وقد يبدو أن ترويض النفس على تقبُّل نُكران الجميل سياسة مثالية يصعُب تحقيقها. ولكن لا، إنها وسيلة عملية للظَّفَر بالسعادة التي نتوق إليها. ويقول أرسطو: "إن الرجل المثالي يجدُ مُتعة في تقديم المعروف وخدمة الآخرين، ولكنه يخجَل أن يتلقى عونًا من أحدٍ، ويرَى من النبلِ والرفعة أن يصنع المعروف للناسِ لوجهِ الله، ومن مظاهر النقص والخِسة أن ينتظِرَ منهم معروفًا ". ومنذ آلاف السنين والآباء يضجون [1] بالشكوى من نُكران أبنائهِم وبناتِهم للجميل، ولكن كيف يُقِر الأطفال بالجميل إذا لم نُدرِّبْهُم على ذلك منذ طفولتهم؟! يُحكى أن امرأة كانت تشكو من نكران الجميل، وخاصة من أفراد أسرتها، وتُحَدِّثك الساعات عما صنعت لأولادِ أخيها حينما كانوا أطفالًا، كانت تمرِّضهم بنفسها، وتسهر الليالي إلى جوارهِم إذا أصيبوا بالحصبة أو السعال الديكي أو غيرها من الأمراض، وقد آوتهم بعد وفاة أبيهم، وأنفقت على تعليمهم حتى تخرَّجوا من الجامعة، وتزوجوا فتيانًا وفتيات، ولكنهم لا يزورُونها إلا نادرًا جدًّا. والواقع أنهم لم ينسُوا جميلها، ولكنهم أحجموا [2] عن زيارتها؛ لأنهم سيُرغَمون على البقاء لساعات يستمعون لها وهي تؤنبهم وتمنُّ عليهم في وصف ما صنعت لهم، ثم تنفجر بالبكاء راثية على سوء حظها وخيبة آمالها فيهم.
حكم وأمثال عن نكران الجميل - موضوع
هذه السيدة لا تفتأ تشكو من جحود أولاد أخيها، ولن تظفرَ بحبهم واعترافهم بفَضلها، ما دامت تطلب ذلك، وتعتقد أنه من حَقِّها. وفي الحقيقة هناك الآلاف من الرجال والنساء يُلقون بأنفسهم إلى الشقاء مختارين، بإطالتهن التفكير في عدم اعتراف الناس بجميلهم، ولو أنهم راجعوا عقولهم لآثَروا صنع الخير والجميل، فتفادوا بذلك ما هم فيه من هموم وأحزان. إن نكران الجميل شيء طبيعي كالأعشاب التي تنبت في التربة، و الاعتراف بالجميل كالورود التي لا بد من تعهُّدها بالرِّيِّ والعناية والحماية حتى تترعرع وتزدهر. والعاقل لا ينتظر أبدًا أن يعترف أحد بجميله، أو أن يقابل إحسانه بمثله، فإن حدث هذا على غير انتظار، فلا شك أنه يكون مفاجأة سارَّة، أما إذا لم يحدث فإنه لن يكون مَدْعاة للغضب والندم والهموم. فلا تنتظر الشكر من أحد؛ فليس لك على أحد حق، وافعَلِ الإحسان لوجه الله فحسبُ! يحكى أن رجلًا تزوج من أرملة لها ولدان، كانا قد أتما دراستهما الثانوية، ورغم فقره استدان مالًا وأرسل الولدين إلى الجامعة، وظل يضيِّق على نفسه سنوات لينفق على تعليم هذين الولدين حتى أتما تعليمَهما. فهل شكراه على صنيعه؟
لا، لقد اعتبرَا ذلك واجبًا، وكذلك اعتبرته زوجته.
نكران الجميل
ذات صلة عبارات عن رد الجميل عبارات عن ناكري المعروف
نكران الجميل
من الأمور التي يجب على كلّ إنسان أن يحافظ عليها هو عدم نكرانه للجميل، وأن يحفظ لأي شخص قام بصنع المعروف معه ومدّ له يد العون عندما كان في ضيقه، فنكران الجميل ليس من الأخلاق، وفي هذا المقال سنقدم لكم مسجات جميلة عن نكران الجميل. مسجات عن نكران الجميل
نكران الجميل، أشد وقعاً من السيف. أجمل النفوس هي التي لا تنكر المعروف رغم شدة الخلاف. المعروف كنز فانظر عند من تودعه. يخجلني اهتمام شخص لم أصنع له يوماً معروف، ويؤلمني نكران شخص أشعلت له أصابع يدي شموعاً. المعروف يجعل المرء يشعر بالراحة سواءً كان هو الفاعل أم المتلقي. إنّ الرجل المثالي يجد متعة في تقديم المعروف وخدمة الآخرين، ولكنّه يخجل أن يتلقى عوناً من أحد. لا يزهدنك في المعروف من لا يشكره لك، فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشيء منه، وقد تدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر. الرجل المثالي يشعر بالمتعة في إسداء المعروف للآخرين. لا يجمل المعروف إلّا بثلاث: أن يكون من غير طلب، وأن يأتي من غير إبطاء، وأن يتم بغير منة. إيّاك تجني سكراً من حنظل فالشيء يرجع بالمذاق لأصله، فِي الجوِ مكتوبٌ عَلَى صحف الهوى من يعمل المعروف يجز بِمثله.
لأحلى شباب وصبايا العرب مجلة عالم الشباب أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!