هذه سورةُ الحديدِ، لأنَّ اللهَ قالَ فيها: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} [الحديد:25]، وهذه السُّورةُ أغلبُها من القرآنِ المكِّيِّ الَّذي نزلَ قبلَ الهجرة، وفيها آياتٌ من القرآن المدنيِّ كالآياتِ الأخيرةِ فيها. وافتُتِحَتْ بهذا التَّسبيحِ والتَّمجيد: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء:44]، وأخبرَ تعالى أنَّ له ملكُ السَّمواتِ والأرضِ فهو المالكُ لها وهو المدبِّرُ لكلِّ العالمِ العلويِّ والسُّفليِّ، وهو مالكُها، وهو الملكُ، وهو ملكُها، ومن أفعالِه أنَّه يحيي ويميتُ، كم يحيي! معني التسبيح في قوله تعالي ((يسبح لله مافي السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم )) - أفضل إجابة. وكم يحيي! وكم يميتُ!
لله مافي السموات والارض سورة البقرة
تاريخ النشر: الإثنين 18 ذو القعدة 1423 هـ - 20-1-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 27511
23549
0
391
السؤال
ما الفرق بين قوله تعالى ".... له من في السموات والأرض... (1) من قوله تعالى {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض} الآية 1 إلى قوله تعالى {وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني} الآية 5 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. النور 41 وقوله تعالى " يسبح لله ما في السموات وما في الأرض... الجمعة 1 التغابن 1 ؟جزاكم الله خيراً عما تقدموه للإسلام من العمل الجليل ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى يقول في سورة النور الآية 41: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [النور:41]. ويقول سبحانه في سورة التغابن الآية 1: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التغابن:1]. ويقول عز وجل في سورة الجمعة الآية 1: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [الجمعة:1]. والفرق بين الآيات أنه في آية النور جاء التعبير بـ"من" وفي آية الجمعة وآية التغابن جاء التعبير بـ"ما" ومن في الغالب تكون للعاقل، وفي ذلك من رقيِّ الأسلوب ما يدهش العقول حيث إن باب التغليب في اللغة باب واسع فتارة يغلب العاقل على غير العاقل، وتارة يغلب المذكر على المؤنث، وتارة يغلب المتكلم على المخاطب، وفي هذا من التنويع والتشويق مع عدم التكرار ما يبين إعجاز القرآن، وحيث عبر بـ"ما" فلأنها تتناول الأجناس كلها تناولاً عاماً بأصل الوضع، والإتيان بـ"ما" هو من باب تغليب الأكثر على الأقل.
سورة سبح لله مافي السموات والارض
يخبر تعالى أنه يسبح له ما في السموات والأرض أي: من الحيوانات والنباتات، كما قال في الآية الأخرى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا [سورة الإسراء: 44]. قال: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ التسبيح هو التنزيه، وذكره هنا بصيغة الماضي، وفي الآية الأخرى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بصيغة المضارع، وفي سورة الأعلى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [سورة الأعلى:1] والأمر للمستقبل، فالله -تبارك وتعالى- مستحق للتسبيح في الأزمنة الثلاثة في الماضي والحاضر والمستقبل. وهنا قال: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فـ "ما" هذه تفيد العموم، ويوضح ذلك قوله -تبارك وتعالى- في الآية الأخرى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [سورة الإسراء:44]، فدل ذلك على أن المسبحات تشمل ما يعقل وما لا يعقل، ويمكن أن يقال: إنه عبر هنا بـ"ما" التي تستعمل فيما لا يعقل من باب التغليب، لأن الجمادات، وما أشبه ذلك أكثر وأغلب، فعبر به.
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ
الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) الحشر
2. سَبَّحَ
لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) الحديد
الضبط:وفي باقي المسبحات ( مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) سواء بـ سبح
أو يسبح ، لاحظ أنه في سور المسبحات
إذا كرّر ( ما) فالكلام بعدها يكون على
أهل الأرض. وإذا لم يكرر ( ما) فالكلام ليس على أهل
الآرض وإنما على شيء آخر. ثانيا: ضبط الآيات التي
ذُكر فيها ( مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)
الضبط:نجمعها بجملة: حج يونس إلى زمر النمل:
وفي غيرهم في القرآن يأتي ( مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
ثالثا: ضبط لِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ:
وفائدة ضبط هذه
الصيغة حتى لا تلتبس مع ( لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)
أولا: (لِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) بدون واو
1. لِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) المائدة
2. سورة سبح لله مافي السموات والارض. لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ
الذُّكُورَ (49) الشورى
جاءت مرتان في القرآن في سورة المائدة والشورى يجمعها قول: مائدة الشورى
ثانيا: (وَلِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) بإضافة الواو:
1.