المصدر:
تحميل التصميم
تحميل نسخة النشر الإلكتروني تحميل نسخة الطباعة
- ما أصاب من مصيبة في الارض
- رعد كردي ما اصاب من مصيبه في الارض
- ما اصاب من مصيبه الا باذن الله النابلسي
ما أصاب من مصيبة في الارض
نعم قد يكون ابتلاء: " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ " [ البقرة: 214] ، وإن لم يكن المقصود بالزلزال هنا هذا الزلزال المعروف زلزلة قلوبهم. اعترض بعضهم أن الزلازال بسبب الذنوب قالوا: فما ذنب الأطفال ؟ ، الأطفال كما في حديث أم سلمة وكذلك حديث عائشة: " يغزو جيش الكعبة فيخسف بأولهم وآخرهم " قيل: يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟ قال: " يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ". رعد كردي ما اصاب من مصيبه في الارض. القصد أن هذا قول الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله عز وجل ، ويسندون الأشياء إلى الطبيعة ، وهنا شيء نريد أن ننبه عليه: نسمع من شبابنا أنهم يرددون في حديثهم: ( طبعاً) تكلمه بالكلام وقال ( طبعاً) فالأولى أن يقول: نعم وبلى وصدقت أو ما أشبه ذلك ، لا أقول إن هذا الكلام محرم ( طبعاً) لكن فيه شبهة فالأولى اجتنابه. وقد تكلمنا بحمد الله على هذا في < المخرج من الفتنة > ، وألفنا رسالة ولكنها أرسلت للطبع وهي < إيضاح المقال في أسباب الزلازال > ، فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم في شأن قارون: " فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ " [ القصص: 81] ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " بينما رجل يمشي يختال في مشيته تعجبه نفسه إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ".
رعد كردي ما اصاب من مصيبه في الارض
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ فاطرِ الأكوانِ وباريْها، ومُسيِّرِ الأفلاكِ ومُجْريْها، وخالقِ الدَّوابِ ومُحصِيْها، ومُقسِّمِ الأرزاقِ ومُعْطِيْها، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ المستحقُّ للثناءِ والمجدِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صلَّى اللهُ وسلَّم عليهِ وعلى آلِه وصحبِه إلى يومِ الدينِ. أما بعدُ: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون}[الحشر:18]. أيُّها المؤمنونَ: الرضَا بقضاءِ اللهِ وقَدَرِه عبادةٌ عظيمةٌ جليلةٌ، وخُلقٌ كريمٌ، وصفةٌ من صفاتِ المؤمنينَ، ولازمٌ من لوازمِ الإيمانِ واليقينِ، وهو جنَّةُ الدُّنيَا، ومُستراحُ المقَرَّبينَ، وأعلى مقاماتِ العارفينَ، وثمرةٌ من ثمراتِ محبةِ الرَّبِّ الكريمِ. جريدة الرياض | وجع الرحيل. والرضَا سرورُ القلبِ بُمرِّ القضاءِ، وارتفاعُ الجزعِ فيمَا قَدَّر اللهُ بِه وَحَكَمَ، لعلمِ العبدِ أنَّ كلَّ شيءٍ يَجْري بتقديرِه ومشيئتِه، وكلَّما زادَ عِلْمُ العبدِ باللهِ زادَ رضاهُ عن اللهِ، وكلمَّا قلَّ عِلْمُه قلَّ رضَاهُ، قالَ اللهُ تعَالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير* لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور}[الحديد:22، 23].
ما اصاب من مصيبه الا باذن الله النابلسي
إننا نستوحي من هذا الحديث معالم مهمة ، ووصايا عظيمة ، من عمل بها ، كتبت له النجاة ، واستنارت له عتبات الطريق ، فما أحوجنا إلى أن نتبصّر كلام نبينا صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته ، ونستلهم منها الحلول الناجعة لمشكلات الحياة ، ونجعلها السبيل الأوحد للنهضة بالأمة نحو واجباتها.
ثالثًا: أنَّ الرِّضَا سبيلٌ لمغفرةِ الذُنوبِ: فعنِ سعدِ بنِ أبي وقاصٍ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قالَ: (مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وبالإسْلامِ دِينًا، غُفِرَ له ذَنْبُهُ)(رواه مسلم(386). رابعًا: نيلُ رضَا اللهِ ودخولُ الجنَّةِ: فَمَنْ رضيَ عن اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه وأرضَاه، قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى يقولُ لأهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ؟ فيَقولونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ، فيَقولُ: هلْ رَضِيتُمْ؟ فيَقولونَ: وما لنا لا نَرْضى وقدْ أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِن خَلْقِكَ، فيَقولُ: أنا أُعْطِيكُمْ أفْضَلَ مِن ذلكَ، قالوا: يا رَبِّ، وأَيُّ شيءٍ أفْضَلُ مِن ذلكَ؟ فيَقولُ: أُحِلُّ علَيْكُم رِضْوانِي، فلا أسْخَطُ علَيْكُم بَعْدَهُ أبَدًا)(رواه البخاري (6549). أسألُ اللهَ الكريمَ من فضلِه. ما اصاب من مصيبه الا باذن الله النابلسي. هذا وصلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفَى والقدوةِ المجتبى فَقَد أمَرَكُم اللهُ بذلكَ فقالَ جلَّ وعلا:[إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا].