إن أي عمل عسكري ضد الصومال من شأنه أن يفاقم الأوضاع المأساوية لبلد يعاني أساساً ويلات الحرب والمجاعة، فقد يدمر هذا العمل بنى اقتصادية متواضعة، ويزيد من معدلات الهجرة الداخلية، كما باتجاه دول الجوار. وقد حذرت الأمم المتحدة من حدوث مجاعة وشيكة في الصومال نتيجة النقص الحاد في الأغذية والموارد الزراعية بسبب عدم سقوط الأمطار الموسمية في شمال شرقي البلاد. وأكدت المنظمة الدولية بأن هناك حاجة عاجلة إلى نحو أربعين ألف طن من الأغذية لإطعام نحو ثلاثمائة ألف شخص يواجهون خطر مجاعة وشيكة، في حين يعاني 450ألف شخص آخرين من نقص في الغذاء. كما أن البلاد تحتاج إلى إمدادات مياه وإمدادات طبية متزايدة. ويعتبر الصومال أحد أفقر دول العالم. من الصومال، بين الحرب والأمل والمهجر | بودكاست فنجان – ثمانية. ويعيش المواطن الصومالي العادي على أقل من 50سنتاً في اليوم. وفي الخلفيات الأكثر عمقاً لمعضلة السجال الخاص بالصومال، يمكن أن نلحظ أن الإدارة الأمريكية قد أوضحت أن الحرب التي أعلنتها على الإرهاب ستكون مغايرة لكل الحروب التي دخلتها الولايات المتحدة، ولكن من غير أن تحدد حتى اليوم طبيعة القواعد التي ستسير على أساسها تلك الحرب. لقد بدت هناك خطة واضحة عندما تحدث الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الكونغرس معلناً أن الولايات المتحدة ستقود هجوماً عالمياً ضد الإرهاب، و"إن ساعة تحرك الولايات المتحدة تقترب، وستكونون فخورين بها".
الصومال قبل الحرب وتعنت الحوثيين الدليل
*كاتب صحفي من المغرب.
الصومال قبل العرب العرب
كما تم منذ أسابيع إغلاق المحطات الإذاعية الثلاث الكبرى من مجمل عشر محطات إذاعية مستقلة بمقديشو، لأنها كانت تذيع أخبارا وتقارير نقدية. آخر التقديرات التي يقدمها مركز إيلمان للسلم وحقوق الإنسان تفيد بأن معارك سنة 2007 قد أسفرت عن ما يعادل الـ6000 ضحية من بين المدنيين. يضاف إليهم حوالي 8000 من الذين أصيبوا بجراح، وما يفوق 715000 من الذين فروا من العاصمة. أوضاع الضعفاء والمعوزين
يعيش اللاجئون في أماكن مثل أفغوي التي لم تكن قبل سنة فقط سوى مجرد حاجز مراقبة على طريق المطار. واليوم أصبحت أفغوي مدينة كبيرة مكونة من أكواخ ملاجئ مغطاة بقطع من البلاستيك المتنوع بتنوع منظمات المساعدة الكثيرة. البرامج المخصصة لصحة النساء في مخيمات الصومال تنقذ حياة الأمهات والأطفال | أخبار الأمم المتحدة. لكن حتى هذه الأكواخ ليست كافية لإيواء الجميع. وهناك عائلات كثيرة تكتفي بالنوم تحت الأشجار حتى في هذا الوقت الذي بدأ فيه فصل الأمطار. كما تفتقر هذه الأماكن إلى مجاري تصريف المياه القذرة بما جعل الهيئات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة تحذر من خطر الأمراض المعوية والإسهال والكوليرا. "كل الرضع والعجائز تقريبا يعانون من سوء التغذية، وهناك في كل يوم حالات إضافية تنضاف إلى المعوزين"، يقول محمد الذي كان يوزع أكياسا من الطحين قد جلبتها إلى الصومال الجمعية الخيرية الألمانية لمساعدة ضحايا الكوارث.
