احترام الكبير والعطف على الصغير. احترام الكبير والعطف على الصغير. الإسلام والاحترام
إن الاسلام دين الحق ودين الأخلاق، حيث لم يقم بترك أي شيء ينفع الأمة واحترامها إلا وقدمه لنا وقام بشرحه، فالإسلام أوصانا على احترام وتقديرالذين يكبروننا عمراً، والعطف على الشخص الأصغر منا، ليصبح من أخلاقنا ومبادئنا أن نعطي الكبير حقه من الاحترام والتقدير، ومراعاة صغير السن بالحسنى والقول الحسن، والرسول الكريم قد أهتم كثيراً بهذا الجانب وكان أساسه في التعامل مع أصحابه ليعلمنا أسمى القيم وأجلّها فكان عليه الصلاة والسلام المثل الأعلى في تعاملاته. العطف على الصغير
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أتُقَبِّلونَ صِّبْيانَكُمْ فوَاللهِ ما نُقَبِّلُهُمْ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَوَ أَمْلِكُ لكَ أنْ نزعَ اللهُ من قلبِكَ الرَّحْمَةَ ؟)[صحيح]. قبَّل رسول الله صلّى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ( مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ
الحياء من الكبير
روى ابن ماجة والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما كان الفحشُ في شيءٍ إلا شانَه ، وما كان الحياءُ في شيءٍ إلا زانَه)[صحيح].
احترام الكبير والعطف على الصغير
[٨]
مظاهر العطف على الصغير في الإسلام
كان خلقه -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فمن أجمل مظاهر العطف على الصغار حين كان يصلى رسولنا الكريم وأقبل ابن ابنته الحسن أو الحسين وارتحله، ففي الحديث الشريف: (يا رسولَ اللهِ، إنَّكَ سجَدتَ بينَ ظَهْرانَيْ صلاتِكَ سَجْدةً أطَلتَها، حتى ظنَنَّا أنَّه قد حدَثَ أمرٌ، أو أنَّه يُوحَى إليكَ؟! قال: كلُّ ذلكَ لم يكُنْ؛ ولكنَّ ابني ارتَحَلني، فكرِهتُ أنْ أُعجِّلَه حتى يَقْضيَ حاجتَه). [٩] ويكون العطف بعدة مظاهر منها:
الإحسان إليه بتقديم حاجياته بأكمل وجه وعدم إهماله من تأمين أساسيات الحياة. توجيهه فيما لا يعلم برفق وعدم رفع الصوت ونهره. حديث احترام الكبير والعطف على الصغير. مداعبته والسماح له بالمشاركة في الحديث. عدم التفرقة بين الصغار عند اجتماعهم في مكان ما. رفع معنوياته وإعطائه حس المسؤولية ليشعر أن له دوراً مجتمعياً مهماً. أدلة على احترام الكبير والعطف على الصغير
الرحمة صفة حميدة، وصفة جليلة يتراحم بها الناس ويتعاونون، وهي في الإنسان رقّة في القلب تحمله على التفضل والإحسان، وهي من السمات التي زيّن الإسلام بها الحياة، فبالرحمة نعطف على أبنائنا الصغار، ونحسن الى آبائنا الكبار ونوقرهم، و قدوتنا المثل الأعلى -صلى الله عليه وسلم-، حيث يجسّد بسيرته نماذج شتى من احترام الكبير والعطف على الصغير، ومما يدلّ على ذلك: [١٠]
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلم-: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا).
- أن
تجلسه في أفضل مكان. - أن تساعده في حمل أمتعته. - أن تقوم له وتجلسه. الأكل مع
الكبير: - أن تحرص على أن يبدأ الطعام أولاً. - أن تتجنب تناول الطعام مما يليه. -
أن تقوم على خدمته. أثناء المسير: حقوق الكبير في الطريق: - أن تحرص على عدم المشي
أمامه إلا أن تسترشد له الطريق. - أن تأخذ بيد الشيخ
الكبير، وترشده عند عبور الطريق. الكبير والزيارة: - حُسن تحري وقت الزيارة، وألا
تتصل عليه في أوقات راحته إلا لضرورة. - ألا تطيل عليه في الحديث. - أن تتجنب
استخدام الهاتف في حضرته إلا بإذنه. الكبير وشئون حياتك: - أن تعمل بتوجيهات
الكبير في كل أمر إلا في المعصية. - أن تحرص على مشاورته في كل الأعمال والأمور. -
أن تقبل نصيحته بنفس راضية من غير تضجر ولا تبرم ولا ملل. أثناء النوم والراحة: -
أن تحافظ على الهدوء في أوقات راحته. الكبير والسلبيات: - أن تتجنب لومه أو النظر
إليه بغضب إذا عمل عملاً لا يعجبك. - ألا تلحَّ عليه إذا كسل، وألا تراجعه إذا
امتنع. - ألا تبحث عن أخطائه. - أن تقبل معذرته إن أخطأ أو زلَّ. - ألا تعرض عنه
أو تظهر الملل من طول صحبته. (الاحترام) قيمة رائعة تجعل للحياة روحًا وقيمةً
ونظامًا راقيًا، وهذه القيمة كطبيعة كل القيم جب أن تكون ثابتةً ومستقرةً ودائمةً،
ولا تتغير بتغير الزمن أو الظروف والأحوال، بل يجب أن يكون الالتزام بها سلوكًا
طبيعيًّا، يحرص الجميع عليه برضاء نفس وطيب خاطر وبنية التعبد لله تعالى؛ فتكون
النتيجة رقي السلوك وعظم الأجر.