معنى قوله: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)
معنى قوله: (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء... )
ثم قال:(واعلم( تقدم أنه قال: ( يا غلام! إني أعلمك كلمات)، ومما علمه ( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)، وكل هذا يدخل في قوله: (أعلمك)، ثم قال: (واعلم) فجدد ذكر العلم مرة ثانية، ولم يجدده فيما قبلها عند كل كلمة، وهذا يدل على تجديد الإدراك والعلم لأمر جديد له أهمية، وتعريف العلم أتعب العلماء، وأحسن ما يقال: العلم ضد الجهل، وبعضهم يقول: العلم هو معرفة الشيء حقيقة على ما هو عليه، هذه أشياء لا ندخل فيها، ويقال: إدراك، والإدراك يحتاج إلى تفسير أيضاً، فما كان معلوماً بداهة لا يحتاج إلى تعريف.
- إذا سألت فاسأل الله - موقع مقالات إسلام ويب
- إذا سألت فاسألِ الله - لا تحزن - عائض بن عبد الله القرني - طريق الإسلام
- المقصود من حديث " إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله " الشيخ خالد المصلح - YouTube
- الدرر السنية
إذا سألت فاسأل الله - موقع مقالات إسلام ويب
إذا سألت فاسأل الله. لأن مصائر الأمور كلها إليه، وقلوب العباد كلهم بيديه، والكون كله خاضع لقدرته، مستجيب لإرادته، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره، وكل ما في الكون إنما هي أدوات لتحقيق قضائه وقدره.. فلا يمكن أن يصل إليك خير قط إلا إذا كان الله قد كتبه لك، ولا يمكن أن يوصل أحد إليك شرا قط إلا إذا كان الله قد قدره عليك، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: [ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ]. فالله سبحانه وحده هو القادر وكل ما سواه عاجز: { ذَٰلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ. إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ ۖ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[فاطر من الآيات:13-15].
إذا سألت فاسألِ الله - لا تحزن - عائض بن عبد الله القرني - طريق الإسلام
فالموفق من وفقه الله للدعاء، وفتح عليه أبوابه، ويسر له سبله وأسبابه، ووجه قلبه إليه، وحرك لسانه به، فالخلق كلهم محتاجون إلى الدعاء أشد من حاجتهم للهواء، مفتقرون إليه افتقار السمك للماء، لا غنى لأحدهم عنه طرفة عين { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد}. الله وحده دون من سواه
يعلم النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس وكل صاحب حاجة إذا أراد أن يسأل ألا يسأل إلا الله، وألا يعلق قلبه بسواه:. ذلك أن الدعاء عبادة والعبادة لا ينبغي أن تصرف إلا لله:
فعن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: [ إن الدعاء هو العبادة] ثم قرأ: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}( غافر:60). قال الشوكاني "الدعاء هو أعلى أنواع العبادة وأرفعها وأشرفها» اهـ. وقال الشيخ ابن سعدي: «وقال تعالى: { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(غافر:14).. فوَضْعُ كلمة «الدين» موضع كلمة «الدعاء» - يدل على أن الدعاء هو لب الدين وروح العبادة..
ففي الدعاء يظهر الذل والفاقة والافتقار والحاجة والعجز من السائل للمسئول.. وهي اعتراف من السائل بالعز والعلم والغنى والقدرة والسلطان للمسئول، وهو عين العبودية وقمة الافتقار؛ ولهذا كان الإمام أحمد يدعو ويقول: (اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصنه عن المسألة لغيرك، ولا يقدر على كشف الضر وجلب النفع سواك).
المقصود من حديث &Quot; إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله &Quot; الشيخ خالد المصلح - Youtube
وإذا تيقن المؤمن هذا فما فائدة سؤال غير الله والاستعانة به 8. وكذلك إجابة الخليل عليه الصلاة والسلام جبريل عليه السلام حين سأله وهو في النار " ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا ". 9. وقوله: " رفعت الأقلام وجفت الصحف " هذا تأكيد أيضاً لما تقدم أي لا يكون خلاف لما ذكرت لك بنسخ ولا تبديل. 10.
الدرر السنية
أسأل الله أن يجعل فقرنا إليه، وحاجتنا إليه، وأن يربط قلوبنا به ، فنتوجه إليه بالسؤال والخوف والرجاء والمحبة والتوكل، وأن لا يكلنا إلى غيره طرفة عين، وأنه يغنينا عمن سواه، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 223)، رقم: (20797). أخرجه البخاري، كتاب الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه (5/ 2123)، رقم: (5268). أخرجه ابن حبان، كتاب الزكاة، باب المسألة والأخذ وما يتعلق به من المكافأة والثناء والشكر (8/ 180)، رقم: (3385)، والطبراني في المعجم الكبير (18 /39)، رقم: (68). أخرجه ابن ماجه، كتاب الزكاة، باب كراهية المسألة (1/ 588)، رقم: (1837)، وأحمد (37/ 67)، رقم: (22385). أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب من تحل له المسألة (2/ 722)، رقم: (1044).
وقد ثبت في "الصحيحين" عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّ الله عز وجل يقولُ: ( هل من دَاعٍ ، فأستجيبَ له ؟ هل من سائل فأُعْطِيَه ؟ هل من مُستغفرٍ فأغْفِرَ له ؟). واعلم أخي المسلم: أنَّ سؤالَ اللهِ تعالى دونَ خلقه هوَ المتعين ؛ لأنَّ السؤال فيهِ إظهار الذلِّ من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار ، وفيه الاعترافُ بقدرةِ المسؤول على دفع هذا الضَّرر ، ونيل المطلوب ، وجلبِ المنافع ، ودرء المضارِّ ، ولا يصلح الذلُّ والافتقار إلاَّ لله وحدَه ؛ لأنَّه حقيقة العبادة ، وكان الإمامُ أحمد يدعو ويقول: اللهمَّ كما صُنتَ وجهي عَنِ السُّجود لغيرك فصُنْه عن المسألة لغيرك ، ولا يقدر على كشف الضرِّ وجلب النفع سواه. كما قال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) يونس 107 ، وقال تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فاطر 2. والله سبحانه يحبّ أنْ يُسأل ويُرْغَبَ إليه في الحوائج ، ويُلَحَّ في سؤاله ودُعائه ، ويَغْضَبُ على من لا يسأله ، ويستدعي مِنْ عباده سؤاله ، وهو قادر على إعطاء خلقه كُلِّهم سُؤْلَهم من غير أنْ يَنْقُصَ من ملكه شيء ، والمخلوق بخلاف ذلك كله: يكره أنْ يُسأل ، ويُحبُّ أنْ لا يُسألَ ، لعجزه وفقره وحاجته.