قلت «مهري هو الحرية، فلا أريد منك سوى عصمتي بيدي». لا أظن أنه فهم ما معنى العصمة، فقبل مباشرة، وزوجنا الشيخ، وبدأنا رحلتنا الأولى معاً، التي دامت تسعة أشهر. بعد ساعات كنا على طائرة فرنسية، متوجهين إلى باريس، حيث كنا نعرف أن عز دين قلق كان بانتظارنا في المطار. حينها كنت في الثامنة عشرة من عمري. بقلم رنا قباني
- محمود درويش.. أحب يهودية وتزوج مصرية وعمل مستشارًا للرئيس الفلسطيني | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
محمود درويش.. أحب يهودية وتزوج مصرية وعمل مستشارًا للرئيس الفلسطيني | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
كيف تتعاطى كل واحدة منهنّ مع طبيعتها.. وكيف ترى نفسها
وكيف ترى المشهد من منظورها..
كيف تعبّر..
يقول درويش على لسان ريتا:
هل لبست سواي ؟ هل سكنتك إمرأةٌ
لتجهش كلما التفّت على جذعي فُروعُكَ ؟
حُكَّ لي قدمي وحُكَّ دَمي لنعرف ما
تخلفه العواصفُ والسُّيولُ
منِّي ومنك …
( ……)
وتقول لي:
لا تقرأ الآن الجريدة ، فالطبول هي الطبول
والحرب ليست مهنتي. وأنا أنا.
تأويل هذه القصيدة من داخلها أبعدُ قليلًا عن حياة درويش الخاصّة، أبعدُ قليلًا عمّا درسناه تقليديًّا في مدارسنا وجامعتنا. توتُ السياج على أظافرها يضيء الملح في جسدي. أحبّك! نام عصفوران تحت يدي
نامت موجة القمح النبيل على تنفّسها البطيء
ووردةٌ حمراء نامت في الممرّ
ونام ليلٌ لا يطول
والبحر نام أمام نافذتي على إيقاع ريتا
يعلو ويهبط في أشعّة صدرها العاري
فنامي! محمود درويش.. أحب يهودية وتزوج مصرية وعمل مستشارًا للرئيس الفلسطيني | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية. بعيدًا عن جماليّة النصّ؛ فإنّ التبحّر قليلًا في هذا المقطع يعطي صورة لجلسة حميميّة جدًّا، بدايةً من نوم العصفورين تحت يديه، وكأنّهما نهدان، وكأنّما القمح النبيل كان في تنفّسها البطيء؛ لحظة جسديّة حميميّة يتجلّى فيها هو، والممرّ جسد الفتاة وما في داخله، ويستمرّ المشهد كأنّما هي ليلة مميّزة. النصّ داخل نفسه يفتح تأويلًا طويلًا، يحيل تارةً إلى مشاهد حميميّة عبر صور أدبيّة رفيعة، ويدلّ تارةً أخرى على وطن سُلِب في مبنًى أوضح؛ فالنهر هو الأقرب إلى نهر الأردنّ، والتيه حول النهر، وحالة الارتباك بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين، وأن يغدو النهر واحدًا. أهي ريتا واحدة أم عدّة؟ أهي حالة يجب على المتلقّي أن يفهمها تبعًا لتسلسل وحمولة تاريخيّة عميقة، أم هي حالة رفض له ولصوته ولصوتها الّذي وظّفه ووظّفها...
هل يُعقَل أن تكون ريتا درويش جزءًا فعليًّا من مشكلة، كما واجهها درويش واجهها الكثيرون في حبّ إنسان إسرائيليّ، ليتفجّر مجدّدًا سؤال حول إنسانيّة هذا الحبّ الطويل والبعيد[5]، والمربوط بالمجهول وبالزحف والخوف، بحالة الدخول والخروج وسيل الذاكرة والقضيّة والاحتلال، وسيل دماء الشهداء في درب قطعه الكثيرون عبر الأقدام، هروبًا من الاحتلال في مياه هذا النهر الّذي عبره الكثير من الفدائيّين، هربًا من نتائج الاحتلال المتوحّش.