الصومال قبل الحرب 3
في مخيم كبسة – من أكبر المخيمات الواقعة في بلدة دولو جنوب غرب الصومال – تعرّضت سوكوري لنزيف مهبلي وهي في الشهر الثامن من حملها. لم تكن قلقة عندما تعرضت للنزيف إذ إن "جميع حالات حملها السابقة كانت على ما يرام دون أي نزيف". لدى سوكوري 11 طفلا، ولم تحدث مضاعفات في أي من حالات الولادة المنزلية أو الحمل. الصومال قبل العرب العرب. "إذا بقيت في المنزل كنت سأنزف حتى الموت"
في المخيم، تعمل سيّدات مؤثِرات من المجتمع المحلي مع برنامج مخصص للنساء ويزرن نساءً أخريات على مستوى الأسرة من أجل التدخلات الصحية. وقدمن لها نصيحة بالتوجه إلى "مركز الإحالة للرعاية الصحية" في دولو، للحصول على رعاية متخصصة. لم تتوفر النقود الإضافية لدى سوكوري للتنقل، لذا نقلتها سيارة إسعاف تابعة لـ "تروكير" إلى المنشأة الصحية لإجراء الموجات فوق الصوتية الطارئة للولادة وتم إدخالها إلى المستشفى. لو بقيت في المنزل لفترة أطول قليلا، لكنت سأنزف حتى الموت، وليس لدى أطفالي جدة ترعاهم
تقول سوكوري: "لو بقيت في المنزل لفترة أطول قليلا، لكنت سأنزف حتى الموت، وليس لدى أطفالي جدة ترعاهم. " بعد أسبوع، توقف النزيف وتحسنت حالة سوكوري وطفلها الذي لم يولد بعد. وبعد خروجها، نُصحت بالذهاب إلى عيادة توفر الرعاية ما قبل الولادة وبأن تلد طفلها بعملية قيصرية في مركز الإحالة للرعاية الصحية.
الانسحاب الأمريكي زاد التطلعات التركية نحو الصومال وفسح المجال أمام كل من النظام التركي ودولة قطر، اللتان تخططان على الأرض لملأ الفراغ، حيث تقدم قطر التغطية المالية، ويدرب النظام التركي آلاف من الجنود الصوماليين، ويحولهم إلى قوة له. الصومال قبل الحرب 3. المفارقة المثيرة للسخرية أن أردوغان، يحاول تجميل مخططاته الاستعمارية وإلباسها أثواب الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك، في حين أنه يحتل أراضي الآخرين وتغزو قواته الشعوب الأخرى، وتقتل أبناءها وتسرق نفطها وغازها وثرواتها بحجج مثل ضمان مصالحهم القومية وأمنهم المزعوم. وفي الصومال يسعى "أردوغان" لتصوير نفسه المخلّص الأول للصومال من محنتها، وتطلعه لتعميم نموذج العلاقات معها، وفي هذا الصدد، تبرعت تركيا في عام 2020 على سبيل المثال بـ 12 مركبة قتالية مقاومة للألغام ومحمية من الكمين من طراز "BMC" إلى الصومال، كما يستخدم الجيش الصومالي بنادق الجيش التركي "MPT-76" الهجومية، التي تبيعها تركيا للصومال بشكل مستمر. ومنذ بداية شهر كانون الأول 2020، تصاعدت عمليات إرسال الأسلحة إلى الصومال، التي تتضمن آلاف البنادق ومئات الآلاف من الطلقات النارية، يضاف ذلك تواجد مجموعات من "المرتزقة السوريين" بالصومال، وهم مما يسمّى "صقور السنة، ولواء القادسية، وأهل الأثر، والخطاب وجماعة أبو قدري"، كونهم على توافق مع جماعة بوكو حرام الإرهابية التي تنشط غربي أفريقيا، وسبق لهذه المجموعات الإرهابية، أن تدربت بمراكز تدريب سورية محتلة من قبل النظام التركي، هي عفرين ورأس العين وتل أبيض.
من الصومال، بين الحرب والأمل والمهجر
محمد ديرية صومالي الجنسية، ولد في شمالها واضطر هو وأهله إلى الذهاب إلى السعودية عندما بدأت الحرب الأهلية في الصومال. عاش حياته في المنطقة الشرقية، في الخبر. ودرس الطب في الخرطوم في السودان. ومن ثمّ تخصص في طبّ الأسرة في الأردن. واليوم يكمل دراسته في نيويورك في أميركا.