أما في مسرحية "مجنون ليلى"، فإننا نرى قيس وليلى من قبيلة واحدة، ولكن قيس اكتسب عداء أسرة ليلى بسبب أنه شَبَّبَ بها في شعره، وكان
من عادة أهل البادية في نجد آنذاك - في العصر الأموي - ألا يزوجوا الشخص من الفتاة التي شَبَّبَ بها في شعره؛ حتى لا يُظَن أن زواجه بها كان سترًا لفضيحة تحدث عنها في شعره. تلخيص مجنون ليلى - موضوع. ولا تنفع أي وساطة من قبل روميو لإيقاف العداوة بين أسرته وأسرة جولييت بعد أن وقع في غرامها، ولا يحدث هذا الصلح بينهما الا بعد موتهما الذي هز زعيمي هاتين العائلتين- وأحدهما والد روميو والآخر والد جولييت - وجعلهما يسعيان أخيرًا للصلح بين هاتين العائلتين. أما قيس فلم تفلح كل الوساطات التي استعان بها لإصلاح ما أثاره شعره من تشبيب بليلى، ورفضه أهلها من أجل ذلك. واستعان كل من شكسبير وشوقي بمصادر تاريخية في مسرحيتيهما عن هؤلاء العشاق، أما شكسبير فاستعان بالملحمة التاريخية "روميو وجولييت" لأرثر بروك في صياغته مسرحية "روميو وجولييت"، واستعان شوقي بما كتبه الأصفهاني - على وجه الخصوص - عن قيس بن الملوح وعلاقته بليلى العامرية وما قاله من شعر فيها. ومن الواضح أن أصول قصة عشق روميو وجولييت وقصة عشق قيس وليلى قد تداخل فيها الواقعي بالخيالي، وكان للرّواة والكتاب شأن في إظهار قصة العشق الكبيرة لديهم، وجاء شكسبير بعد ذلك ليجعل قصة عشق روميو وجولييت أشهر قصة عشق في العالم كله، وجعل شوقي بمسرحيته "مجنون ليلى" قصة عشق قيس وليلى أشهر قصة عشق في العالم العربي عبر عصوره المختلفة.
تلخيص مجنون ليلى - موضوع
بتصرّف. ↑ د. حسين محمد علي حسين (2004)، التحرير الأدبي (الطبعة الخامسة)، السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة 345-346. بتصرّف.
وكذلك نرى في مسرحية "مجنون ليلى" قيس يحب ليلى حبًّا شديدًا، وتبادله هي نفس العاطفة، وتفرق بينهما عادات أهل البادية في عدم تزويج الشاعر من الفتاة التي شبب بها في شعره، وتخضع ليلى حينًا لإحساسها بالواجب نحو قبيلتها على حساب عاطفة حبها لقيس، فترفضه حين توسط له ابن عوف أمين الصدقات عند والدها، ولكنها تندم على هذا التصرف بعد ذلك، وتتألم كثيرًا بعد أن تزوجت شخصًا آخر غير قيس، وتمرض من شدة حبها لقيس وبعده عنها، وتموت، وحين يعلم قيس بموتها يقف بجوار قبرها متألمًا، ثم يأتيه الموت، ويدفن بجوارها، وكأن هذين العاشقين بذلك قد تحدى حبهما كل شيء بما في ذلك الموت.