كان عدي بن حاتم نصرانيا ، وهو ابن حاتم الطائي المشهور بالكرم ، وكان شريفا في قومه ، فلما سمع برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كره دعوته ، وترك قومه ولحق بنصارى الشام ، فكره مكانه الجديد أكثر من كراهته لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال في نفسه: لو أتيته فإن كان ملِكا أو كاذبا لم يَخْف عليَّ. ويحدثنا أبو عبيدة بن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ عن قصة إسلام عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ فيقول: ( كنت أسأل عن حديث عدي بن حاتم وهو إلى جنبي لا آتيه فأسأله ، فأتيته فسألته فقال: بُعِث رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ حيث بعث فكرهته أكثر ما كرهت شيئا قط ، فانطلقت حتى كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم ، فقلت: لو أتيت هذا الرجل فإن كان كاذبا لم يخف عليَّ ، وإن كان صادقا اتبعته.
- قصة عَدِي بن حاتم الطائي ابن حاتم الذي يضرب به المثل في الكرم ولكنه لم يدرك وقت الإسلام … - YouTube
قصة عَدِي بن حاتم الطائي ابن حاتم الذي يضرب به المثل في الكرم ولكنه لم يدرك وقت الإسلام … - Youtube
}. فضحك عمر ثم قال: { نعم، والله إني لأعرفـك، أسلمت إذ كفـروا، وعرفتَ إذْ أنكروا، وأقبلتَ إذْ أدبـروا، ووَفَيْتَ إذْ غدروا، وإنّ أول صدقة بيّضتْ وجْهَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقة طيء حيثُ جئتَ بها}. وأخذ يعتذر منه في فعله لأولئك، فقال عدي: { فلا أبالي إذن}. عينه يوم مقتـل عثمان قال عُديّ: { لا ينتطح فيها عنـزان}. ولم يزل مع علي بن أبـي طالب وشهد معه الجمل وصفّين. فلمّا فقئت عينـه يوم الجمل قيل له: { أما قلت لا ينتطح فيها عنزان ؟! }. قال: { بلى وتفقأ عيون كثيرة}. الوفاة توفي أبو طريف مُعَمّراً في عام (68 هـ) في الكوفة
عُديّ بن حاتم بن عبد الله الطائي وكنيته أبو طريف، ابن حاتم الطائي الذي يضرب بجوده المثل، كان نصرانياً، ووفد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنة سبع فأكرمه واحترمه وحسُنَ إسلامه، ومنع قومه من الردة بقوة إيمانه، وحَسُن رأيه. إسلامه وقعت أخت عُدي في الأسر، فمنّ عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء وأسلم. قال عُدي: بُعِثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ، فقلتُ: { لو أتيتُ هذا الرجل، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ، وإن كان صادقاً اتبعته}. فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالوا: { عُدي بن حاتم! عُدي بن حاتم}. فأتيته فقال لي: { يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ}. فقلتُ: { إنّ لي ديناً! }. قال: { أنا أعلم بدينك منك}. قلتُ: { أنت أعلم بديني مني ؟! }. قال: { نعم}. مرّتين أو ثلاثاً قال: { ألست ترأس قومك ؟}. قلتُ: { بلى}. قال: { ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع ؟}.