وليعلم أن مثقال ذرة من الخير
في هذه الدار، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا، وما عليها في دار النعيم المقيم، من
اللذات والشهوات، وأن الخير والبر في هذه الدنيا، مادة الخير والبر في دار القرار،
وبذره وأصله وأساسه، فواأسفاه على أوقات مضت في الغفلات، وواحسرتاه على أزمان تقضت
بغير الأعمال الصالحات، وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها، ولم ينجع فيها
تشويق من هو أرحم بها منها. فلك اللهم الحمد، وإليك
المشتكى، وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بك. 73 التفسير الصوتي تفسير السعدي سورة المزمل - YouTube. وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وفي
الأمر بالاستغفار بعد الحث على أفعال الطاعة والخير، فائدة كبيرة، وذلك أن العبد
ما يخلو من التقصير فيما أمر به، إما أن لا يفعله أصلا أو يفعله على وجه ناقص،
فأمر بترقيع ذلك بالاستغفار، فإن العبد يذنب آناء الليل والنهار، فمتى لم يتغمده
الله برحمته ومغفرته، فإنه هالك. تم تفسير سورة المزمل.
- تفسير السعدي سورة المزمل المصحف الالكتروني القرآن الكريم
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة المزمل - الآية 2
- 73 التفسير الصوتي تفسير السعدي سورة المزمل - YouTube
تفسير السعدي سورة المزمل المصحف الالكتروني القرآن الكريم
73 التفسير الصوتي تفسير السعدي سورة المزمل - YouTube
سورة المزمل/ج٤/تفسير/ثانية ثانوي أزهر أدبي/ترم ثاني/أ. محمد حفني - YouTube
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة المزمل - الآية 2
المزمل: المتغطي بثيابه
كالمدثر، وهذا الوصف حصل من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أكرمه الله برسالته،
وابتدأه بإنزال [ وحيه بإرسال] جبريل إليه، فرأى أمرا لم ير مثله، ولا يقدر على
الثبات له إلا المرسلون، فاعتراه في ابتداء ذلك انزعاج حين رأى جبريل عليه السلام،
فأتى إلى أهله، فقال: « زملوني زملوني » وهو
ترعد فرائصه، ثم جاءه جبريل فقال: « اقرأ » فقال: « ما أنا
بقارئ » فغطه حتى بلغ منه الجهد، وهو يعالجه على القراءة، فقرأ صلى
الله عليه وسلم، ثم ألقى الله عليه الثبات، وتابع عليه الوحي، حتى بلغ مبلغا ما
بلغه أحد من المرسلين. فسبحان الله، ما أعظم التفاوت
بين ابتداء نبوته ونهايتها، ولهذا خاطبه الله بهذا الوصف الذي وجد منه في أول
أمره. تفسير السعدي سورة المزمل المصحف الالكتروني القرآن الكريم. فأمره هنا بالعبادات المتعلقة
به، ثم أمره بالصبر على أذية أعدائه ، ثم أمره بالصدع بأمره، وإعلان دعوتهم إلى
الله، فأمره هنا بأشرف العبادات، وهي الصلاة، وبآكد الأوقات وأفضلها، وهو قيام
الليل. ومن رحمته تعالى، أنه لم يأمره
بقيام الليل كله، بل قال: ( قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا). ثم قدر ذلك فقال: (
نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ) أي: من النصف (
قَلِيلا) بأن يكون الثلث ونحوه.
هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features
73 التفسير الصوتي تفسير السعدي سورة المزمل - Youtube
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ
كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ( 17)
السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا ( 18). أي: فكيف يحصل لكم الفكاك
والنجاة من يوم القيامة، اليوم المهيل أمره، العظيم قدره ، الذي يشيب الولدان،
وتذوب له الجمادات العظام، فتتفطر به السماء وتنتثر به نجومها ( كَانَ
وَعْدُهُ مَفْعُولا) أي: لا بد من وقوعه، ولا حائل
دونه. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة المزمل - الآية 2. إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ
فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا ( 19). [ أي:] إن هذه الموعظة التي نبأ الله بها من أحوال يوم
القيامة وأهواله ، تذكرة يتذكر بها المتقون، وينزجر بها المؤمنون، ( فَمَنْ
شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا) أي:
طريقا موصلا إليه، وذلك باتباع شرعه، فإنه قد أبانه كل البيان، وأوضحه غاية
الإيضاح، وفي هذا دليل على أن الله تعالى أقدر العباد على أفعالهم، ومكنهم منها،
لا كما يقوله الجبرية: إن أفعالهم تقع بغير مشيئتهم، فإن هذا خلاف النقل والعقل.
ومن رحمته تعالى، أنه لم يأمره بقيام الليل كله، بل قال: { قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا}.