كما أن الكاتب يتحدث ويقرأ اللغة العربية، وهو أمر لا يمكن اعتباره أمراً مسلماً به بين الصحافيين الغربيين في الشرق الأوسط أو حتى "الخبراء". بالإضافة إلى ذلك، يعمل هوبارد في منظمة إعلامية ذات نفوذ كبير – فهو مراسل صحيفة نيويورك تايمز في بيروت. كانت اعتقالات آذار / مارس تذكيراً آخر بقسوة ولي العهد في تعزيز السلطة: من بين المعتقلين عمه وابن عم محمد ولي نايف، ولي العهد السابق، المفضل لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب دوره كرئيس لمكافحة الإرهاب في فترة ما بعد هجمات 11 أيلول / سبتمبر. كان استبداله في عام 2017 لحظة مهمة للغاية في الصعود الذي لا يمكن إيقافه لمحمد بن سلمان. وتشمل الأحداث الإخبارية الأخرى التي يتناولها الكتاب الحرب المستمرة التي شنها في اليمن المجاورة عندما كان إبن سلمان وزيراً للدفاع، اختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على الاستقالة من الرياض؛ "رؤية 2030" التي تم الإعلان عنها لتحوّل الاقتصاد السعودي المعتمد على النفط؛ السماح للنساء بقيادة السيارة لأول مرة؛ والقتل الوحشي للصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. يعتمد هوبارد على عشرات المقابلات لإعادة بناء قصة احتجاز 350 من الأمراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض.
ولي العهد خلفيات محمد بن سلمان مع المديفر
قال له مسؤول إن عملية قتل خاشقجي بدأت "بناء على أمر دائم من المخابرات السعودية لإعادة المنشقين إلى الوطن". لقد كانت جريمة القتل بمثابة تنبيه مزعج لأولئك الذين أعجبوا برؤية الأمير محمد الديناميكية للمستقبل. ولكن سرعان ما عاد القحطاني إلى العمل كالمعتاد. لقد خدم التركيز الذي لا يرحم لرئيس أميركي في المكتب البيضاوي على تويتر المصالح السعودية، مع العداء المشترك لإيران حيث وصل التوتر إلى مستويات غير مسبوقة في كل من واشنطن والرياض. تقر رواية هوبارد بالتغيرات الاجتماعية المهمة في السعودية، بما في ذلك إدخال الترفيه الغربي والأحداث الرياضية والسياحة، ومعالجة نفوذ المؤسسة الدينية المحافظة. لكنه يتساءل عن تأثيرها العام. قد يكون ولي العهد ليبرالياً اجتماعياً لكنه يعمل على أساس استبدادي. يمكن للنساء الآن قيادة السيارة بالفعل، لكن النشطاء من أي من الجنسين لا يزالون عرضة للاعتقال التعسفي والتعذيب. كتب هوبارد يقول: "الملكية المطلقة هي في الأساس ديمقراطية الشخص الواحد، وحصل محمد بن سلمان على تصويت والده، وهو الصت الوحيد الذي يهم". باستثناء التطورات غير المتوقعة، سيصعد ابنه (الملك سلمان يبلغ من العمر 84 عاماً وفي حالة صحية سيئة)، عاجلاً أم آجلاً، إلى العرش.
ولي العهد خلفيات محمد بن سلمان متلازمه
فالبيئة الفاخرة للفندق لم تمنع التخويف، وحتى التعذيب. وصف الأمير محمد ذلك بأنه معركة ضد الفساد وأيده دونالد ترامب على تويتر. بشكل عام، الكتاب عمل مثير للإعجاب. يتضمن رواية رائعة عن مواجهة إبن سلمان للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما (على الرغم من استمراره في مبيعات الأسلحة الأميركية خلال الحرب في اليمن) ووصفاً ثاقباً للعلاقات بين ولي العهد وجاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، على الرغم من أنه يهودي من ولاية نيو جيرسي. تم تخصيص فصل آخر رائع لجولة ولي العهد التي استغرقت ثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة في ربيع عام 2018. وتحدث إبن سلمان خلالها مع المسؤولين التنفيذيين في وادي سليكون، بما في ذلك رئيس أمازون جيف بيزوس (مما أدى إلى مزاعم بأن هاتف بيزوس تم اختراقه). كما بعث برسائل إيجابية بشكل لافت إلى "إسرائيل"، مما أثار قلق الفلسطينيين. كما أن الإدارة لأميركية التي تبنت رؤيته للتغيير قد غضت الطرف عن تهور ولي العهد. وقد تم تصوير سعود القحطاني، رئيس ديوان ولي العهد ورئيس مجموعة التدخل السريع الشريرة، باعتباره العقل المدبر لحملة مراقبة رقمية. فقد تم إرسال رابط إلى موقع ويب غير موجود إلى هاتف الكاتب بن هوبارد نفسه.
ولي العهد خلفيات محمد بن سلمان خارج
إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. حفظه الله. | Kingdom
ولي العهد خلفيات محمد بن سلمان في
استوريت ولي العهد محمد بن سلمان - YouTube
سمعنا كثيراً عن خطط الإصلاح في الشرق الأوسط، لكننا لم نرَ مثيلاً للإصلاح الذي تشهده السعودية
وقال فرنانديز، الدبلوماسي الأميركي السابق الذي يقود اليوم مشروع «ميمري» الأميركي لمراقبة التطرّف: «إن الفضل يعود لسمو الأمير محمد بن سلمان في تعزيز توجّه الاعتدال في المملكة، وتحييد جماعات الإسلام السياسي، وهو أمر مفيد للمجتمع السعودي، وهو الخيار الأفضل للدين لأن خلط الدين بالسياسة يقود إلى الاستهانة بقدسية الأديان، وهو ما تفعله جماعات الإسلام السياسي والدول التي تستغل الدين لتمرير أجندتها مثل إيران». مضيفاً: «أغلب المواد والأفكار المتطرفة التي نرصدها اليوم يتم بثها عبر شيوخ من طهران وبيروت وغزة وتركيا، بينما تلعب المملكة اليوم دور قيادي في محاولة بث التسامح والتعايش». وأفاد فرنانديز، أمام هذا الإصلاح الحاصل في السعودية، يجب أن تتغير طريقة التعامل والنظرة الأميركية للسعودية ودول الشرق الأوسط عموماً، فالولايات المتحدة ومنذ عهد باراك أوباما أضلّت الطريق الصحيح إلى الشرق الأوسط، وطريقة التفكير الأميركية القديمة لن تنفع مع المملكة الجديدة وكل شعوب الشرق الأوسط، فالثقة اليوم في الولايات المتحدة، بما في ذلك استعدادها لمساعدة للحلفاء، وتهديداتها للخصوم، باتت متدنية ويستخف بها في دول المنطقة، وبالتالي يتعيّن على أميركا أن تخرج من وهمها عن نفسها وعن المملكة وعن دول الشرق الأوسط عامةً.