عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:"لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ، ومن حلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض فليس من الله". رواه ابن ماجة بسند حسن، وعدم الحلف بغير الله من أصول التوحيد ، لأن تعظيم غير الله يعتبر شرك ، والتعظيم يأتي من التعظيم بالحلف والعبادة والدعاء، وقوله "ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض فليس من الله" هذا دليل على وجوب تصديق المسلم إذا حلف أو إذا حلف له من أخيه المسلم ، وواجب أيضا حسن الظن مادام الحلف بالله. وعن قتيبة ان يهودياً أتى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون ، تقولون: ما شاء الله وشئت ، وتقولون: والكعبة ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا ان يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة ، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت. صحة حديث من حلف بالله فصدقوه - موقع محتويات. رواه النسائي وصححه، وعن ابن عباس:"أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت ، فقال: أجعلتني لله نداً؟، ما شاء الله وحده". رواه النسائي. ونهي رسول الله عن الحلف بالكعبة رغم ما عظمها الله به من جعلها ركناً على من استطاع وشرع التوجه نوحها من كل اصقاع الأرض وخصها بالفضل وإجابة الدعاء عندها ، ورغم ذلك المشروع هو الطواف بها ، والصلاة إليها ، لا الحلف بها لما يعد ذلك من الشرك في عبادة الله الواحد، ويقول صلى الله عليه وسلم:"من حلف على يمين هو فيها كاذب يقتطع بها مال المسلم بغير حق فالله عليه غضبان" ، وفي لفظ آخر:" فقد أوجب الله عليه النار وحرم عليه الجنة".
- ص14 - كتاب شرح سنن أبي داود للعباد - شرح حديث من حلف بالأمانة فليس منا - المكتبة الشاملة
- صحة حديث من حلف بالله فصدقوه - موقع محتويات
ص14 - كتاب شرح سنن أبي داود للعباد - شرح حديث من حلف بالأمانة فليس منا - المكتبة الشاملة
ذات صلة من حلف بغير الله ما حكم من حلف بالله ثم اخلف
حديث (من حلف بالله فصدقوه)
انتشر بين الناس عبارة: (من حلف بالله فصدِّقوه) على أنها حديث؛ لكنَّ ذلك لا يصحَّ، وإنما يغني عنه حديث آخر، عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- قال: سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يحلف بأبيه فقال: (لا تحلفوا بآبائكم، من حَلَف بالله فلْيصدُق، ومن حُلِفَ له بالله فليرضَ، من لم يرضَ بالله فليس من الله). ، [١] وهذا الحديث صحيح، له نفس معنى الحديث الذي ينتشر بين الناس. ص14 - كتاب شرح سنن أبي داود للعباد - شرح حديث من حلف بالأمانة فليس منا - المكتبة الشاملة. شرح حديث (من حلف بالله فصدقوه)
أمَّا عن معنى هذا الحديث، فهو يُغني عنه ما جاء في الحديث الصحيح: (لا تحلفوا بآبائكم، من حَلَف بالله فلْيصدُق، ومن حُلِفَ له بالله فليرضَ، من لم يرضَ بالله فليس من الله)، [١] أي أنه لا يجوز الحلف بغير الله -تعالى-، ولا بأيٍ من مخلوقاته، ومن كان حالفاً فليحلف بالله وليكن صادقاً فيما يحلف؛ فاليمين الغموس هي التي يحلف صاحبها بالله كذباً، وسُمِّي غموساً لأنه يغمس صاحبه في النار. [٢] وكذلك من حُلف له بالله -تعالى- فليُصدِّق الحالف؛ لأنه حلف بعظيم، وهو الله -تعالى-، وهذا غالبٌ على الناس ألا يكذبوا على الله -تعالى-، وقد هذا يكون خاصٌّ بأهل التقوى والإيمان منهم، أمَّا المقصود هنا الذين إذا استخفُّوا بالإيمان، واستسهلوا الكذب مع الحلف بالله، فهؤلاء لا يلزم تصديقهم؛ لأنهم مُتهمون في تقواهم لله.
صحة حديث من حلف بالله فصدقوه - موقع محتويات
باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
عن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قال: لا تحلفوا بآبائكم; من حلف له بالله فليصدِّق؛ ومن حُلِف له بالله فليْرضَ؛ ومن لم يرض فليس من الله رواه ابن ماجه بسند حسن. الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
من حلف له بالله فليرض " فليجعل توحيده وتعظيمه لله -جل وعلا- له وكذب ذاك في
الحلف بالله عليه. وقالت طائفة من أهل العلم، وهذا هو الثالث، إن هذا راجع إلى من عرف صدقه في
اليمين، أما من كان فاجرا فاسقا لا يبالي إذا حلف، أن يحلف كاذبا، فإنه لا يجب تصديقه؛
لأن تصديقه، والحالة هذه مع قيام اليقين، أو القرائن العامة بكذبه،
ليس بداخل في الحديث لقوله في أول الحديث: " من حلف بالله فليصدق،
ومن حلف له بالله فليرض " فتعلق قوله: " من حلف له بالله " بما قبلها،
وهو قوله: " من حلف بالله فليصدق " فتعلق " من حلف له بالله فليرض "
يعني: فيمن كان صادقا، ومن لم يرض بالحلف، من لم يرض باليمين بالله فليس من
الله، فيدل على أن فعله من الكبائر؛ لأن قوله: "ليس من الله" هذا ملحق لفعله بالكبائر. وهذا الباب فيه نوع تردد عند الشراح، والظاهر في المراد منه أن الإمام المصنف -رحمه الله-
ذكره تعظيما لله -جل وعلا- وقد ذكر في الباب قبله: من حلف بغير الله، وأن حكمه أنه مشرك
فهذا فيه أن الحلف بالله يجب تعظيمه، وألا يحلف المرء بالله إلا صادقا، وألا يحلف بآبائه، وألا يحلف بغير الله، ومن حلف له بالله فواجب عليه الرضا تعظيما لاسم الله، وتعظيما لحق الله -جل وعلا- حتى لا يقع في قلبه استهانة باسم الله الأعظم، وعدم اكتراث به، أو بالكلام
المؤكد به.