤات»، يصطدن بصمت طول النهار، بينما يأخذ الأسد «التنبل» الكسول حصّته من الطعام والصور الشعرية ودرس البلاغة: زيد كالأسد في الشجاعة، والشجاعة من مكارم الأخلاق. لا يعني هذا أن النساء يعانين أكثر بالضرورة، إذ ما تزال «إذا غدرت حسناء وفّت بعهدها» موجودة لم يستطع كلّ الكبت أن يمنعها، هذا إن لم يكن يصنعها. ما الذي يمنعنا من إنهاء هذه المهزلة؟ من أن نصمت ببساطة، من ألاّ نَعِد، إطلاقاً، ومن أن نمحو «أبشر» و»أبشري» من قاموسنا حفظاً لما سيسال ولو متأخراً من ماء وجهنا (وإن خالها تخفى على الناس…)، وأن نعترف برخاوتنا وكسلنا وخيبتنا التي نصرّ على سترها، خاصة في حالات اليقين بالعجز؛ الخيبة المتجلية في «أعدك بأنني سأحاول» أو «بشوف» و»إن شاء الله خير»؟ «وأنّهم يقولون ما لا يفعلون»: قالها الله أيضا عن الشعراء، وجاء مثلها عند أبي حيّان: «وإنما يقولون ما يقولون»، «لا تصحبنّ شاعراً»، «فهو لا يكترث كيف أجاب سائلاً، وكيف أبطَل مجيباً».
كبر مقتا عند ه
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ) يؤذنهم ويعلمهم كما تسمعون.
كبر مقتا عند الله ان تقولو ما لا تفعلون
؟؟ فلماذا التظاهر مسموح عندنا وممنوع عندهم؟؟ أليست هذه الدعوة قولاً يناقض ما ينهون عنه عندهم، وهذا ما يعدّ من الآثام الكبيرة؛ ألم يقولوا مَا لا يَفْعَلُونَ! ؟ لماذا لم يبدأوا بأنفسهم أولاً! ؟ لماذا لم يحدّثنا كتّاب الصحف السعودية (الشرق الأوسط، والحياة، والجزيرة... الخ)، أو مدير قناة العربية عن التجربة الديمقراطية في السعودية وعن الانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة، وعن المجالس المنتخبة وعن دور المرأة وحضورها في المجلس النيابي السعودي، وعن قانون الأحزاب العصري في المملكة الشقيقة.... الخ، لنقتدي بهم! كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. ؟؟
ومِن قطر "العظمى" تطلّ علينا قناة الجزيرة، لتتحدث باسم الإنسانية والحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، عابرة الحدود والفواصل؛ ولولا كوننا نعرف من تكون قطر، ومن تستضيف على أرضها وأية قواعد عسكرية أمريكية، وأي علاقات تقيم مع إسرائيل، ومن يكون أميرها، وكيف وصل إلى الإمارة وبأي انتخابات وتحت قيادة أي حزب، وكيف يتعامل مع المعارضة القطرية!!! لكنّا نصلّي للقناة ونغمض أعيننا ونسير خلفها خبط عشواء ودون تبصّر!! أيها الإخوة: حقاً، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ.
وختاما فان الغالبية من أبناء الشعب يستغربون لماذا لا تقوم الحكومة بتنفيذ المواثيق الدولية الموقعة عليها وتسليم المدعو حميد الأحمر إلى شرطة دبي التي أظهرت تحقيقاتها بتورطه في قضايا ماليه تتمثل في غسيل > أموال بالبنوك الإماراتية وجنائية بالتهريب أسلحة تركية واحتجازها في إمارة دبي فتلك التهم المختلفة يجب ان دافع عن نفسه وثبت براءته إن كان كذلك