الحمد لله رب العالمين، مَنَّ على المؤمنين بأن بعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلِّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلالٍ مبين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ العظيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين؛ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. كيف يصل الإنسان لطهارة القلب وسلامة الصدر؟.. باحث أزهري يجيب - أخبار مصر - الوطن. أما بعد: أيها المؤمنون عباد الله: اتقوا الله -تعالى-، وراقبوه -سبحانه- في السر والعلن، والشهادة والغيب، مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه. أيها المؤمنون عباد الله: إن أعظم القُرَب وأجلّ الطاعات محبة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- محبةً مقدَّمةً على محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ". كيف لا - عباد الله- وهو سيِّد ولد آدم، وإمام الورى، وقدوة العالمين، المبعوثُ رحمة للعالمين؛ ليهديَ الناس إلى صراط الله المستقيم، ودينه القويم، وقد بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
علامات محبه النبي محمد
27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
بسم الله الرحمن الرحيم
هل كل من زعم محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يصدق في زعمه؟ لأن محبته - عليه الصلاة والسلام - لها علامات، فمن أهمها:
1- طاعته وإتباعه والتمسك بسنته: والسير على هديه، والاستقامة على منهجه، والحذر من البدعة، فمن كان أكثر التزاماً بالسنة، والسير على الهدي النبوي، وبعداً عن البدعة، كان أصدق محبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -. 2- تعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم -: التعظيم اللائق به دون جفاء وغلو، فهناك من جفا في محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقصر فيها، سواء بعدم الطاعة وباقتراف ما نهى عنه النبي - عليه الصلاة والسلام -، أو بعدم الدفاع عنه، أو بغير ذلك، وهناك من غلا وزاد في محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، إما بوصفه بصفات الألوهية، أو بالتعظيم الغير مشروع، وسيأتي مزيد بيان لهذه النقطة. ومن المعلوم أن بغض النبي - صلى الله عليه وسلم - أو الطعن فيه، أو الاستهزاء به، أو بما جاء به، كل ذلك كفر أكبر، مخرج من الإسلام، نسأل الله العافية، وحينما عدد شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله - أنواع (النفاق الاعتقادي) ذكر منها:
* بغض النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو بغض ما جاء به، أو بغض بعض ما جاء به.
من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-. اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم انصرهم في أرض الشام وفي كل مكان، اللهم كن لهم ناصراً ومُعينا وحافظاً ومؤيِّدا، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين. اللهم آمن روعاتهم، واستُر عوراتهم، واحقِن دماءهم يا رب العالمين، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم. علامات محبه النبي محمد. اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفِّق ولي أمرنا لسديد الأقوال، وصالح الأعمال، وارزقه البطانة الصالحة النافعة يا ذا الجلال والكمال. اللهم وفِّق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمةً ورأفةً على رعاياهم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.
وهكذا فإذا فهم المرء أن في وُسعه أن يقدِّم محبة نفسه وطاعة هواه على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثال أوامره، فإن إيمانه غيرُ كامل، ولا يتم له ذلك إلا بتقديم طاعة الله ورسوله على كل شيء في هذا الوجود؛ فيجب علينا أن نراجع أنفسنا ونحاول أن نسير على درب أسلافنا الصالحين حتى نكون صادقين في محبتنا له صلى الله عليه وسلم. الهوامش:
( [1]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى، القاضي عياض، (2/24). ( [2]) تفسير ابن كثير، (6/391). ( [3]) شرح المواهب، الزرقاني، (9/120). ( [4]) جلاء الأفهام، ابن القيم، ص(448). علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم - موقع مقالات إسلام ويب. ( [5]) رواه مسلم، باب فضل النظر إليه r ، (2364). ( [6]) رواه مسلم، باب فضائل علي بن أبي طالب t ، (2408). ( [7]) والمعنى: أن المرء لو خُيِّرَ بين فقد غرض أو شيء هام من أغراض الدنيا، وفقد رؤيةِ النبي r لو كانت ممكنة؛ فإن ذلك يكون أشد عليه تمنيًا لرؤيةِ النبيِّ r شوقًا إليه. ( [8]) انظر: فتح الباري، ابن حجر، (1/58)، وعمدة القاري، أبو محمد بدر الدين العيني، (1/144). ( [9]) مختصر تفسير ابن كثير، (1/411).