ـ وقال البيضاوي في: "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة": " لا تضامون " بالتشديد من الضم، أي: لا ينضم بعضكم إلى بعض في طلب رؤيته لإشكاله وخفائه كما يفعلون في الهلال، أو لا يضمكم شيء دون رؤيته فيحول بينكم وبينها. وبالتخفيف من الضيم، أي: لا ينالكم ضيم في رؤيته فيراه بعض دون بعض، بل تستوون فيها". ـ وقال المباركفوري في "شرح مشكاة المصابيح" في شرحه لحديث جرير رضي الله عنه: "يدل على رؤية الله تعالى والنظر إلى وجهه قد يُرْجَى نيله بالمحافظة على هاتين الصلاتين اللتين تؤديان طرفي النهار غدوة وعشية". ـ وقال ابن عثيمين في "شرح رياض الصالحين ": "( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر) هذا فيه تشبيه الرؤيا بالرؤيا، وليس المعنى تشبيه المَرْئِي بالمَرْئِي، لأن الله ليس كمثله شيء، ولكنكم ترونه رؤية حقيقية مؤكدة كما يرى الإنسان القمر ليلة البدر، وإلا فإن الله عز وجل أجل وأعظم من أن يشابهه شيء من مخلوقاته". هل يرى المؤمنون ربهم في الجنة ؟ - الإسلام سؤال وجواب. ـ وقال ابن تيمية في شرحه وتعليقه على هذا الحديث في أكثر من موضع: "في هذا الحديث إثبات رؤية الله تعالى يوم القيامة"، "وقد تواترت فيه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند علماء الحديث". وقال: "وفي الحديث شبه رؤيته برؤية أظهر المرئيات، إذا لم يكن ثم حجاب منفصل عن الرائي يحول بينه، وبين المرئي"، "وذلك لبيان أنه سبحانه يتجلى تجلياً ظاهراً، فيرونه كما يرون الشمس والقمر".
جرير بن عبد الله البجلي| قصة الإسلام
وأيضا في نفس الكتاب والباب مجلد 13 ص 419 عن جرير بن عبد الله بن جرير، قال: ( كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، قال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، فلا تُضامون في رؤيته). الشيخ: لا تَضامون. القارئ: ( لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا). وأيضا في كتاب التوحيد نفس الكتاب والباب جزء 13 ونفس الصفحة عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنكم سترون ربكم عيانا) فقط. وأيضا في نفس الكتاب والباب والجزء والصفحة عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر، فقال: ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته). شرح حديث إنَّكم سترون ربَّكُمْ كما تروْن هذا القمر. الشيخ: اللهم صل وسلم عليه. القارئ: وذكره أيضا في نفس الكتاب والباب والجزء والصفحة 420 عن أبي سعيد الخدري ( قال: قلنا يا رسول الله أنرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا؟ قلنا: لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما) وذكره في حديث طويل. الشيخ: تضارون بالفتح.
هل يرى المؤمنون ربهم في الجنة ؟ - الإسلام سؤال وجواب
الشيخ: لا، رواه البخاري قصده، كذا؟ القارئ: رواه. الشيخ: رواه. نعم، نقرأ ؟ يلا عبد الرحمن داود.
شرح حديث إنَّكم سترون ربَّكُمْ كما تروْن هذا القمر
ـ وفي شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي: "وقد قال بثبوت الرؤية (رؤية الله عز وجل يوم القيامة لأهل الجنة) الصحابة والتابعون، وأئمة الإسلام المعروفون بالإمامة في الدين، وأهل الحديث، وسائر طوائف أهل الكلام المنسوبون إلى السنة والجماعة". ثم بيّن ـ أبو العز الحنفي ـ فضل رؤية الله عز وجل فقال: "وهذه المسألة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلها، وهي الغاية التي شمر إليها المُشمِّرون، وتنافس المتنافسون، وحُرِمها الذين هم عن ربهم محجوبون، وعن بابه مردودن". رؤية الله أعظم وأفضل نعيم لأهل الجنة: عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا دخلَ أهلُ الجنة الجن َّةَ يقول الله تعالى: تريدون شيئًا أزيدُكم؟ فيقولون: ألم تبيِّض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتُنجنا من النَّار؟ قال: فيرفعُ الحجاب ، فينظرون إلى وجه الله، فما أُعطوا شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم، ثمَّ تلا » { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:26] (رواه مسلم).
ثم تلا هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) [ يونس: 26]. وفي أفراد مسلم ، عن جابر في حديثه: " إن الله يتجلى للمؤمنين يضحك " - يعني في عرصات القيامة - ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم عز وجل في العرصات ، وفي روضات الجنات. وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية ، حدثنا عبد الملك بن أبجر ، حدثنا ثوير بن أبي فاختة ، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة ، يرى أقصاه كما يرى أدناه ، ينظر إلى أزواجه وخدمه. وإن أفضلهم منزلة لينظر إلى وجه الله كل يوم مرتين ". ورواه الترمذي ، عن عبد بن حميد ، عن شبابة ، عن إسرائيل ، عن ثوير قال: " سمعت ابن عمر.. ". فذكره ، قال: " ورواه عبد الملك بن أبجر ، عن ثوير ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قوله ". وكذلك رواه الثوري ، عن ثوير ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، لم يرفعه ، ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من الصحاح والحسان والمسانيد والسنن ، ولكن ذكرنا ذلك مفرقا في مواضع من هذا التفسير ، وبالله التوفيق. وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة ، كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام.