• إنَّ الاهتمام بالبناء الأخلاقيِّ للإنسان وحُسْن تربيته، والاعتناء بتوجيهه وتثقيفه وتوعيته على مدى سني عُمره - يَكْفل للمجتمع والأمة تماسُكَ نسيجها، وتكافل أبنائها، وشيوع قيم الرَّحمة والمحبَّة والتسامح والتوادِّ بين أفراد المجتمع، ومِن ثَمَّ تنهض الأمة اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، وتتبوَّأ مكانها تحت الشمس، ومكانتها بين الأمم القائدة المنتصرة والفاعلة في المجتمع الإنساني. • إن التمسُّك بمكارم الأخلاق هو الركيزة التي نهضت بها أمةٌ من صحراء مكَّة وربوع المدينة عندما تعهَّدَها الله بخاتم رسالاته للإنسان، وأكمل شرائعه للحياة السَّعيدة، وأشرف وحي السَّماء إلى الأرض بقيادة نبويَّة ربَّانية عبقرية فذَّة، بهرَت العالَم والإنسانية في عبقريَّة تربية الأجيال، واكتشاف طاقاتهم الإيجابيَّة، وتوجيه نبوغهم وتفرُّدهم في المجالات التي برعوا وأبدعوا فيها.
- انما الامم الاخلاق ما بقيت احمد شوقي
انما الامم الاخلاق ما بقيت احمد شوقي
لا بدّ للجهات الرسمية من مراقبة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يعتقدون أن حريتهم مطلقة في بث ما يريدون، ولقد يئسنا من ملاحقة الشتّامين والحاقدين وناشري الأكاذيب، أما أولئك المتحرشون فيجب الأخذ على أيديهم يقوة، مراقبة وملاحقة، حماية للصغار والمراهقين، والوطن من شرورهم..
على الرغم من أن الدين الإسلامي اهتم كثيراً بالسلوك والقيم الأخلاقية العالية، وأنه أثنى على خلق النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وأن النبي قال: إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"! على الرغم من هذا إلا أنه وجد بيننا أناس فطروا على انتهاك القيم، وهذه طبيعة بشرية لا يكاد يخلو منها مجتمع في أي زمان، لكن ما ليس طبيعياً أن ترتكب تلك السلوكيات المشينة في شهر رمضان، ومن أناس لبسوا لباس الدين، للتغطية على انحرافهم وخرقهم للقيم والخلق الديني. انما الامم الاخلاق ما بقيت بالتشكيل. فقد أوقفت وزارة الشؤون الإسلامية في العشر الأواخر من رمضان الماضي، إمام مسجد عن الإمامة، والعمل في حلقات تحفيظ القرآن، وذلك إثر تحرشه لفظياً بطفل في مقطع فيديو على تويتر، علماً أن الإمام المزعوم له سوابق حسب ما ورد في الصحف. وقبل ذلك أعلنت شرطة مدينة الرياض القبض على شاب يدعو إلى الرذيلة من خلال تطبيق البث المباشر (يوناو) فئات عمرية مستهدفة، مجاهراً بأفعاله ودعوته إلى الرذيلة، دون مراعاة لحرمة الشهر، أو الآداب الشرعية والنظام العام.. حتى وصل بأفعاله المشينة إلى فتيات وفتيان أميركان!
وفي معاملة الزوجة خاصة، والمرأة عامة ـ سواء كانت أماً أو أختاً أو بنتا أو زوجة ـ يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) رواه الترمذي. و قال عليه الصلاة و السلام: ( استوصوا بالنساء خيراً) رواه البخاري. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت القصيدة كاملة. وحفاظاً على المجتمع من انتشار الرذيلة واعتيادها: كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمر بالستر وينهى عن الفضيحة فيقول: ( من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) رواه البخاري. ويفتح طريق التوبة للمذنب، بل ويأمر صاحب المعصية أن يستر على نفسه، ولا يجهر بمعصيته أو يفتخر ويُحَّدِّث بها، فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( كل أمتي معافى، إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) رواه البخاري. وفي مراعاة أحوال الكبار وإكرامهم،
والرفق بالصغار ورحمتهم، يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ليس منا من لم يعرف حق كبيرنا، ويرحم صغيرنا) رواه أحمد. ويهتم بأمر الجار والضيف فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) رواه البخاري.