◄لصلاة الجماعة فوائد كثيرة سواء على الصعيد الشخصي أم على الصعيد الاجتماعي، فهي رمز للوحدة الاجتماعية، والتماسك الأخوي بين المؤمنين، وتنمية التواصل بين الناس. فضائل صلاة الجمعة. وقد حثّ القرآن الكريم على صلاة الجماعة في قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ (البقرة/ 43) حيث تدعو هذه الآية الشريفة لصلاة الجماعة ﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ أي صلوا مع المصلين في المسجد جماعة. وقد أشار الإمام الحسن المجتبى (ع) إلى فوائد صلاة الجماعة بقوله: «مَن أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان: آية محكمة، وأخاً مستفاداً، وعلماً مستطرفاً، ورحمة منتظرة، وكلمة تدلّه على الهدى أو تردّه عن ردى، وترك الذنوب حياءً أو خشيةً». وفي هذا الحديث بيان لفوائد الذهاب إلى المسجد، وحضور صلاة الجماعة فيه، ومن الفوائد التي أشار إليها الإمام الحسن (ع): معرفة الأحكام الشرعية، اكتساب علم ومعرفة، الاستزادة من الأصدقاء والمعارف، التواصل مع الناس، نزول الرحمة، استماع موعظة أو حكمة أو كلمة مفيدة، وترك الذنوب والمعاصي وغيرها من الفوائد الجمّة والثمار اليانعة. وبعد هذا الإجمال عن فوائد صلاة الجماعة نفصّل الحديث حول بعضها في النقاط التالية:
1- الحصول على الثواب والأجر الجزيل:
ورد في فضل صلاة الجماعة الكثير من الأخبار والروايات الحاثة على الحضور فيها، وحصول المشارك في صلاة الجماعة على الثواب والأجر الجزيل، فقد ورد عن الرسول الأعظم (ص) قوله: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة».
فضل صلاة الجمعة وثوابها العظيم وسنن يوم الجمعة &Ndash; الله معنا | Allahm3Ana
عِبادَ اللهِ:
ومن خصائص هذا اليوم صلاةُ الجمعةِ التي نجتمع لها كلَّ أسبوع، فقد جعل الله فيها الأجور الكثيرة بأعمال يسيرة، وأثنى الله على أهلها حين تركوا تجارتهم ولهوهم، وانشغلوا بطاعة ربهم، فَحَرِيٌّ بالمسلم أن يعرفَ واجباتِها، ويتعلَّمَ مستحباتِها، ويجتنبَ الأخطاءَ التي يقعُ المسلم فيها، قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْظِيمُ هَذَا اليَوْمِ وَتَشْرِيفُهُ وَتَخْصِيصُهُ بِعِبَادَاتٍ يَخْتَصُّ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ).
فوائد صلاة الجمعة
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام عل رسول الله وعلى آله وصحبه، ومن والاه. اللهم إنَّا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علِمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم. كان يوم الجمعة يسمى قبل الإسلام العروبة (بفتح العين)، وسُمي بعد الإسلام يوم الجمعة لاجتماع الناس لصلاة الجمعة. فضل صلاة الجمعة وثوابها العظيم وسنن يوم الجمعة – الله معنا | allahm3ana. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: (لقد هممتُ أن آمُر رجلًا يصلي بالناس، ثم أُحرِّق على رجالٍ يتخلفون عن الجمعة بيوتهم)؛ رواه مسلم والحاكم بإسناد على شرطهما. وعن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم أنَّهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: (لينتهينَّ أقوام عن ودعهم ( وتركهم) الجمعات، أو ليختمنَّ الله على قلوبهم، ثم ليكوننَّ من الغافلين)؛ رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما. وعن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن ترك ثلاث جمع تهاونًا بها؛ ( أي: من غير عذر)، طبع الله على قلبه)؛ رواه أحمد وأبو داود، والنسائي والترمذي وحسَّنه، وابن ماجه، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وقال: صحيح على شرط مسلم.
وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أفضل أيَّامكم يوم الجمعة، فيه خلَق الله آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة وفيه الصعقة؛ (أي: في هذا اليوم ينفخ إسرافيل لقيام الساعة)، فأكثروا من الصلاة عليَّ فيه، فإن صلاتكم يوم الجمعة معروضة عليَّ، قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرِمْتَ (أي: بليت)؟ فقال: إن الله جل وعلا حرَّم على الأرض أن تأكل أجسامنا؛ رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه. وأرمت (بفتح الراء وسكون الميم): أصبحت رميمًا باليًا. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، (والمراد الجنابة حقيقةً، أو اغتسل كما يغتسل من الجنابة حتى لو لم يجنب)، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرَّب بدنة؛ ( أي: كأنما تصدق بناقة)، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرَّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرَّب كبشًا أقرن؛ ( أي: كبشًا له قرنان، وهذا دليل كماله وحُسن صورته، ولأنه يجوز في الأضحية)، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنَّما قرَّب دجاجة، ومَن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر؛ رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود.