انشوده مرات في حينا زارنا فيل ضريف - YouTube
مرتا في حينا زارنا فيل
ولكن هذا الحزن لا يسمح ولا يُبررُ أن يتصرف المسيحي كمن لا إيمان له مثل أهل العالم. لأنَّ المسيحي يعرفُ أنَّ الموتَ ليس نهايةً، بل هو فقط جسر يعبرُ عليه الأموات إلى الحياة الأبدية. وهذا يعني أننا نؤمن بأنَّ الميت يبقى حَّيا ، إنما بشكل آخر لا نراه مثل الأول لأنه يحيا روحيا بجسد روحاني عند الله. وهل يُحزن على إنسان حي؟. أو هل يُعيد لبس الأسود الميت الى حياة الجسد؟
بالنسبة الى المؤمن بالمسيح يأملُ بأنَّ حياته تكون سعيدة بفضل إيمانه بالمسيح والسيرة التي ترضيه. و هذا الرجاء يجعلنا نتحمل فراق الأحباء بهدوء وعلى أمل أن نلتقي بهم عند موتنا نحن أيضا. نفكر بهم إن كانوا بحاجة وبماذا نقدر أن نسعفهم به. أما السواد فهو حتى يفكرَ الآخرون بنا. اكتشف أشهر فيديوهات مرتا في حينا زارنا فيل ظريف | TikTok. بينما يجعلنا الأيمان أن نتصَّرف بتعَّقل وأن نرجو لموتانا الراحة الدائمة. وبهذ الشأن يقول مار بولس: " لا نريد أيها الأخوة أن تجهلوا مصير الأموات، لئلا تحزنوا كسائر الناس الذين لا رجاءَ لهم" (1تس4: 13)
ولبس السواد هو دليل الحزن الشديد ، بل قل دليل اليأس بحيث تسوَّدُ الحياة في عيني من يستعمله، ولا يقيم أي حساب للرجاء الذي يوَّفره لنا الأيمان. و يُصبح السواد بالتالي دليل عدم الأيمان بالمسيح وبوعوده، وربما حتى بالحياة الأبدية.
مرتا في حينا زارنا
التأمل: "مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا المَطْلُوبُ وَاحِد! " دخل القرية، وفيها أُستُقبِلَ بحبّ وانتظار، دخل بيت لعازر ومرتا ومريم، يرتاح، وفي نفس الوقت يعلّم. وفي البيت، كلُّ من مريم ومرتا، عبّرتا عن ترحيبهما بطريقة مختلفة، مريم فهمت في عمق أعماقها، ما الأهم، فتركت كلّ شيء وجلست تستمع وتتعلّم، فبعدها سيكون هناك وقت للعمل، أمّا مرتا التي رأت في الربّ ضيفًا مميّزاً ايضاً كما رأته مريم، لكنّها توَقّفت على أمور الخدمة الخارجية وواجبات الاهتمام بالضيف، لم تفهم أن الخدمة الأهم التي تؤدّيها له، هو خلاص نفسها، هو إصغاءها لكلامه، وحفظه والعمل به. لن يذهب لأي مكان فهوا باق، لكن عليها أوّلاً ان تتعلّم، تجلس على قدمية تختار النصيب الأفضل، فمنه ومن تعليمه، ومن قوته، ومن حكمته، ستتعلّم كيف تَخدم، وكيف تنظّم أولوياتها، وكيف تنجح في مدرسته التي تؤول بها الى الحياة الأبديّة. مرتا في حينا زارنا فيل لطيف. يا ربّ، نحن نشبه مرتا كثيرًا، نستسهل الحركة والعمل والخدمة، ونستصعب الجلوس على قدميك أولاً لنمتلئ منك ونتعلّم كيف نتحرك وماذا نعمل. أعطنا حكمة مريم، لنصلي قبل أي عمل، لنجلس معك قبل الانطلاق في العالم، لنتأمل كلامك، قبل أي مبادرة، لنمتلئ منك، فأنت اليوم هنا تعلّمنا، وكلّ يوم هنا في كلّ محتاج ومتألم لنخدمك.
مرتا في حينا زارنا فيل لطيف
يا ربّ ساعدنا لنفهم أين هو النصيب الأفضل، ولا نهتم ونضطرب من كثرة أعمالنا، بل نجلس معك، فنتعلّم من كيف ندبّر كلّ أمورنا في هذا العالم بفرح وقناعة وتسليم.
