تاريخ النشر: ١٥ / ربيع الأوّل / ١٤٣١
مرات
الإستماع: 2897
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا باب "الأكل مما يليه ووعظه وتأديبه من يسيء أكله"، وذكر حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله ﷺ وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله ﷺ: يا غلام، سمِّ الله تعالى، وكل بيمنيك، وكل مما يليك [1] ، متفق عليه. مضى الكلام على هذا الحديث في الكلام على البسملة، وقد أورده المصنف -رحمه الله- هنا في باب الأكل مما يليه؛ لأن هذا الحديث قد تضمن ثلاثة آداب وهي: التسمية، والأكل باليمين، والأكل مما يليه. ويقول: "ووعظه وتأديبه من يسيء أكله"، يعني ولو كان صبيًّا صغيراً، أو كان كبيراً، فالنبي ﷺ قال لعمر بن أبي سلمة وكان صغيراً لما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، وكان في كنف رسول الله ﷺ؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قد تزوج أمه، وكان له من العمر آنذاك ست سنين، فيعلمه النبي ﷺ "سمِّ الله"، وبهذا نعرف أنه لا يُحتقر تعليم الصغار، ولا يقال: هذا صغير، يُترك، لا، الصغير يُعلّم ويُنشأ على الفضائل، ومكارم الأخلاق، وهكذا الكبير إذا لم يُحسن فإنه يُعلم، فقد قال النبي ﷺ لرجل كبير كانت يده كذلك تطيش في الصحفة، يأكل من هنا وهنا، فقال النبي ﷺ: كل من موضع واحد؛ فإنه طعام واحد [2].
- عمر بن أبي سلمة المخزومي
- أبو سلمة المخزومي - موضوع
- شرح حديث عمر بن أبي سلمة قال كنت غلاما في حجر رسول الله وحديث سلمة بن الأكوع أن رجلا أكل عند رسول الله - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
- عمر «عمرو» بن أبي سلمة | رجال الحديث
عمر بن أبي سلمة المخزومي
عمر بن أبي سلمة ( ع)
ابن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، أبو حفص القرشي المخزومي المدني الحبشي المولد. [ ص: 407]
ولد قبل الهجرة بسنتين أو أكثر فإن أباه توفي في سنة ثلاث من الهجرة ، وخلف أربعة أولاد ، هذا أكبرهم وهم: عمر ، وسلمة ، وزينب ، ودرة. ثم كان عمر هو الذي زوج أمه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صبي. ثم إنه في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج وقد احتلم وكبر ، فسأل عن القبلة للصائم ، فبطل ما نقله أبو عمر في " الاستيعاب " من أن مولده بأرض الحبشة سنة اثنتين ثم إنه كان في سنة اثنتين أبواه - بل وسنة إحدى - بالمدينة ، وشهد أبوه بدرا. فأنى يكون مولده في الحبشة في سنة اثنتين ؟ بل ولد قبل ذلك بكثير. وقد علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ صار ربيبه أدب الأكل ، وقال: يا بني! ادن ، وسم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك وحفظ ذلك وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم. [ ص: 408]
وحدث أيضا عن أمه. أبو سلمة المخزومي - موضوع. روى عنه: سعيد بن المسيب ، وعروة ، ووهب بن كيسان ، وقدامة بن إبراهيم ، وثابت البناني ، وأبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي ، وابنه محمد بن عمر ، وغيرهم. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - عمه من الرضاع.
أبو سلمة المخزومي - موضوع
وروي عن ابن الزبير قال: عمر أكبر مني بسنتين. وقيل: طلب علي من أم سلمة أن تسير معه نوبة الجمل ، فبعثت معه ابنها عمر. وطال عمره وصار شيخ بني مخزوم. قال محمد بن سعد: توفي في خلافة عبد الملك بن مروان. ونقل ابن الأثير: أن موته كان في سنة ثلاث وثمانين.
