ويقول ﷺ: مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلمه ، ويقول ﷺ: مَن نفَّس عن مؤمنٍ كُرْبَةً من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كُرْبَةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومَن يسَّر على مُعْسِرٍ يسَّر الله له في الدنيا والآخرة، ومَن ستر مُسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه. وكان يتخلَّف في الغزو حتى يُراعي الضَّعيف والمسكين فيما يتعلَّق بحاله، أو بجمله، أو بغير هذا من شُؤونه، ومرةً تخلَّف وراء الجيش فإذا هو بجابرٍ معه جمل قد أعياه، فضربه حتى سار سيرًا حسنًا، ثم اشتراه منه وقال: "أستعمله إلى المدينة" فشرط له ظهره إلى المدينة، فلما وصل إلى المدينة جاءه بالبعير فسلَّمه إلى النبي ﷺ، فأعطاه النبيُّ ﷺ الثَّمن وزاده، ثم قال: لك البعير أيضًا خذ البعير أيضًا، فأعطاه البعير وأعطاه الثمن. من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. فالمقصود أنَّ على ولي الأمر والأمير وشيخ القبيلة ورئيس الإخوان فيما بينهم وكبير القرية ورئيس الفرقة في الغزو أو في السفر ورئيس الحارة في البلد أن يتفقد إخوانه، ويتفقد أحوالهم؛ الفقراء والمحاويج، حتى يُواسي المنقطع والفقير. وفَّق الله الجميع. الأسئلة:
س: الأمر في حديث أبي سعيدٍ للوجوب أم للاستحباب؟
ج: الأمر للوجوب، ما هو للاستحباب، فالمسلمون شيءٌ واحدٌ، يُواسِي بعضُهم بعضًا، ويُحْسِن بعضُهم إلى بعضٍ، هذا هو الأصل في الأوامر.
من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
الحديث الثاني
وفي حديث أبي هريرة: مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومَن يسَّر على مُعسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه كلمة جامعة، لما ذكر هذه الأمثلة: التنفيس، والتيسير، والستر، أتى بكلامٍ جامعٍ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه كلمة جامعة، كما في حديث ابن عمر السابق: مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته من جوامع الكلم، تجمع الخير كله. ومَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة فيه فضل طلب العلم، وأنه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في طلب العلم، وأن يسلك السبل الموصلة إليه: بالسفر إلى العالم، بالبحث، بالمذاكرة، بالمكاتبة، يطلب العلم ويتفقه في الدين. وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمَن عنده هذا فضل عظيم، فالاجتماع على كتاب الله، والاجتماع على العلم، والمذاكرة في العلم؛ فيه خيرٌ عظيم.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحجرات - الآية 10
والله في عون العبد
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
تنزيل الصورة:
ملف نصّي
والله في عون العبد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
رواه مسلم
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
شارك:
حديث : والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه - Youtube
فمن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل،
هذا كان مبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: « من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل زاد فليعد
به على من لا زاد له».
على أن تلك البشارات العظيمة لا تُنال إلا بجدّ المرء واجتهاده ، لا بشخصه ومكانته ، فلا ينبغي لأحد أن يتّكل على شرفه ونسبه ؛ فإنّ ميزان التفاضل عند الله تعالى هو العمل الصالح ، فلا اعتبار لمكانة الشخص إن كان مقصّرا في العمل ، ولذا يقول الله عزوجل في كتابه: { فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} ( المؤمنون: 101) ، وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يغن عن أبي طالب شيئا ، ولقد جسّد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في كلمات جامعة حين قال: ( ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه).