مطر من نار - فيلم كامل - جودة عالية - YouTube
- فلم الانمي مطر من نار - YouTube
- مطر من نار؟
فلم الانمي مطر من نار - Youtube
وأنا الجالسة في اللاشيء، يكبر اللاشيء ليلفني بداخله، لا أشعر بشيء سوى الفراغ، يقطع الصوت انفجار الصاروخ ونحيب البيت الحزين تتلوها صرخة تخرج من جوفي فأتفاجأ من اللاشيء كيف خدعني وأخرج هذه الصرخة، هل أنا خائفة؟ لا أعرف ولكنه الموت! مطر من نار. لا يهم هي دقيقةٌ واحدة فاصلة بين أجسادنا المحسوسة وأرواحنا السابحة في الفضاء. لم أكن خائفة وهذه الصرخة لم تعكس داخلي لذا كان علي في كل المناوشات المسبوقة باستقبال الصواريخ أن أضغط على لساني لكي لا تنفلت منه الصرخة رغمًا عني، دقيقة واحدة، وتهاوت غرف الدار الحزينة و تهاوت معها قلوبنا. ولتنتهي الحفلة المحضرة مسبقًا ولتبدأ حفلة أخرى لا نعرف موعدها ولكننا ننتظرها، يكون فيها الصاروخ هو شمعة الوفاة وبداية الآلام التي لا تخمد أبدًا. وأنا كالعادة أهرب من النوم أخاف أن يهبط فوق رأسي صاروخ فلا أستطيع الهرب لموت قدماي و ارتخاء عضلاتي
الليالي أسوأ ما في الحروب كلها لا أعلم لماذا؟ ولكن لربما بسبب الصواريخ الحاملة للهب الأحمر الذي يضيء ليالي الصيف مثل البرق في الشتاء ولكن البرق أقل سادية فهو ينذرنا بأصواته الرعدية، ولكن الصوت والضوء هنا يتصاحبان معًا، فتكون الصدمة والخوف أشد وطأة على قلوبنا الواجفة من رهاب المشهد، النوافذ كلها خلعت زجاجها؛ خوفًا عليها فتفصلها عنها رغم حبها وحاجتها إليها ولكن الخير في رميها أكثر، فهي لن تؤذي أحدًا وبهذا لن تستبدلها وتفارقها فراقٌ صغيرٌ أفضل من الوداع الأبدي!
مطر من نار؟
وَابتسَمت بعيونٍ مُمتلِئةً دَمعًا.. " هَاكُم كفِّي.. إلَى الجَنّةِ معَكم سـ أمْضِي.. ".. وَمضَت..! * * * مما راق لي....
من يخرجون من بيوتهم يحملون السلاح صادين عن غارات العدو يودعون عوائلهم، يجلس الموت فوق رؤوسهم يزحفون و يركضون
هنا غزة، صوتُ الراديو ينبعثُ من كلِ مكان أسمعه من بيوت الجيران وغرفة جارنا العجوز الذي ألفته الحروب، كم أكره الراديو والأخبار، كل ذكرياتي معه رافقتني منذ طفولتي في الاجتياحات البرية واقتحام البيوت والممارسات البشعة التي يمارسها الاحتلال، كانت أمي تدير المذياع ونسمع جوليا بطرس تصدح بصوتها الثوري "وين الملايين الشعب العربي وين"، ليعلق أبي بأن لا ملايين موجودة فقط الكثير من القلوب الجبانة والخائفة، التطبيع فقط موجود. فلم الانمي مطر من نار - YouTube. الفارق الوحيد أنهم استبدلوا الفوانيس الحارقة بصواريخ مزللةٍ ومجللة لا تبقي ولا تذر إلا من شاء الله، كنتُ ومازلتُ أسمع الراديو يصدح من أراضينا المحتلة يصف أجواء العيد في اليوم الأخير من شهر رمضان، الكثير من العروض والخصومات المميزة غير الموجودة في غزة، كنت أود أن تكون ذكرياتي بالراديو مرتبطة بالسعادة ولكنها تنداح ألمًا خاصة يوم سمعت نبأ قصف بيتنا العتيق وغرفة نومنا.. صندوق طفولتنا وذكرياتنا، نعم بكينا حزنًا وشاركنا بيتنا مصابه ما كان لنا أن نخون. أدرت المذياع مجددًا المذيع يتحدث عن ثلاث ساعات من التهدئة!