تاريخ النشر: الخميس 26 ذو القعدة 1441 هـ - 16-7-2020 م
التقييم:
رقم الفتوى: 424759
2810
0
السؤال
هل يدخل في هذه الآية: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره …) من أخذ بأحد قولي أهل العلم في الأخذ من اللحية، سواء كان في ما زاد عن القبضة، أم ما كان أقل من القبضة؟ أفتوني مأجورين. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالوعيد المذكور في الآية الكريمة، يتوجه إلى من استبان له الحكم الشرعي بوضوح وتركه إعراضًا عنه، وأخذ بغيره من غير شبهة، ولا تأويل، ولا تقليد سائغٍ، قال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور: 63}: وَمَعْنَى: "يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ" أَيْ: يُعْرِضُونَ عَنْ أَمْرِهِ. اهـ. وقد ذكر أهل العلم أن الفعل "يخالفون" عُدِّيَ بحرف الجر "عن"؛ لأن الفعل متضمن للإعراض، وعدم المبالاة، والصد، قال صاحب التحرير والتنوير: وتعدية فعل الْمُخَالفَة بِحَرْفِ (عَنْ)؛ لِأَنَّهُ ضُمِّنَ مَعْنَى الصُّدُودِ. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النور - الآية 63. اهـ. وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى-: فإن قيل: لماذا عدي الفعل بـ:"عن" مع أن "يخالف" يتعدى بنفسه؟
أجيب: أن الفعل ضمن معنى الإعراض; أي: يعرضون عن أمره زهدًا فيه، وعدم مبالاة به.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النور - الآية 63
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال)سورة الرعد أحبتي الكرام لو تأملنا في هذه الآية الكريمة, ونظرنا إلى أبعادها لرأينا مايلي: 1/ الرعد والبرق, مخلوقان خلقهما الله تعالى ولم يكلفهما بما كلفنا من به من الأوامر, والنواهي, وأودع فيهما الخوف منه, ومن خوفهما أنهما يسبحان بحمده خوفا منه سبحانه وتعالى, وها نحن نخاف منهما عند حدوثهما. فهل فكرنا في الخوف ممن خافا هما منه هذان المخلوقان دون ذنب اقترفاه, أو واجبا ضيعاه, أو محذورا ارتكباه ؟؟؟ 2/ الملائكة أيضا من مخلوقات الله خلقهما لعبادته لا يعصونه فيما يأمر ويفعلون ما يؤمرون, وهم قائمون على عبادته لا يفترون, وجاء في الحديث أنهم من شدة إخلاصهم في العبادة يصلي بعضهم إلى جنب بعض ولا يعرف من بجانبه, هذا هو الخشوع والتذلل في العبادة. أحبتي ذكرت الآية الكريمة أنهم يسبحون مخافة لله وهم لم يقترفوا ذنبا يخشون العقاب عليه, ولا واجبا ضيعوه, ولا محذورا ارتكبوه ولا أذى الحق بعضهم به الآخر.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النور - الآية 63
إنها من أعظم سور القرآن، وعجيب أن يكون اسمها النور في موضوعات غالبها اجتماعية. لكن الذي أركز عليه هنا هو تلك الخاتمة المشعرة بضرورة تعظيم شأن النبي صلى الله عليه وسلم في أنفسنا، وهو أمر نكاد ننساه أو نتهاون فيه لأكثر من سبب. فبعض الناس لا يعنيه الالتزام أصلا، لا طاعة لله ولا لرسوله. ومنهم من يتلكأ في شأن ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ربما يظن أن ما جاء عن النبي غير قطعي، أو أقل درجة من القرآن، أو أنه سُنّة لا يؤاخذ بها، وربما يرد السُنّة كلها فلا يعترف بها. إن الآية موضوع حديثي هنا هي فيمن يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة" - جريدة الغد. ولا بد ابتداء من التذكير بأن الله أمر بطاعته وطاعة رسوله مطلقا، وكثرت الآيات التي نصها: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، بل قال سبحانه عن الرسل جميعا: "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله" (النساء، الآية 64)، وإلا فما فائدة كونه رسولا مبلغا عن ربه؟! فهو ليس كباقي البشر في موضوع الرسالة ووجوب الطاعة. ومن هنا، فقد حذر صلى الله عليه وسلم أولئك الذين يزعمون اتباع القرآن دون سنته فقال: "يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على أريكته يحدِّثُ بحديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله".
