(القاهرة) - العقل مقره القلب كما دل على ذلك الكتاب والسنة، قال الله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)، «الحج: الآية 46»، وقال: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها)، «الأعراف: الآية 179»، والعقل وإن كان مقره القلب فله تعلق وارتباط بالدماغ وثيق يتصرف فيه. وقد مدح الله أصحاب العقول السليمة فقال: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)، «آل عمران: الآية 190»، قال ابن كثير أي العقول التامة الزكية، التي تدرك الأشياء بحقائقها على جلياتها، وليسوا كالصم البكم الذين لا يعقلون فقد كرم الله الإنسان فجعله يمشي قائماً منتصباً على رجليه ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه، وجعل له سمعاً وبصراً وفؤاداً يفقه بذلك كله وينتفع به. شبكة الألوكة. مناط التكليف
وقد ذم الله أصحاب العقول الغافلة عن دينه فقال: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)، «الأنفال: الآية 22». والعقل هو مناط التكليف، وإدراك الأشياء وفهمها، وهو الذي تكلم عليه الفقهاء في العبادات والمعاملات وغيرها من مدارك الإنسان وأسباب معرفته وعلمه وقال تعالى: (وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)، «المؤمنون: الآية 78».
العقل آية على قدرة الخالق ودليل التائهين ومرشد الحائرين - صحيفة الاتحاد
مرتبط
تنبيه هام ، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة تنبيه
مكانة العقل في الإسلام - Youtube
وكل هذه الآيات وغيرها الكثير دلالات على تمييز الإنسان بالعقل. [1]
أين يوجد العقل مع الدليل من القرآن
إن العقل معجزة بكل المقاييس فحتى اليوم ومع كل التقدم العلمي فإن الآلية التي يفكر بها الإنسان، وأين يقع العقل الذي يفكر به الإنسان غير معلومة، فالبعض يرى أن العقل محله الدماغ والبعض يرى أن العقل محله القلب. مكانة العقل في الإسلام - YouTube. ويرجح معظم علماء المسلمين الرأي الثاني وذلك لأن الله تعالى أخبرنا بذلك في القرآن الكريم في عدة آيات، ونحن نؤمن أنه من المستحيل أن يخالف النظر العقلي صريح الوحي الإلهي، ومن الآيات التي على ذلك قول المولى عز وجل في سورة الأعراف "فعابهم الله بأنهم لا يفقهون بقلوبهم". أيضًا قوله تعالى:" أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون بها فغنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" ففي الآية الكريمة صرح المولى عز وجل بأن القلوب الموجودة داخل الصدور هي التي تعقل وليس الدماغ وأنها تعمى إذا سلب المولى عز وجل منها نور العقل. أيضًا أكد كلام نبينا عليه الصلاة والسلام هذا المعنى في الحديث الشريف:" ألا وإن في الجسم مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
شبكة الألوكة
يقول عز وجل في سورة الأنعام "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكن وصاكم به لعلكم تعقلون" صدق الله العظيم. فالمولى عز وجل في تلك الآيات يأمر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن يقول للمشركين الذين يشركوا بالله أن يقبلوا ليقص عليهم ويخبرهم بما حرم المولى على عباده، وفي نهاية الآيات يخبرنا أنه عز وجل أوصى بذلك ليعقل الناس وصايا ربنا جل وعلا. أيضًا فقد أخبرنا الله تعالى أن العقل أفضل النعم التي أنعم الله بها على بني، وذلك في قوله تعالى" ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا". المخ بين العقل والذكاء والتفكير - جريدة كنوز عربية - مقالات. والعقل يرفع درجة الإنسان في الدنيا فلولا العقل ما كنت البشرية تقدمت وبنيت حضارات في الأرض وما وصلت البشرية لكل هذا التقدم الذي نشده، وقد قال عز وجل في كتابه العزيز:"وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب". وقد أرشدنا عز وجل في كتابه العزيز عن أفضل وسيلة للدعوة إلى دين الله وإرشاد الناس لطريق الحق وهي باستخدام العقل والحكمة، فقد قال تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين"
وقد جعل الله عز وجل آياته واضحة مفصلة للعقلاء والعلماء وأصحاب العقول، وقد ذكر ذلك في عدة مواضع في القرآن الكريم، منها قوله تعالى:" إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة لآيات لقوم يوقنون، واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون".