مرتا في حينا زارنا فيل ظريف
لأنَّ السواد لا يُدخله الجنة ولا يساعده ، إن كان في المطهر، على أن يتخَّلص سريعا من آلامه الوقتية ليتمتع بالحياة المجيدة والسعيدة. السواد دليل أنانية الأهل لجلب نظر الناس اليهم ، أوللنفاق ليتظاهروا بالحزن، أو لليأس من الحياة الأبدية فيركزون على الخسارة المادية التي حصلت بالوفاة لأنهم لا يؤمنون بالقيامة والحياة الخالدة. اللباس الأسود هو كسواد الليل المخيف. في سواد الليل يتحرَّك الأشرار و يسيئون الى الناس. في سواد الليل تتحرك الذئاب الخاطفة والحيوانات المفترسة تبحث عن فريسة تسُّد رمقها. هكذا في سواد ليل الحياة ومآسيها يخطف ابليس ، بتشجيع لبس الأسود، بذرة الأيمان من قلوب البشر
وأخيرا نقرأ في الأنجيل خبرًا مفاده أن يسوع إختار تلميذا وطلب منه أن يتبعه. اكتشف أشهر فيديوهات مرت في حينا | TikTok. في تلك الأثناء مات والدُ التلميذ فطلب السماح من المعلم ليذهب أولاً ويشترك في دفنة والده وتعزية ذويه ثم يعود ويتبعه. ولنسمع جواب يسوع:" دع الموتى يدفنوا موتاهم. أما أنت فآتبعني" (متى8: 22). لم يكن يسوع قاسيا حتى يرفض لتلميذه مثل هذا الواجب. بل أفهمنا يسوع بذلك أن القرب منه والتعامل معه وتنفيذ مشيئته أسمى بكثير من دفنة الأنسان، أيٍّ كان. الدفن عمل إجتماعي محض، أما الألتزام بيسوع وتعليمه فهو عمل إلهي.
وبديهي أن يُبررَ لابسُ الأسود تصُّرفه بألف حجة مأخوذة من الحياة الأجتماية والعادات والتقاليد. لكن الرسول قد حَّذرَ المسيحي من هذا الموقف فقال:" إياكم أن يخلبكم أحد بالفلسفةِ، بذلك الغرور الباطل القائم على سُّنةِ الناس وأركان العالم، لا على المسيح" (كو2: 8). ويعود فيضيفُ تبريرا لكلامه:" أما وقد مُّتم مع المسيح، متخلين عن أركان العالم فما بالكم … تخضعون لنواهيَ و وصايا ومذاهبَ بشرية معروفة بالحكمة ، لما فيها من نفلٍ وتواضع وقلةِ مراعات الجسد ، ولكن لا قيمة لها لأنها غير صالحة إلا لإرضاء الهوى البشري " (كو2: 20-23). و أنا أتذكر أنْ لا أحد من المسيحيين في المناطق الشمالية من العراق كان يلبس الأسود حدادا على موتاه. ربما لا تزال بعضُ القرى الى يومنا تحتفظ بهذا التقليد. وهذا دليل أن الأسود لا فقط لاعلاقة له بالأيمان بل إنه يُعارضه بشدة
ولنا في إيماننا أقوى نموذج للرجاء بالحياة الأبدية مريم العذراء. مرتا في حينا زارنا فيل ظريف. لا فقط لم يذكر الأنجيل أنها بكت أو صرخت أو قرعت صدرها أو نتفت شعرها أو لطمت خدودها أو لبست الأسود كما يفعلُ أغلب الناس عند وفاة شاب منهم ، بينما كان يسوع ايضا شابا بل و وحيدا لأمه!. بل ذكر الأنجيل ورَّكز على أن مريم كانت واقفة تحت الصليب ،بشجاعة رغم أن ألألم كان يعتصر قلبها الوالدي الذي إخترقه سيف الحزن كما تنبأ سمعان الشيخ (لو2: 35)، ترافق
إبنها بفكرها وقلبها وروحِها روحَ الذاهبة الى الحياة عند الآب السماوي
إنَّ السواد لا يدُّلُ مطلقا على محبة الأهل للميت.