وأشار الي ان للصوم في سبيل الله ميزتين, الأولي: الزمان والثانية:المكان, فأما ميزة الزمان فتتضح بالوقت الذي اختصه الله تعالي بأن جعل الدعاء مقبولا فيه, وأما المكان فهو موضع الجهاد الذي ورد في شأنه أن له من الفضل ما يقرب صاحبه من الجنة وما يجعله كأنه في الجنة بالفعل(واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف). وأن الصيام يدل علي مدي حب الصائم للعبادة ويدل علي مدي استمراره عليها وإخلاصه فيها ورواية الإمام مسلم لهذا الحديث بلفظ( من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا)وما سبق من معني الحديث هو أن معني في سبيل الله أي في الجهاد, لكن قال الإمام القرطبي: سبيل الله طاعة الله, فالمراد بالحديث علي هذا من صام قاصدا وجه الله أي مخلصا لله في صومه, وقال ابن دقيق العيد:العرف الأكثر في الاستعمال هو في الجهاد فإن حمل عليه كانت الفضيلة لاجتماع العبادتين. فأرشد هذا الحديث إلي فضل الصيام في سبيل الله لمن لم يتضرر بالصوم ولا يفوت به حقا من الحقوق ولا يختل به قتال ولا غيره من مهمات الغزو, كما يستنبط من الحدبث فضل اجتماع فضيلتين في وقت واحد والدلالة علي صدق الإقبال علي الله تعالي بحب, كما يؤخذ من الحديث أيضا فضل كل من عبادة الصوم والجهاد في سبيل الله تعالي, وأن الذي يتعود علي عبادة الصيام يمكنه أداؤها ولا تؤثر علي عمله ولا علي إنتاجه كما يزعم البعض ممن يحاولون التحايل وترك عبادة الصيام.
- حديث «ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله..» إلى «إن بالمدينة لرجالًا ما سرتم مسيرًا..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
- من صام يوما في سبيل الله - مجلة أوراق
حديث «ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله..» إلى «إن بالمدينة لرجالًا ما سرتم مسيرًا..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
شرح حديث:
من صام يومًا في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا
متن الحديث:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا». الشرح: موضوع هذا الحديث: حكم الصوم في سبيل الله؟
والمراد في سبيل الله: هو الجهاد في سبيل الله على قول أكثر أهل العلم، فالمراد به عند الأكثر: هو الجهاد في سبيل الله، والرباط تبع له، ولكن هذا ليس بظاهر، لأن الجهاد مأمور فيه بالإفطار، فالمجاهد مأمور بالإفطار ليتقوى على الجهاد، وعلى نزال الأعداء، ففطره أقوى له على هذا الجهاد. والله تعالى أعلم أن المراد: «في سبيل الله» أي في طاعة الله، وابتغاء مرضاة الله، لا يصوم لا رياء ولا سمعة ولا لمقاصد أخرى، بل يصوم ابتغاء وجه الله، فإن هذا الصيام الذي يكون ابتغاء وجه تبارك وتعالى، صوم النفل وصوم التطوع من أسباب الخير، ومن أسباب دخول جنات النعيم، وفيه فضل كبير ووفير. قوله صلى الله عليه وسلم: «بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا» بعَّد: بمعنى باعد، ورواية مسلم: باعد، ومعناهما واحد، أي جعل الله عز وجل وجهه بعيدًا عن النار، وخص الوجه بالذكر لشرفه، ولأن الوجه متى ما بعد، بعد جميع البدن، فمعنى «بعَّد الله وجهه عن النار» مقتضى ذلك المباعدة عن النار، والمعافاة منها، ومقتضى ذلك الأمن من سماع حسيسها، والنجاة من دخولها، نسأل الله أن يعصمنا من النار، وأن يزحزحنا من النار.
من صام يوما في سبيل الله - مجلة أوراق
وفي رواية: إلا شركوكم في الأجر [12] فالإنسان أيها الأحبة ينوي دائمًا الخير، ويعزم عليه، فإن تمكن فالحمد لله، وإن حيل بينه وبين ذلك؛ فإنه يؤجر، فيكون دائما في عمل صالح، وقد تكلم الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- على هذا المعنى في بعض كتبه بكلام جيد حسن، يحسن مراجعته [13]. أكتفي بهذا هذه الليلة، وأسأل الله أن يفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والله أعلم. أخرجه مسلم، كتاب الصيام، باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه، بلا ضرر ولا تفويت حق، برقم (1153). أخرجه الترمذي في سننه، أبواب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله، برقم (1624)، وصححه الألباني في الجامع الصحيح، برقم (6333). أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب ذم من مات، ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو، برقم (1910). أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر، برقم (1911). أخرجه البخاري، كتاب المغازي، برقم (4423). انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للهروي (3/1151). أخرجه أحمد في مسنده برقم (18024)، وقال محققه: حديث حسن. أخرجه البخاري، كتاب الديات، باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32]، برقم (6875).
[٥] [٢]
تربية النفس على الجود بشتّى أنواعه؛ سواءً كان بالمال؛ بإخراج الصدقات ، ومساعدة المُحتاجين والأرامل، أو بالأعمال الصالحة؛ من فرائض، ونوافل، وقراءةٍ للقرآن، أو بالوقت؛ بنَفع الناس، وقضاء حوائجهم. [٦]
الحرص على فعل الخيرات، والتسابُق إليها، وحَثّ الناس عليها؛ فيُقدّم كلّ شخصٍ ما لديه من خيرٍ وبِرٍّ. [٦]
تربية النفس على التغيير، وتقويم السلوك؛ فيتعلّم المسلم الصائم التخلُّق بالأخلاق الحَسَنة، والتخلّي عن الشهوات، مقابل نَيْل مرضاة الله -تعالى-. [٦]
توحيد صفوف المسلمين، وعدم التفرقة بين أحدٍ منهم. [٦]
المساعدة في استغلال الأوقات بالطاعات، والبُعد عن المعاصي والذنوب. [٦]
تحقيق الرحمة في القلوب، فيشعر المسلمون بأحوال بعضهم البعض.