تفسير: لا يسأل عما يفعل وهم يسألون - YouTube
- لا يسأل عما يفعل وهم يسألون | موقع البطاقة الدعوي
- صحيفة تواصل الالكترونية
- الأنبياء الآية ٢٣Al-Anbya:23 | 21:23 - Quran O
- لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ - بوابة الفتح
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون | موقع البطاقة الدعوي
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
وقال الله تعالى:
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
( الأنبياء: 23)
—
أي إن من دلائل تفرده سبحانه بالخلق والعبادة أنه لا يسأل عن قضائه في خلقه, وجميع خلقه يسألون عن أفعالهم. التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
صحيفة تواصل الالكترونية
قال الماوردي: قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُواْ ءَالِهَةً مِّنَ الأرض} أي مما خلق في الأرض. {هُمُ يُنشِرُونَ} فيه قولان: أحدهما: يخلقون، قاله قطرب. الثاني: قاله مجاهد، يحيون، يعني الموتى، يقال: أنشر الله الموتى فنشروا أي أحياهم فحيوا، مأخوذ من النشر بعد الطي، قال الشاعر: حتى يقول الناس مما رأوا ** يا عجبًا للميت الناشِر قوله تبارك وتعالى: {لَوْ كَانَ فيهما} يعني في السماء والأرض. {ءَالهِةٌ إِلاَّ اللَّهُ} فيه وجهان: أحدهما: معناه سوى الله، قاله الفراء. الثاني: أن إلا الواو، وتقديره: لو كان فيهما آلهة والله لفسدتا، أي لهلكتا بالفساد فعلى الوجه الأول يكون المقصود به إبطال عباد غيره لعجزه عن أن يكون إلهًا لعجزه عن قدرة الله، وعلى الوجه الآخر يكون المقصود به إثبات وحدانية الله عن أن يكون له شريك يعارضه في ملكه. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون | موقع البطاقة الدعوي. قوله عز وجل: {لاَ يُسْأَلُ عَمَا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا يسأل الخلق الخالق عن قضائه في خلقه، وهو يسأل الخلق عن عملهم، قاله ابن جريج. الثاني: لا يسأل عن فعله، لأن كل فعله صواب وهولا يريد عليه الثواب، وهم يسألون عن أفعالهم، لأنه قد يجوز أن تكون في غير صواب، وقد لا يريدون بها الثواب إن كانت صوابًا فلا تكون عبادة، كما قال تعالى: {ليسأل الصادقين عن صدقهم} [الأحزاب: 8].
الأنبياء الآية ٢٣Al-Anbya:23 | 21:23 - Quran O
وقد اتفق سلف الأمة على أن الشقي من شقي في بطن أمه، أي: أن الشقاء يكتب قبل الخلق، وقد أشار حديث ابن مسعود الذي في صحيح مسلم إلى مراحل وأطوار الخلق، وما يكون من مجيء الملك لكتابة الأربع الكلمات التي تكون قبل خلق الإنسان. قال رحمه الله: (يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته): وهذا يدل على أن ما يكون من هداية المهتدين ومن ضلال الضالين، إنما هو بمشيئة الله عز وجل، ومشيئته ليست مجردة عن حكمته بل كل ما شاءه فلحكمة، فهو الحكيم الخبير سبحانه وبحمده.
لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ - بوابة الفتح
وإن من مظاهر غلبة حب الدنيا على القلوب، واستيلائها على النفوس لدى البعض، أن لا يكون لهم همٌّ إلا البحث عن الجاه العريض، والشهرة الواسعة، وإن كان على حساب الدين والفضيلة، وآخرون ليس لهم همٌّ سوى جمع الأموال، وتضخيم الثروات، حتى سلكوا في تحصيل ذلك مسالك مشبوهة، وسبلاً محرمة، وقد روي عنه e أنه قال في معرض التحذير من ذلك، وبيان عاقبته على صاحبه: (والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يُتقبل منه عمل أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به). رواه الطبراني وغيره.
وقد أمر -سبحانه- بالعدل: ( إِنَّ اللَّـهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ) (النحل:90) ، ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) (النساء:58) ، ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) (الأنعام:152) ، وفي الحديث المتفق عليه: ( فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ). وحرَّم الظلم على نفسه، وجعله بين الناس مُحرَّمًا: ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا) (رواه مسلم). وقال -تعالى-: ( إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) (النساء:40). قال الإمام الطحاوي -رحمه الله-: "يهدي مَن يشاء، ويعصم ويعافي فضلًا، ويضل مَن يشاء، ويخذل ويبتلي عدلًا" (الطحاوية). وأما كمال رحمته، فقد وسعت كل شيء: ( وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ) (الأعراف:156) ، فسبحانه حليم لا يعجل، يُمهل عباده، ولا يعاجلهم بعقابه، مع قدرته عليهم، سبقت رحمته غضبه، وفي الحديث المتفق عليه: ( لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي)؛ يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويفرح بتوبة مَن تاب إليه وأناب.
لذلك، ورد في الحديث: (يقال يوم القيامة للعاصي: لماذا لم تعمل؟! فإذا قال: لم أعلم، قيل له: هلا تعلمت؟! )(18). تماماً... كما لا يعذر الجهل أو التجاهل للتكوين، فإذا تناول أحد السم وقال: (لم أعلم)؛ لم ينقذه قوله هذا من التأثر بالسم. وما دام التشريع إرشاداً إلى الجزء غير المنظور من الواقع القائم، فالمتسائل بصدق يعطى الجواب حتى القناعة. وأما المتسائل بعناد، فيقال له: (هذا... الواقع، وإذا لم يعجبك فافعل ما تريد). وتلك التعابير القرآنية والروائية التي أثبتناها مع السؤال، كلها تعابير تعجيزية، لتكبيت المتعنتين. ونجد في القرآن تعابير أقسى منها:
((من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة، فليمدد بسبب إلى السماء، ثم ليقطع، فلينظر: هل يذهبن كيده ما يغيظ؟! ))(19). ((يا معشر الجن والإنس! إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض، فانفذوا. لا تنفذون إلا بسلطان * فبأي آلاء ربكما تكذبان؟! * يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس، فلا تنتصران))(20). 4- بالإضافة إلى: أن كل تلك الآيات والروايات – ونظرائها – صحيحة، ونترك بيان كل واحدة منها لموردها من القرآن، ونكتفي ببيان الآية التي نسير في ظلها:
((لا يُسأل عما يفعل، وهم يُسألون)).