اعبد الله كأنك تراه.... فإن لم تكن تراه فهو يراك (الإحسان) - YouTube
- اعبد الله كأنك تراه
- خطبة عن: مراقبة الله (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
- الإمام بداه ولد البوصيري رحمه الله : التصوف السني هو الإحسان ( ان تعبد الله كأنك تراه ) - YouTube
اعبد الله كأنك تراه
أي أنه سبحانه يعلم ما كان مختفيا في ظلام الليل، أو ظاهرا في بياض النهار، فإن كليهما في علم الله سواء. أيها المسلمون
ومراقبة الله تبارك وتعالى من صفات المؤمنين ، وأخلاق الموحدين ، وهي دليل على صدق الإيمان ، وبلوغ درجة الاحسان ، كما في الحديث السابق: « الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » ،وقال الجُنيد "من تحقَّق في المراقبة، خاف على فَوات حظه من ربِّه"، وقال ذو النون: "علامة المراقبة: إيثار ما أنزل الله، وتعظيم ما عظَّم الله، وتصغير ما صغَّر الله"، وقال الترمذي: "اجعل مراقبتك لمن لا تغيب عن نظره إليك، واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عنك، واجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه طرْفة عين، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه". وقالوا: من راقب الله في خواطره، عصمه الله في حركات جوارحه،
وإذا كنا مؤمنين بأن الله تعالى رقيب علينا ، ويعلم سرنا وجهرنا ، فالسؤال: كيف نحقق مراقبة الله سبحانه وتعالى في حياتنا؟ فأقول: يتحقق ذلك بفعل الطاعات ، وترك المنكرات ، وتحري الحلال ، وتجنب الحرام ،روى أحمد في مسنده: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ نَائِماً فَوَجَدَ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِهِ فَأَخَذَهَا فَأَكَلَهَا ثُمَّ جَعَلَ يَتَضَوَّرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَفَزِعَ لِذَلِكَ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ فَقَالَ: « إِنِّي وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ».
خطبة عن: مراقبة الله (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
فقال عمر: عد إلى ظلك ومائك البارد، وهل ستحمل عني وزري أمام الله يوم القيامة؟! ورحِم الله الإمام أحمد حين بكى عند هذه الأبيات:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيبُ
ولا تحسبن الله يغفل طرفة ولا أن ما تخفي عليه يغيبُ
لهونا عن الأعمال حتى تتابعت ذُنوبٌ على آثارهِن ذنوبُ
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى ويأذن في توباتنا فنتوب
ونحقق مراقبة الله تعالى في حياتنا: بالحياءُ مِنْهُ سُبْحانَهُ وتعالى ، ففي سنن الترمذي (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ». قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. خطبة عن: مراقبة الله (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. قَالَ
« لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى ، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ ، تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ». نعم إن من يراقب الله ، يستحيي من الله – جل جلاله – ويكفَّ عن معاصيه، ولا يغتر بجميل ستره علينا، وإمهاله لنا.
الإمام بداه ولد البوصيري رحمه الله : التصوف السني هو الإحسان ( ان تعبد الله كأنك تراه ) - Youtube
إِنَّ مُراقَبَةَ اللهِ عَزَّ وجلَّ تُحيي القُلُوبَ المَوات، وتُوقِظُ الضَّمائِرَ مِنَ السُّباتِ، وتُحيي وتُحَرِّكُ في الإِنسانِ دَوَاعِيَ الخَيْرِ، وتُمِيتُ فِيهِ نَوازِعَ الشر، وتَجعَلُ مِنْهُ إِنْساناً يَرَى بِنُورِ اللهِ، ويَعْمَلُ ويَقُولُ في حُدُودِ ما أَمَرَ اللهُ تَعالَى، ولذلك كان الجزاء من الله عظيما ، فجزاء مراقبة الله وخشيته في السر والعلن يبينها لنا الحق تبارك وتعالى في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (12) الملك. وفي قوله تعالى 🙁 وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) النازعات (40) ،(41)
الدعاء
أيها الحبيب / الحبيبة في الله: نحتاج للمراقبة لكي نحرص على عمارة أوقاتنا بما ينفع. نحتاج للمراقبة عندما يصيبنا الفتور في الدعوة إلى الله وخدمة الدين. ما أجمل المراقبة قبل القيام بأي عمل, وسؤال النفس هل هو لله أم لغيره ؟ ما أحلى مراقبة الله أثناء العمل وحفظ العمل أن تدخله شوائب الدنيا. ما أجمل المراقبة عندما تنتهي من العبادة ويرى الله في قلبك الافتقار والانكسار واحتقار النفس نحتاج إلى نور المراقبة في البيت في إصلاح الأبناء وتربيتهم. وفي عدم إدخال أجهزة الفساد إلى البيت. ونحتاج إلى نور المراقبة في حسن الخلق مع الزوجة والعشرة. الإمام بداه ولد البوصيري رحمه الله : التصوف السني هو الإحسان ( ان تعبد الله كأنك تراه ) - YouTube. وكذلك عند العدل في التعامل بين الزوجات لمن كان عنده زوجة ثانية. نحتاج للمراقبة في تطهير القلب من محبة غير الله تعالى وعدم التعلق بالصور والعشق للنساء. وفي تطهير القلب من أمراض الحسد والبغضاء الذي دخل في نفوس بعض الضعفاء. وفي عمارة القلب بالخشوع والخضوع والإخبات بين يدي الله تعالى. وفي تصفية القلب من التعلق بالدنيا والجري وراءها, وصرف التعلق إلى الآخرة ومافيها من النعيم. وعند القيام إلى الصلاة ومجاهدة النفس على حضور القلب وخشوع الروح. وتلك المرأة تحتاج إلى نور المراقبة في هذه الأحوال: قبل أن تخرج من البيت هل لبست الحجاب الشرعي.. فالله يراها.