شرح حديث عمر بن أبي سلمة قال كنت غلاما في حجر رسول الله وحديث سلمة بن الأكوع أن رجلا أكل عند رسول الله - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
فتجاذبوا ابني سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسني بنو المغيرة عندهم وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، قالت: ففرق بيني وبين ابني وبين زوجي. فكنت أخرج كل غداة فأجلس في الأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي - سنة أو قريبا منها - حتى مرَّ بي رجل من بني عمي أحد بني المغيرة فرأى ما بي فرحمني، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون من هذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها. فقالوا لي: إلحقي بزوجك إن شئت. فردَّ بنو عبد الأسد إلي عند ذلك ابني ، قالت: فارتحلت بعيري، ثم أخذت ابني فوضعته في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة. ». عمر بن أبي سلمة المخزومي. [4]
يقول أهل العلم بالنّسب: إنه الذي عقد للنبي على أمّه أم سلمة ، وزوّجه النبي بعد غزوة عمرة القضاء بأمامة بنت حمزة بن عبد المطلب التي اختصم في كفالتها علي بن أبي طالب ، وجعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وقال: «تروني كافأته! »، ولكن ماتت قبل أن يدخل بها، عاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان ، وتوفي بالمدينة المنورة في ولاية أبان بن عثمان بن عفان عليها، وليس له رواية للحديث النبوي، وليس له عقب. [1] [5]
مراجع [ عدل]
↑ أ ب الذهبي، سير أعلام النبلاء، ومن صغار الصحابة، سلمة بن أبي سلمة، جـ 3 ، بيروت: مؤسسة الرسالة، ص.
عمر «عمرو» بن أبي سلمة | رجال الحديث
فإذا كان الطعام متحداً فإنه يأكل مما يليه، أما إذا كان متنوعاً يتضمن ألواناً من المطعومات فإنه يأكل من هذا وهذا، ولا بأس كما سبق، والناس لربما يتركون شيئاً من هذا حياء، أو مجاملة، لربما يجد إنسانًا يأكل وتطيش يده، أو يترك التسمية أو يأكل متكئًا أو يأكل بشماله، أو يشرب بشماله، وما أكثر هؤلاء، فيترك ذلك من باب المجاملة، أو الخجل، وهذا أمر لا يحسن، ولا يليق، متى يتعلم الجاهل؟ متى تقوَّم الأخطاء؟ متى ترتفع المنكرات من المجتمع إذا كان كل إنسان يُداري أو يداهن أو يجامل أو نحو ذلك؟! فينشأ الصغير على الخطأ، ويشيب الكبير ويهرم على الخطأ، ولا يتعلم الناس الحق والصواب. وذكر حديث سلمة بن الأكوع أن رجلاً أكل عند رسول الله ﷺ بشماله فقال: كل بيمينك ، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت ، ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه [3] ، رواه مسلم.
فقال: لقد تركت رجلين من قومك لا أعلم أكثر حديثا منهما: عروة ، وأبو سلمة. قال: فلما رجعت إلى المدينة وجدت عروة بحرا لا تكدره الدلاء. قلت: لم يكثر عن أبي سلمة وهو من عشيرته; ربما كان بينهما شيء ، وإلا فما أبو سلمة بدون عروة في سعة العلم. قال ابن سعد توفي أبو سلمة بالمدينة سنة أربع وتسعين. في خلافة الوليد وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. [ ص: 290] وقال الواقدي في وفاته وسنه ما لا يتابع عليه فقال: مات سنة أربع ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. وقال الهيثم بن عدي في وفاته كالأول. قال إسماعيل بن أبي خالد: قدم علينا أبو سلمة زمن بشر بن مروان وكان زوج بنته بمد تمر. وقال عمرو بن دينار ، قال أبو سلمة: أنا أفقه من بال ، فقال ابن عباس: في المبارك. رواها ابن عيينة عنه. ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، قال: كان أبو سلمة مع قوم ، فرأوا قطيعا من غنم ، فقال أبو سلمة: اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها ، فانتهى إليها فإذا هي تيوس كلها. قال عمرو بن دينار ، عن عائشة أنها قالت لأبي سلمة وهو حدث: إنما مثلك مثل الفروج يسمع الديكة تصيح فيصيح. وروي عن الشعبي قال: قدم أبو سلمة الكوفة ، فكان يمشي بيني وبين رجل ، فسئل عن أعلم من بقي ، فتمنع ساعة ثم قال: رجل بينكما.