المخ بين العقل والذكاء والتفكير - جريدة كنوز عربية - مقالات
إن المتأمل في المملكة النباتية يشاهد ملايين الأدلة والآيات على وجود خالق عالم خبير أبدعها في أحسن خلقة فسبحان الله ثم قال العقاد رحمه الله: ( فالعقل في مدلول لفظه العام ملكة يناط بها الوازع الأخلاقي أو المنع عن المحظور والمنكر، ومن هنا كان اشتقاقه من مادة (عقل) التي يؤخذ منها العقال). ثم قال العقاد رحمه الله: (وفريضة التفكير في القرآن الكريم تشمل العقل الإنساني بكل ما احتواه من هذه الوظائف بجميع خصائصها ومدلولاتها فهو يخاطب العقل الوازع والعقل المدرك والعقل الحكيم والعقل الرشيد، ولا يذكر العقل عرضا مقتضبا بل يذكره مقصودا مفصلا على نحو لا نظير له في كتاب من كتب الأديان) (انتهى – ص 8). ثم قال رحمه الله: ( وقد بدأ الإسلام التحذير الشامل من هذا الفساد (فساد الكهان والرهبان ورجال الدين) فأسقط الكهانة، وأبطل سلطان رجال الدين على الضمائر ونفى عنهم القدرة على التحريم والتحليل والإدانة والغفران). ثم نبه رحمه الله إلى سيئاتهم وعاقبة من استسلموا لخديعتهم وكثير منهم خادعون (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ{31}) (التوبة/31) – انتهى (ص/29).
وقال رحمه الله: (وصفوة القول أن الإسلام لا يعذر العقل الذي ينزل عن حق الإنسان رهبة للقوة أو استسلاما للخديعة، ولا حدود لذلك إلا حدود الطاقة البشرية ولكنها الطاقة البشرية عامة كما تقوم بها الأمم ولا ينتهي أمرها بما يكون للفرد من طاقة لا تتعداه) (المرجع السابق ص/33). وقد علم فقهاء المسلمين أهمية العقل والتفكير فعقد الإمام أبو حنيفة رحمه الله جلسات للعصف الذهني مع طلابه لإقداح الذهن للتفكير والإبداع وإنشاء الحلول الأصيلة. وألف الإمام ابن تيمية رحمه الله كتاب (صريح المعقول وصحيح المنقول) أو (درء تناقض العقل و الشرع) ويكفي الإسلام احتراما للعقل أن يسقط التكليف عن الإنسان بذهاب عقله وغيابه وتعطيله بالنوم وغيره. فإذا المتشدقين بالعقلانية، واتهام الإسلام بالتناقض مع العقل لو درسوا الإسلام و آيات التفكير والعقل في القرآن الكريم لتعلموا أنه لا تعارض بين صريح المعقول وصحيح المنقول، وأن التفكير فريضة إسلامية كما ورد في الآيات القرآنية.
وجعل الله سبحانه وتعالى التفكير فريضة إسلامية فقال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190) (آل عمران/190). وأولو الألباب هم العقلاء حقا فهم كما قال تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ {191}) (آل عمران/191) تفكر علم وبحث ودراية واستكشاف وتقص، فيكون الاستنتاج العام لبحثهم وتفكرهم قولهم: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ) (آل عمران/191). إن في خلق هذه النحلة مئات الآيات الدالة على وجود خالق خبير عليم مبدع وجاءت هذه النتيجة لما توصلوا إليه من إحكام في الخلق وإعجاز وإبداع ويقين, فيطلبون من الله تعالى بعد ذلك قائلين (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران/191) طلب يقين أن الجنة حق, والبعث حق, والحساب حق, والميزان حق.