نضع بين أيديكم فضل سورة المزمل ، حيث تحتوي سور القرآن الكريم على الكثير من الفضائل والمضامين الهامة التي أوصانا الله عز وجل بضرورة التدبر في تلك الآيات للتعرف عليها. وتعتبر سورة المزمل من السور المكية التي نزلت على النبي محمد -صل الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وتعد من أوائل السور التي نزلت في مكة بعد سورتي أقرأ والمدثر، ويأتي ترتيبها رقم 73 حيث تقع في الجزء التاسع والعشرين بين أجزاء المصحف وفي الحزب الثامن والخمسين، ويصل عدد آياتها إلى 20 آية محكمة. ويعود سبب تسمية سورة المزمل بهذا الإسم نسبة للنداء الذي توجهت به السورة إلى نبي الهدى محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام-، ويعتبرها أهل العلم باب للتلطف والمؤانسة، حيث أن المزمل هو المتغطي بثيابه. فضل سورة المزمل - موضوع. ما هي مضامين سورة المزمل ؟
تحمل بداية سورة المزمل بعض الأوامر التي كلف الله عز وجل نبي الإسلام محمد -صل الله عليه وسلم- بها، لتظهر السورة أن الدعوة تحتاج إلى جهد وصبر وتعب عظيم وتضحيات كبيرة في سبيل الله بجانب قيام الليل وتلاوة القرآن الكريم، وجاء ذلك في بداية سورة المزمل فقال تعالى: "يا أيُّهَا المزَّمِّلُ * قمِ اللَّيلَ إلَّا قلِيلًا * نصفَهُ أوِ انقُصْ منْهُ قلِيلًا * أوْ زدْ علَيْهِ ورَتِّلِ القُرآنَ ترْتِيلًا".
فضل سورة المزمل - موضوع
( علم أن لن تحصوه) أي: الفرض الذي أوجبه عليكم ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن) أي: من غير تحديد بوقت ، أي: ولكن قوموا من الليل ما تيسر. وعبر عن الصلاة بالقراءة ، كما قال في سورة سبحان: ( ولا تجهر بصلاتك) أي: بقراءتك ، ( ولا تخافت بها) وقد استدل أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، بهذه الآية ، وهي قوله: ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن) على أنه لا يتعين قراءة الفاتحة في الصلاة ، بل لو قرأ بها أو بغيرها من القرآن ، ولو بآية ، أجزأه; واعتضدوا بحديث المسيء صلاته الذي في الصحيحين: " ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ". وقد أجابهم الجمهور بحديث عبادة بن الصامت وهو في الصحيحين أيضا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج ، فهي خداج ، فهي خداج ، غير تمام ". وفي صحيح ابن خزيمة ، عن أبي هريرة مرفوعا: " لا تجزئ صلاة من لم يقرأ بأم القرآن ". وقوله: ( علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله) أي: علم أن سيكون من هذه الأمة ذوو أعذار في ترك قيام الليل ، من مرضى لا يستطيعون ذلك ، ومسافرين في الأرض يبتغون من فضل الله في المكاسب والمتاجر ، وآخرين مشغولين بما هو الأهم في حقهم من الغزو في سبيل الله ، وهذه الآية - بل السورة كلها - مكية ، ولم يكن القتال شرع بعد ، فهي من أكبر دلائل النبوة ، لأنه من باب الإخبار بالمغيبات المستقبلة ؛ ولهذا قال: ( فاقرءوا ما تيسر منه) أي: قوموا بما تيسر عليكم منه.
آخر تحديث 2019-02-10 16:31:42
التعريف بسورة المزمل
سورةُ المزمل، وهي سورةٌ مكيةٌ، وآياتها عشرون آية، وهي من أوائلِ السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي السورة الثالثة والسبعون في ترتيبِ المصحف، ابتدأت السورة في تفصيل العبادة، باعتبارها طريقاً للتقوى، وذكرت بعد ذلك العبادات التي يجبُ على المؤمن أن يؤديها، وأن يحافظ عليها تقرباً لله تعالى، [١] وهي سورةٌ مكيةٌ بالإجماع، إلا أن هناك قولاً لابنِ عباس، انها مكيةُ كُلها، إلا آيتين، وقال ابن يسار أن فيها آية مدنية. [٢]
وقد وجهت السورة النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرته الدعوية، وكيف يسير فيها ويتعامل مع مجرياتِ الأحداث، وكيف يتعامل مع من صدَ وكفر بدعوته، وسميت سورةُ المزمل بهذا الاسم، لأنها ابتدأت الحديث عن المُزمل، وهو النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه وابتداء رسالته، والمزملُ هو المُلتف بثيابه، وهو اسمٌ من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أمره الله سبحانه وتعالى في بداية الآيات أن يترك التزمل، ويبدأ بتبليغ الرسالة، وكان هذا هو سبب نزول سورة المزمل. وهناك مناسبةٌ بين سورة المزمل والسورة التي سبقتها، وهي سورة الجن ، فقد ختمَ الله تعالى سورة الجن بذكر رسالات الرسل وتبليغهم لها، وابتدأ سورة المزمل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ، وإندار قومه وأن ينشغل بالدعوة، ويقوم الليل عبادةً لله تعالى، وفي سورة الجن بينَ الله تعالى موقف قريش وأفعالهم من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مطلع سورة المزمل أمرهُ بالدعوة، وكأنَ فيه إشارة للنبي صلى الله عليه مع ما يلاقيه من أذى أن يستمر في دعوته لقومه.