وكيف لا يحافظ المسلم على أداء الصلاة، وقد أمرنا الله بذلك، فقال: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ {البقرة:238}؟! فأي مصيبة أعظم من عدم المحافظة على الصلاة!!. ونقول للسائل: لم لا تصلي؟ ألا تخاف من الله؟ ألا تخشى الموت؟. أما تعلم أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر. رواه الترمذي، وحسنه، وأبو داود، والنسائي. وماذا يكون جوابك لربك حين يسألك عن الصلاة؟
ألا تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف أمته يوم القيامة بالغرة والتحجيل من أثر الوضوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء. عقوبة تارك الصلاة؟. رواه البخاري، ومسلم. و(الغرة): بياض الوجه، و(التحجيل): بياض في اليدين والرجلين. كيف بالمرء حينما يأتي يوم القيامة، وليس عنده هذه العلامة، وهي من خصائص الأمة المحمدية، بل لقد وصف الله أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح: 29]!!. وقد تكلم العلماء باستفاضة عن عقوبة تارك الصلاة، كما في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي.
عقوبة تارك الصلاة في الدنيا والآخرة - إسلام ويب - مركز الفتوى
السؤال: شيخ عبدالعزيز! عقوبة تارك الصلاة في الدنيا والآخرة - إسلام ويب - مركز الفتوى. نعود في بداية لقائنا إلى رسالة الأخ أحمد جليدان من الأمارات العربية المتحدة، أخونا عرضنا بعض أسئلته في حلقة مضت وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: ما صحة ما نشر في بعض الكتب عن تارك الصلاة أنه يعاقب بخمس عشرة عقوبة منها ثلاث في الدنيا وثلاث عند الموت وثلاث في القبر وست في يوم القيامة، هل هذا صحيح أو مكذوب؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: هذا الحديث المذكور في بيان عقوبة تارك الصلاة في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة ليس له أصل بل هو مكذوب على النبي عليه الصلاة والسلام، نبه على ذلك جمع من أهل العلم منهم الحافظ ابن حجر رحمة الله عليه في كتابه لسان الميزان. فهو حديث موضوع مكذوب عن النبي ﷺ، وفيما صح عن رسول الله ﷺ غنية عما يخالف ذلك، والله قد بين في كتابه الكريم عظم شأن الصلاة والوعيد في حق من تركها، حيث قال سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] وحيث قال سبحانه: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم:59] يعني: خسارًا ودمارًا، وقيل: معناه: واد في جهنم خبيث طعمه بعيد قعره، وقال عز وجل: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5].
عقوبة تارك الصلاة؟
كما أن الصلاة تبعث في النفس الراحة والسكينة والطمأنينة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد فيها راحة الدنيا ويعلّم أصحابه الكرام ذلك، فقد كان يأمر الصحابي الجليل بلال بن رباح بالأذان ونداء الصلاة ويقول" أرحنا بالصلاة يا بلال". ومن فوائد الصلاة للمسلم هو حصاد الخير في الآخرة، حيث أن الصلاة تمحو الذنوب الدنيوية بشكل مستمر، حيث أن الوضوء والتجهيز للصلاة ثم إقامة الصلاة من شأنها تطهير الإنسان من ذنوبه المستمرة طوال اليوم والليلة ما لم يرتكب الكبائر التي تحتاج لتوبة خاصة منها وندم. عقوبه تارك الصلاه في الدنيا والاخره. والمسلم المداوم للصلاة عنده فرصة ذهبية لاستجابة دعائه، حيث من أوقات استجابة الدعاء هو ما بين الأذان والإقامة، كما أن دعاء العبد لربه وهو ساجد من الأمور الهامة لاستجابة الدعاء، كما أن السجود يبعث في النفس راحة كبيرة لأن أقرب ما يكون العبد وربه وهو ساجد. كل هذه الفوائد التي تعرفت عليها أخي المسلم، يقابلها عقوبات في الدنيا و الآخرة في حال ترك الصلاة كسلاً أو عدم الاعتقاد بها أساساً. 15 عقوبة لتارك الصلاة احذر أخي الكريم من ترك الصلاة ، فإن ركن الصلاة من الأركان الهامة بل إن ما بين المسلم والكفر شعرة وهي الصلاة، وقد حدد الله تعالى عقوبة على تارك الصلاة في الدنيا والآخرة وهذه العقوبات هي: نزع البركة من العمر، وهذه البركة تعني ان عمره حتى لو كان طويلاً لا ترى فيه إلا النذر اليسير من الخير في الدنيا بل إن معظمه ذهب سدى في الشر.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا واللواط والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العلمين. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23].. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]. عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا [النحل:90-91] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.