قصص القرآن الكريم كنوزٌ مليئةٌ بالعِبَرِ، والله تبارك وتعالى أرشدنا إلى هذه الحقيقة المهمة فقال: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"، فلا يكاد القارئ يَمُرُّ على قصة من قصص القرآن الكريم إلا ويجد فيها من الدروس والعبر والعظات ما يُثَبَتُ فؤاده، ويُنير بصيرته، ويزيد إيمانه، ويَشْحَذُ هِمَّتَهُ، ويم
نحه جرعةً من الأمل والتفاؤل. وهذا الكتاب يأخذ القارئ في رحلة تدبرية لمجموعة من قصص القرآن الكريم، نتوقف عند كل قصة من قصص الأمم السابقة التي وردت في كتاب الله تعالى، فنستخلص الدروس، ونستلهم العِبَرَ، ونَتَفَكَّرُ بأحوالهم، لنسير على درب الصالحين منهم، ونتجنب طريق العصاة المعاندين. في كل قصة لنا وقفات، نسلط الضوء من خلالها على الدروس والعبر والعظات المُسْتَخْلَصَةِ في جوانب العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات، والسبيل الأمثل للاستفادة منها في واقعنا وحياتنا.
- فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ! – البوصلة
- لقد كان في قصصهم عبرة
- قال الله تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب) تدل الآية على أهمية - مجتمع الحلول
فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ! – البوصلة
3. أن مشكلات اليوم لها مايشابهها في الأمم الماضية، ومن هنا فإن كثيراً من وسائل حلّ تلك المشكلات في الماضي من أنجح الأساليب لحلّ مشكلات اليوم. 4. أن الصبر مفتاح كل خير، وعلاج كل مصيبة، وأعظمه الصبر الجميل. 5. كلما ازداد الأمر شدّة وضاقت الأرض على صاحبها قرب الفرج، وإن ظنّه الإنسان بعيداً، وبسبب الجهل بهذه الحقيقة كم ضاعت من فرص عظيمة على من ابتلي بمصيبة فاستعجل الأمر قبل أوانه، وكان الفرج قاب قوسين أو أدنى منه. 6. الإحسان البوابة الكبرى للولوج إلى قلوب الناس، والتربع على تاج السؤدد والقيادة والعز في الدنيا والآخرة. 7. الأخذ بالأسباب وإن بدت في الظاهر غير مؤثرة من أعظم وسائل تحقق المقصود، وهي باب من أبواب الإيمان والتوحيد. لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب اعراب. 8. إذا علم الله صدق المؤمن وإخلاصه وتقواه وصبره، يسّر له من الأمور مالايخطر له على بال، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب. 9. التفاؤل هبة من الله يكرم بها من يشاء من عباده، وهو جنة في الصدور، ومركب متين في الأزمات، ونعم الرفيق في الطريق. 10. المكر عاقبته وخيمة، وآثاره أليمة، وهو خيانة وشتيمة، والله لا يهدي كيد الخائنين، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
لقد كان في قصصهم عبرة
الاستغفار مفتاح كل عسير، وجابر لقلب كل كسير، وهاد عند كل أمر محير. 40. إعادة الفضل لأهله من شيم الرجال الأوفياء، وسبب لاستمرار الخير والفضل والعطاء. هذه بعض الدروس والوقفات، أسأل الله أن ينفعني والقارئين بها، وأن ييسر تمام إخراجها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب) تدل الآية على أهمية - مجتمع الحلول
بين ما يجب أن نعلم (العلم)، وبين كيف نعمل (العمل). لأن منهج الإسلام علم وعمل، لا انفكاك لأحدهما عن الآخر: أنت تعلم لكي تعمل، وأنت تعمل بمقتضى ما تعلم. وقد ذكر "بن القيم" (رحمه الله) في بيان قوله تعالى: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" [الفاتحة: 6-7]، أنه يتضمّن بيان طرفي الانحراف عن الصّراط المستقيم، حيث الأول انحراف موجب للغضب؛ سببه فساد العمل، والآخر انحراف موجب للضلال؛ سببه فساد العلم. بهذا كان الطريق المستقيم، والمنهج القويم، هو الذي يجمع بين صلاح العلم، وصلاح العمل. ولهذا ساق الله تعالى في كتابه الجانب التطببيقي أو العملي في صورة " قَصَصُ". صور حية من حركة الحياة تُمثل البيان والتطبيق العملي لمنهج الإسلام. زخر بها القرآن الكريم، حتى حازت ثلثه. فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ! – البوصلة. و"القَصَصُ"، لغةً: مِنْ قَصَّ أثره إي تتبعه، ومنها قوله تعالى: "فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا" [الكهف: 64]، ومنها قوله تعالى: "وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ" [القصص: 11] أي تتبعي أثره، على هذا فالقص هو تتبع ما حدث بالفعل. وبهذا يختلف القَصَص القرآني تمامًا عن القالب الأدبي الحديث الذي يطلق عليه "قِصَّة"، وجمعه "قِصَصَ" (بكسر القاف)، وهو ما لا يخلو من اطلاقٍ لخيال المؤلف، يرسم شخوصه، ويسير أحداثه.
[يُونُسَ:98]" تداركهم الله برحمته لماّ استغفروا وتابوا، وانكسروا وأنابوا، وعادوا وآبوا… تضرعوا وتضوّعوا… واستقبلوا الله بقلوب خاشعة وعيون دامعة. شقوا أثوابهم، مرغوا في التراب وجوههم، وقدموا صبيانهم وشيوخهم وعجائزهم، وتوسلوا إلى الله بصلحائهم وضعفائهم، وسألوه أن يرحمهم بحق الأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع… كان العذاب قريبا منهم، لكنهم تداركوا الأمر ورموا البلاء بسهام الدعاء، فاستجاب الغفور الرحيم، وردّ عنهم عذابه الأليم. لقد كان في قصصهم عبرة. كانت توبة جماعية… توبة صادقة… تضرع حقيقي… فجاءهم العفو من الملك الوهاب، ورفع عنهم العقاب…إنه -سبحانه- يحب التوابين ويحب المتطهرين. ويقول ابن كثير-رحمه الله- متمّما تفسيره: "وَأَمَّا يُونُسُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِنَّهُ ذَهَبَ فَرَكِبَ مَعَ قَوْمٍ فِي سَفِينَةٍ فَلَجَّجت بِهِمْ، وَخَافُوا أَنْ يَغْرَقُوا (4).
اللهم أحينا على الإسلام سعداء، وتوفنا على التوحيد شهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء، اللهم ارزقنا توبةً قبل الموت، وراحةً عند الموت، ولذةً وأنساً ونعيماً في القبور بعد الموت، اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا حيران إلا دللته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا عقيماً إلا ذريةً صالحةً وهبته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا غائباً إلا رددته. اللهم وفقنا لما تحب وترضى، اللهم جنبنا ما يسخطك، واعصمنا مما يغضبك، اللهم خذ بأيدينا إلى مرضاتك. ربنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك، اللهم عليك توكلنا، وإليك أنبنا، ولك أسلمنا، وبك خاصمنا، ولك توجهنا، فلا تكلنا إلى أنفسنا، ولا إلى ما عندنا، وبارك لنا فيما آتيتنا. اللهم ارزقنا الاستدراك قبل الفوات، والاستعداد قبل الممات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، اللهم اجزهم عنا خير الجزاء، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم، واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أعنا على ما أعنتهم عليه، اللهم نور على أهل القبور قبورهم، اللهم افسح لهم اللحود مد أبصارهم، اللهم افتح لهم أبواباً إلى النعيم والجنان.