هل سنجد من إله مدبر غيره يمسك السموات والأرض أن تزولا؟ فالحمد لله رب العالمين الذي رفع السماء بغير عمد نراها وحفظ كوننا من الزوال.
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة فاطر - قوله تعالى إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا - الجزء رقم24
- معنى قوله تعالى إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا - إسلام ويب - مركز الفتوى
- التفريغ النصي - تفسير سورة فاطر_ (10) - للشيخ أبوبكر الجزائري
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة فاطر - قوله تعالى إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا - الجزء رقم24
ثانيًا:
ذكر بعض العلماء أن لفظ ( السماء) في الآية الكريمة، تحتمل عدة أوجه:
1- أنها ما قابل الأرض، فتكون شاملة للسماء وما فيها، ويكون وقوعها على الأرض بمعنى الخرور والسقوط ، فيكون المعنى: أن الله بتدبير علمه وقدرته جعل للسماء نظامًا يمنعها من الخرور على الأرض. 2- أن السماء بمعنى المطر، ويكون إمساكه لأنه لو استمر نزول المطر على الأرض لتضرر الناس. 3- ويجوز أن يكون لفظ السماء قد أطلق على جميع الموجودات العلوية التي يشملها لفظ السماء الذي هو ما علا الأرض فأطلق على ما يحويه، فالله يمسك ما في السماوات من الشهب.. ويمسك ما فيها من القوى كالمطر والبرد والثلج والصواعق من الوقوع على الأرض إلا بإذن الله فيما اعتاد الناس إذنه به من وقوع المطر والثلج والصواعق والشهب وما لم يعتادوه من تساقط الكواكب. انظر: " التحرير والتنوير"(17/ 320 - 324). التفريغ النصي - تفسير سورة فاطر_ (10) - للشيخ أبوبكر الجزائري. وبالتأمل في هذه الوجه؛ فإن أقواها أن يكون المراد بالسماء السماء المعروفة، لأنه ظاهر الكلام، وغير جائز ترك الظاهر المفهوم من الكلام إلى باطن لا دلالة على صحته. قال ابن كثير رحمه الله:
" وقوله: ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض أي: من حيوان، وجماد، وزروع، وثمار. كما قال: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه [الجاثية: 13] أي: من إحسانه وفضله وامتنانه، والفلك تجري في البحر بأمره أي: بتسخيره وتسييره، أي: في البحر العجاج، وتلاطم الأمواج، تجري الفلك بأهلها بريح طيبة، ورفق وتؤدة، فيحملون فيها ما شاءوا من تجائر وبضائع ومنافع، من بلد إلى بلد، وقطر إلى قطر، ويأتون بما عند أولئك إلى هؤلاء، كما ذهبوا بما عند هؤلاء إلى أولئك، مما يحتاجون إليه، ويطلبونه ويريدونه.
معنى قوله تعالى إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا - إسلام ويب - مركز الفتوى
اهـ. وقال الألوسي في روح المعاني: وفسر بعضهم الزوال بالانتقال عن المكان، أي: إن الله تعالى يمنع السماوات من أن تنتقل عن مكانها، فترتفع أو تنخفض، ويمنع الأرض أيضًا من أن تنتقل كذلك، وفي أثر أخرجه عبد بن حميد، وجماعة عن ابن عباس ما يقتضيه. وقيل: زوالهما دورانهما، فهما ساكنتان، والدائرة بالنجوم أفلاكها، وهي غير السماوات - ثم ذكر أثر ابن مسعود السابق وفيه:- وكفى بها زوالًا أن تدور. والمنصور عند السلف أن السماوات لا تدور، وأنها غير الأفلاك، وكثير من الإسلاميين ذهبوا إلى أنها تدور، وأنها ليست غير الأفلاك، وأما الأرض فلا خلاف بين المسلمين في سكونها، والفلاسفة مختلفون، والمعظم على السكون، ومنهم من ذهب إلى أنها متحركة، وأن الطلوع والغروب بحركتها. اهـ. معنى قوله تعالى إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقد سبق لنا نقل مثل هذا الإجماع على سكون الأرض، مع بيان خطئه، وذلك في الفتوى: 366808. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 226582، 288148. وقد ذكر المفسرون في تفسير هذه الآية أقوالًا أخرى أولى بالصواب من القول السابق، قال ابن عطية في المحرر الوجيز: معنى الزوال هنا: التنقل من مكانها، والسقوط من علوها. وقال بعض المفسرين: معناه: أن تزولا عن الدوران.
