فقد قال الصحابي زبير بن عوام عنه أنه ( كان سهيل من المكثرين من الصلاة والصوم والصدقة، وأنه خرج إلى الشام من أجل الجهاد وإعلاء كلمة الله، ويقال عنه أيضًا أنه من كان يصوم ويتهجد حتى تغير لون وجهه من كثرة التعب، وكان من أصحاب القلوب الخاشعة فكان يبكي بكثرة عند سماعه لآيات القرآن الكريم. سهيل ابن عمرو في صلح الحديبية
في صلح الحديبية تأزمت الأمور بين المسلمين والمشركين، فبعثت قريش مفاوضًا يفاوض الرسول صلى الله علية وسلم في ذلك الوقت، وكان سهيل بن عمرو هو المفاوض النائب عن قريش، وكان في ذلك الوقت على كفره، وعندما بدأ سهيل في كتابة بنود التفاوض لكتب بنود صلح الحديبية، نادى الرسول لعلي ابن أبي طالب ليكتب هو، وبدئوا في كتابة الشروط فيقول الرسول اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فاعترض سهيل على هذا، وقال لا نعرف الرحمن الرحيم ، وظل هكذا الحال إلى أن كتب الرسول في الصلح من أتاهم منا فأبعده الله، ومن أتانا منهم فرددناه جعل الله له فرجًا ومخرجًا. عند قدوم الجيش الإسلامي من أجل فتح مكة في السنة 8 للهجرة، شعر بالخوف على نفسه من أن يقتله المسلمون، وكان عبد الله ابنه في ذلك الوقت مسلمًا وكان من المنضمين للجيش الإسلامي، فبعث سهيل إلى ابنه رسالة طلب منه فيها أن يطلب له الأمان من رسول الله، فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم وأمٌن سهيل، فاعتنق سهيل الإسلام في هذا اليوم.
- أبو جندل بن سهيل بن عمرو| قصة الإسلام
أبو جندل بن سهيل بن عمرو| قصة الإسلام
واذا كان ذهول المدينة٬ قد بد ده أبو بكر رضي الله عنه ساعتئذ بكلماته الحاسمة:" من كان يعبد محمد٬ فان محمدا قد مات.. ومن كان يعبد الله٬ فان الله حي لا يموت".. فسيأخذنا العجب حين نرى سهيلا رضي الله عنه هو الذي وقف بمكة٬ نفس موقف أبي بكر بالمدينة. فقد جمع المسلمين كلهم هناك٬ ووقف يبهرهم بكلماته الناجعة٬ يخبرهم أن محمدا كان رسول الله حقا.. وأنه لم يمت حتى أد ى الأمانة٬ وبلغ الرسالة. وأنه واجب المؤمنين به أن يمعنوا من بعده السير على منهجه. وبموقف سهيل هذا٬ وبكلماته الرشيدة وايمانه الوثيق٬ درأ الفتنة التي كادت تقلع ايمان بعض الناس بمكة حين بلغهم نبأ وفاة الرسول..!! وفي هذا اليوم أكثر من سواه تألقت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ألم يكن لعمر يوم استأذنه في نزع ثنيتي سهيل أثناء أسره ببدر:" دعها فلعلها تسرك يوما".. ؟! ففي هذا اليوم.. وحين بلغ المسلمين بالمدينة موقف سهيل بمكة وخطابه الباهر الذي ثبت الايمان في الأفئدة٬ تذكر عمر بن الخطاب نبوءة الرسول.. وضحك طويلا٬ اذ جاء اليوم الذي انتفع فيه الاسلام بثنيتي سهيل اللتين كان عمر يريد تهشيمهما واقتلاعهما..!! ** عندما أسلم سهيل بن عمرو يوم الفتح. وبعد أن ذاق حلاوة الايمان٬ أخذ على نفسه عهدا لخصه في هذه الكلمات:" والله لا أدع موقفا من المشركين٬ الا وقفت مع المسلمين مثله.
ففرح بذلك عبد الله وأسرع عائدًا إلى أبيه يخبره بما قاله رسول الله (
فسرَّ سهيل بما سمع، وقال: كان والله برًّا صغيرًا وكبيرًا (يقصد النبي ،
ثم خرج من بيته يغدو ويروح لا يتعرض له أحد. وخرج سهيل مع رسول الله (
والمسلمين إلى حنين وهو مازال على شركه، واشترك معهم في القتال، وانتصر
المسلمون، فلما عاد المسلمون أعلن إسلامه، فسعد بذلك الرسول ( والمسلمون،
وأعطاه من غنائم حنين مائة من الإبل. وقد حسن إسلامه، وأصبح كثير العبادة، وأصبح محبًا لله ورسوله، ومكث بمكة
يقيم فيها شعائر ربه، ويرفع فيها راية الإسلام خفاقة عالية، حتى إذا جاء
نبأ وفاة النبي ( هاج المسلمون في مكة، وهم بعضهم أن يرتد عن الإسلام،
فتدارك سهيل بن عمرو الموقف، ووقف خطيبًا في أهل مكة، فتلا قوله تعالى:
{وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم علي
أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين}
[آل عمران: 144]. ثم قال: من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان
يعبد الله فإن الله حي لا يموت، والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد
امتداد الشمس من طلوعها إلى غروبها، فلا يغرنكم هذا من أنفسكم، إن موت
النبي ( حق، والله موجود حيٌّ لا يموت، والإسلام باقٍ ما بقِيَت السماء
والأرض.