مَن يتناولهم الوعيد في قوله تعالى فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ... - إسلام ويب - مركز الفتوى
فعلى المسلم ان يحرص كل الحرص، فيجعل طاعة الله عز وجل ، وطاعة رسول صلى الله عليه وسلم هدفه وامنيته ويعمل على تحقيق ذلك، وفي ذلك سعادته في الدنيا والآخرة يقول سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون, واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة,, ). نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. *المشرف على مكتب الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في موقق.
&Quot;فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة&Quot; - جريدة الغد
هذا هو لازم فعلهم وقولهم وإن لم يصرحوا به تصريحا، والابتداع والزيغ عن الصراط المستقيم هو من تلك الفتن التي قد تصيب من يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. ما ذا لو أراد امرؤ أن يقيس نسبة حضور سنة نبينا صلى الله عليه وسلم في حياتنا اليومية
في بيوتنا ومجالسنا وأسواقنا ومساجدنا وطرقنا وغيرها فكم هي النسبة التي تتوقعون. ؟
لا أبالغ لو قلت إنها ستكون نسبة ضيئلة ومع ذلك يقول بعضنا:
ما بال المسلمين في ضعف وهوان، ما بالهم يدعون فلا يستجاب لهم ويستنصرون فلا ينصرون. ما بال الإسلام وأهله في كل مكان. أنّى اتـجـهت إلى الإسلام في بـلـد *** تجده كالطير مقصـــوصاً جناحاه كم صرّفـتنا يـدٌ كنا نـُصـرّفــــــــــــهـا *** وبات يحكــــــــــمنا شعب ملكنـــاه
والجواب قول الحق سبحانه:
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة آل عمران، الآية: 165. وقوله سبحانه: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. } سورة النور، الآية: 63.
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم - Youtube
فتش أخي في الله عن أوامر المصطفي - صلى الله عليه وسلم - في حياتك وانظر كم من المخالفات قد وقعت فيها: انظر في صلاتك! وتذكر قوله - صلى الله عليه وسلم -: صلوا كما رأيتموني أصلى، انظر في هيئتك، لباسك؟ كم فيها من المخالفات ماأسفل من الكعبين من الإزار ففي النار. تفكر في بصرك: وانظر ماذا نهيت أن تنظر إليه من الحرام. تفكر في سمعك: وانظر ماذا نهيت أن تستمع إليه من الحرام. تفكر في لسانك: الغيبة النميمة قول الزور، وهكذا سائر أعمالك وتعاملاتك من بيع وشراء وأخذ وعطاء وتعامل مع الأهل والأرحام والجيران والخدم والسائقين وفي كل أحوالك.. تفكر في هذه الأمور وحاسب نفسك في ظل هذه الآية واعمل فيها فكرك فما خلق الله لنا العقول إلا لنتفكر بها ونتهتدي بها إلى الحق والصواب. نسأل الله السلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ونسأله أن يجعل أقوالنا وأعمالنا موافقة لهدى المصطفى - عليه الصلاة والسلام - وأن يجعلنا على هديه سائرين وبسنته متمسكين وعلى أثره مقتفين إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ووجهها أن الله تبارك وتعالى قد حذر من مخالفة أمره، وتوعد بالعقاب عليها بقوله:
" أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "
فتحرم مخالفته، فيجب امتثال أمره. والفتنة هنا القتل؛ قاله ابن عباس. عطاء: الزلازل والأهوال. جعفر بن محمد: سلطان جائر يسلط عليهم. وقيل: الطبع على القلوب بشؤم مخالفة الرسول. والضمير في "أمره" قيل هو عائد إلى أمر الله تعالى؛ قاله يحيى بن سلام. وقيل: إلى أمر رسوله عليه السلام؛ قال قتادة. ومعنى "يخالفون عن أمره" أي يعرضون عن أمره.