وبالانطلاق من مدلول الآية؛ فترك الصلاة تكاسلا يُصنّف دون الشرك الأكبر الايماني العقائدي، ويظل من الكبائر التي يرجع أمر فاعلها إلى الله، فإن شاء غفر ورحم وإن شاء عذَّب وعاقب. ويؤكّد هذا المعنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "خمسُ صلواتٍ كتبَهنَّ اللَّهُ على العبادِ، فمن جاءَ بِهنَّ لم يضيِّع منْهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ، كانَ لَهُ عندَ اللَّهِ عَهدٌ أن يدخلَهُ الجنَّةَ، ومن لم يأتِ بِهنَّ فليسَ لَهُ عندَ اللَّهِ عَهدٌ، إن شاءَ عذَّبَهُ، وإن شاءَ أدخلَهُ الجنَّةَ" [3] الراوي: الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبادة بن الصامت ، الصفحة أو الرقم: 1420 ، حكم الحديث: صحيح. ما حكم تارك الصلاة تكاسلاً؟ لمعالي الشيخ صالح الفوزان - YouTube. وتجدر الإشارة إلى أنّ المشهور عند بعض أهل العلم كالامام أحمد والقيراوني وآخرون أن تارك الصـلاة كسلا وتهاونا كافر، وذلك بنص الحديث الذي يقول: "العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمَنْ تَرَكَهَا فقدْ كَفَرَ" [4] الراوي: ابن تيمية، في شرح العمدة (الصلاة)، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 74، على شرط مسلم [5] معشوق الخزنوي، حـكم تارك الصلاة، الصفحة 10-16، (بتصرّف). حكم تارك الصلاة جحودا
تارك الصلاة جحودا هو كافرٌ مرتد عن الدين، لأنه ينكر ويجحد بفريضةٍ واضحة ومثبتة بنص القرآن والحديث [6] ابن قدامة المقدسي، المغني، الجزء2، الصفحة 329، (بتصرف).
- ما حكم تارك الصلاة تكاسلاً؟ لمعالي الشيخ صالح الفوزان - YouTube
ما حكم تارك الصلاة تكاسلاً؟ لمعالي الشيخ صالح الفوزان - Youtube
تاريخ النشر: الإثنين 20 محرم 1429 هـ - 28-1-2008 م
التقييم:
رقم الفتوى: 103984
106269
0
532
السؤال
ذكرتم في الفتوى رقم 68656 القول بعدم كفر تارك الصلاة تكاسلا، ومن ضمن الفتوى هذا الكلام، ولأن ذلك إجماع المسلمين، فإنا لا نعلم في عصر من الأعصار أحداً من تاركي الصلاة ترك تغسيله، والصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين، ولا منع ورثته ميراثه، ولا منع هو ميراث مورثه، ولا فُرِّق بين زوجين لترك الصلاة من أحدهما، مع كثرة تاركي الصلاة، ولو كان كافرا لثبتت هذه الأحكام كلها، ولا نعلم بين المسلمين خلافا في أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها، ولو كان مرتدا لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام. وأما الأحاديث المتقدمة -الدالة على كفر تارك الصلاة- فهي على سبيل التغليظ، والتشبيه له بالكفار، لا على الحقيقة، كقوله عليه السلام: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر. وقوله: كفر بالله تبرؤ من نسب وإن دق. وقوله: من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما. وقوله: من أتى حائضا أو امرأة في دبرها، فقد كفر بما أنزل على محمد. قال: ومن قال: مطرنا بنوء الكواكب، فهو كافر بالله، مؤمن بالكواكب. وقوله: من حلف بغير الله فقد أشرك. وقوله: شارب الخمر كعابد وثن.
اهـ. وأما كيفية توبته لو كفر بتركها كسلًا: فإن توبته أن يصلي، وقيل يأتي بالشهادتين؛ قال البهوتي في كشاف القناع: (فإن تاب) من ترك الصلاة تهاونًا وكسلًا (بفعلها) أي بفعل الصلاة خلي سبيله، نقل صالح توبته أن يصلي لأن كفره بالامتناع منها، فحصلت توبته بها، بخلاف جاحدها؛ فإن توبته إقراره بما جحده مع الشهادتين، كما يعلم مما يأتي في باب المرتد. اهـ.