و ما أن حصل الإذن من جلالته بإقامة المبنى حتى سارع باتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك عام 1370هـ، و كان يشرف على البناء بنفسه في كل يوم راغبا في سرعة إنجازه و تحقيق الأمينة التي كان ينشدها برؤية المكتبة العامة مشيدة في موضع مولد النبي صلى الله عليه و سلم. و في يوم من أيام شهر رجب 1370م، ذهب كعادته لرؤية العمارة مصطحبا بعض أصدقائه، و لكنه شعر بألم مفاجئ، و هو واقف في الموقع، فقد فاجأته نوبة قلبية حادة، فأمسك به بعض الحاضرون من أبنائه و أصدقائه، و استدعى له أحد الأطباء، ثم نقل إلى بيته، و في اليوم التالي فارق الحياة، فكانت هذه العمارة التي تمنى أن ينشئها هي الخاتمة السعيدة لحياته، و لقد قام أبناؤه من بعده بإكمال العمل الطيب الذي بدأه والدهم العظيم، كما نقلوا إليها المكتبة/ الماجدية، و سلمت إلى وزارة الحج و الأوقاف، و هي مفتوحة للجميع. نقلا عن كتاب/ أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر للهجرة، للأديب السعودي الكبير/ محمد علي مغربي، الطبعة الأولى 1401هـ - 1981م، من إصدارات إدارة النشر بشركة تهامة.
- المكتبة الاسدية مكة تخرج من المستطيل
- المكتبة الاسدية مكة يسجلون زيارة وفاء
المكتبة الاسدية مكة تخرج من المستطيل
المولد النبوي الشريف.... المكتبة الاسدية مكة تزور” الصغير” في. هو المكان الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم معروف معلوم في فم شعب علي وهو الشعب الذي كان يسكنه بنو هاشم وفيه حاصرتهم قريش عند بعثته صلى الله عليه وسلم. وبني فوق المكان مسجدا ثم هدم لكثرة تبرك الناس به ثم بنيت في المكان عمارة جعلت مقرا لمكتبة مكة بناها الشيخ عباس القطان سنة 1371هـ من ماله الخاص وهذه قصة بناء المكتبة في مكان ولادته صلى الله عليه وسلم كان الشيخ عباس قطان يتمنى أن يقيم في هذا المكان مكتبة عامة، و اتفق مع أصهاره/ آل الكردي، أن يشتري منهم مكتبة المرحوم الشيخ/ ماجد الكردي، الشهيرة بالمكتبة/ الماجدية، و هي من أثمن المكتبات الخاصة، و ينقل محتوياتها إلى هذه الدار، صيانة للموضع الذي ولد فيه الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه، من أن يبقى معرضا للإهمال و تكريما له بإقامة عمل نافع للناس فيه. و كانت العقبات التي واجهها الشيخ/ عباس قطان، لتحقيق هذه الأمنية الكبيرة كثيرة، و لكنه استمر في محاولاته تلك دون كلل أو ملل، فاستطاع بعد سنوات طويلة من الصبر و تصيد الفرص المناسبة، أن يحظى بموافقة جلالة المغفور له الملك عبد العزيز، للسماح له بإقامة المبنى الذي يريد.
المكتبة الاسدية مكة يسجلون زيارة وفاء
بعد أن أكمل الشيخ تعليمه، وأخذ حظا وافرا منه، وبرع فيه، وأجازه علماء عصره، أخذ في التدريس بالمسجد الحرام، وكانت تعقد دروسه ويلقيها بحضور عدد كبير من الناس، وقد تخرج على يديه عدد من العلماء منهم: الشيخ حسن بن محمد المشاط، والشيخ علوي المالكي، والشيخ أحمد الصديقي، والقاضي عبد الحفيظ الفاسي، والشيخ محمد ياسين الفاداني، وغيرهم، وقد عرف الشيخ بشدة تمسكه بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويظهر ذلك جليا في وصيته قبل وفاته بأن لا يُفعل به شيء مما يخالف الشريعة الإسلامية.
الكتاب: المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية المؤلف: أبو البقاء هبة الله محمد بن نما الحلي (ت ق ٦هـ) المحقق: (محمد عبد القادر خريسات، صالح موسى درادكة) (كلية الآداب - الجامعة الأردنية) الناشر: مكتبة الرسالة الحديثة، عمان الطبعة: الأولى، ١٩٨٤م عدد الصفحات: ٥٣٣ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]