التفريغ النصي - تفسير سورة فاطر_ (10) - للشيخ أبوبكر الجزائري
[خامساً: تقرير حقيقة وهي أن المكر السيئ عائد على أهله لا على غيرهم]. المكر السيئ عائد إلى أصحابه؛ قال تعالى: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر:43]. [وفي هذا يرى أن ثلاثة على أهلها رواجع]. ثلاثة على أهلها رواجع، أي: راجعة عليهم. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة فاطر - قوله تعالى إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا - الجزء رقم24. [ وهي: المكر السيئ والبغي والنكث]. والنكث نكث العهد، الذي يكون بينك وبينه عهد ثم ينكث، تعود العاقبة عليه بالخسران. [ لقوله تعالى: إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ [يونس:23]، وقوله: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ [الفتح:10]، وقوله: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر:43]]. وصدق الله العظيم، أين نحن من هذا القرآن العظيم؟ هل نقرأه على الموتى يا عباد الله؟! لا يجتمع عليه المسلمون لا في بيت ولا في مسجد، فكيف يعلمون؟ وكيف يعرفون؟ [قال الشيخ في النهر غفر الله لنا وله ولوالدينا أجمعين: روي أن كعباً قال لـ ابن عباس: إني أجد في التوراة: من حفر حفرة لأخيه وقع فيها. فقال ابن عباس: فإني وجدت في القرآن ذلك قال: وأين؟ قال اقرأ: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر:43]]. ومن أمثال العرب: من حفر لأخيه جباً وقع فيه منكباً.
كذلك أكَّد البيان الإلهي على أن كل شيء يسير في الكون بنظام، يقول تعالى: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد: 8-9]، وتأملوا عبارة (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) أي كل شيء يسير بنظام مقدر يضمن استمرار الحياة على ظهر هذا الكوكب. وهناك أمر مهم وهو أن الله تبارك وتعالى برحمته يمسك السماء بما فيها من كواكب ونجوم ومجرات وأحجار وغبار، كلها يمسكها ويبعد خطرها عنا وقد أودع في هذا الكون القوانين الفيزيائية التي تضمن ذلك. يقول تعالى: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 65]. فالله تعالى يمسك السماء بأجزائها وما تحويه من مخلوقات فلا يصلنا أي ضرر منها، بل إن الغلاف الجوي للأرض خلقه الله ليكون سقفاً نحتمي تحته ويقينا شر هذه الأحجار والنيازك، يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32]. ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
ووضعت " لئن " في قوله (وَلَئِنْ زَالَتَا) في موضع " لو " لأنهما يجابان بجواب واحد، فيتشابهان في المعنى، ونظير ذلك قوله وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ بمعنى: ولو أرسلنا ريحًا، وكما قال وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بمعنى: لو أتيت. وقد بيَّنا ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا) من مكانهما. حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن الأعمش عن أَبي وائل قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: من أين جئت ؟ قال: من الشأم. قال: من لَقيتَ؟ قال: لقيتُ كعبًا. فقال: ما حدثك كعب ؟ قال: حدثني أن السماوات تدور على منكب ملك. قال: فصدقته أو كذبته ؟ قال: ما صدقته ولا كذبته. قال: لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها، وكذب كعب، إن الله يقول ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ).