أهـ. فعلى المرء أن ينظر في أعماله وأقواله فهل هي موافقة للقرآن الكريم ولما جاء به النبي ، وهل هو ممن حاسب نفسه قبل أن تحاسب فينجو بأذن الله تعالى من كل ما يغضب الرب، فحري بالمسلم أن يجتهد فيما يكتبه ويتحرى الصواب وهل هو موافق لأقوال السلف أم ْ لا ؟ فالعاقل خصيم نفسه. قال الشوكاني ـ ـ في الآية: " وفي هذا وعيد عظيم وتهديد بالغ ". وقال الشنقيطي ـ ـ: " وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، من أنهم يبدوا لهم يوم القيامة حقيقة ما كانوا يعملونه في الدنيا جاء موضحاً في آيات أخر، كقوله تعالى: ( هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت) وقوله تعالى: (ينبأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر) ، وقوله تعالى (علمت نفس ما قدّمت وأخّرت)، وقوله تعالى ( ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداَ) وقوله تعالى: ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً) إلى غير ذلك من الآيات ". ولقد أحسن الشاعر حين قال:
ولــــو أنـــا إذا متنا تــركنا... لكان الموت راحة كل حييّ
ولكـنا إذا متـــنا بعــــــثنا... {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} - أحمد قوشتي عبد الرحيم - طريق الإسلام. فيسأل ربنــا عن كــل شيءِ 2016-08-17, 07:33 AM #2 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
وقال عكرمة بن عمار: جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعاً شديداً, فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أخاف آية من كتاب الله "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب.
- وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ - من إدلب
- ( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) | شبكة بينونة للعلوم الشرعية
- {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} - أحمد قوشتي عبد الرحيم - طريق الإسلام
وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ - من إدلب
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. أما بعد: لما أتت محمد بن المنكدر الوفاة بكى بكاءً شديداً، فأحضروا له أبا حازم من أجل أن يخفف عنه، فسأله أبو حازم عن سبب بكائه، فقال: سمعت الله عز وجل يقول: وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر:47]، فأخاف أن يبدو لي من الله عز وجل ما لم أكن أحتسب. فأخذ أبو حازم يبكي معه، فقالوا له: أتينا بك من أجل أن تخفف عنه فزدت في بكائه.
( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) | شبكة بينونة للعلوم الشرعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأمل في قوله تعالى:
{وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}
هذه الآية كانت تشتدُّ على الخائفين من العارفين، فإنها تقتضي أنَّ من العباد من يبدو له عند لقاء الله ما لم يكن يحتسب، مثل: أن يكون غافلاً عما بين يديه معرضاً عنه، غير عامل ولا يحتسب له، فإذا كُشف الغطاء عاين تلك الأهوال الفظيعة، فبدا له ما لم يكن في حسابه. ولهذا قال عمر رضي الله عنه: لو أن لي ملء الأرض ذهبـــــــاً لافتديت به من هــــــــــــول المطلع. وفي الحديث: « لا تَمنّوا الموت فـــــــــــإن هول المطلع شــــــــديد، وإن من سعادة المرء أن يطــــــول عمره ويرزقه الله الإنابــــــــة ». وقال بعض حكماء السلف:كم من موقف خزي يوم القيامة لم يخطر على بالك قط. ونظير هذا قوله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}
ويشتمل على ما هو أعم من ذلك وهو أن يكون له أعمال يرجو بها الخير فتصير هباء منثوراً وتبدل سيئات. ( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) | شبكة بينونة للعلوم الشرعية. وقد قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}. قال الفضيل في هذه الآية: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}
قال: عملوا أعمالاً وحسبوا أنها حسنات فإذا هي سيئات.
{وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} - أحمد قوشتي عبد الرحيم - طريق الإسلام
محاسبة النفس
الأرشيف
من أعظم أسباب النّجاح والفلاح في الدّنيا والآخرة، أن يكون العبد المؤمن دائم التّأنيب والمراجعة لنفسه، يتصيّد عثراتها ويتلمّس نقائصها، يلومها ويؤنّبها، يعظها ويذكّرها، ينذرها ويزجرها، ويسعى جاهدا ليقوّم اعوجاجها. لا يغفل عنها ولا يحسن بها الظنّ، ومهما بدا له من صلاحها فإنّ ذلك لا يحجب عنه مواطن النّقص والخلل فيها. يخشى عليها الفتن ويخاف من سطوتها وطغيانها، ويحاسبها ويُعدّها للحساب، حتى إذا لقي الله، وكان يوم الحساب، أبدله الله بخوفه أمنا وبكثرة محاسبته لنفسه في الدّنيا مغفرة وعفوا وغفرانا في الآخرة. ومن أعظم أسباب الخسران في الدّنيا والآخرة، أن يركن الإنسان إلى نفسه ويطمئنّ لحالها وينقاد لأهوائها، ويغفل عن محاسبتها، ويأنس لأمانيها الكاذبة، حتى إذا لقي الله وعُرض للحساب، وجدا ما لم يكن يتوقّعه.. ((وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)).. إنّها الخسارة التي ما بعدها خسارة، عندما يحسن العبد الظنّ بنفسه ويطمئنّ إلى سعيه، وفي آخر لحظات حياته ويوم القيامة يجد أمرا آخر غير ما كان يظنّ وينتظر ويتوقّع.
وقريب من هذا أن يعمل الإنسان ذنباً يحتقره، ويستهون به فيكون هو سبب هلاكه، كما قال تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
وقال بعض الصحابة:إنكم تعملون أعمالاً هي أدقُّ في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. وأصعب من هذا من زُيّن له سوء عمله فرآه حسناً قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
قال ابن عيينه: لما حضرت محمد بن المنكدر الوفاة جزع فدَعوا له أبا حازم فجــــاء، فقال له ابن المنكدر:
إن الله يقول: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} فأخاف أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب. فجعلا يبكيان جميعاً. فقال له أهله:دعوناك لتخفف عليه فزدته فأخبرهم بما قال. وكان سفيان الثوري يقول عند هذه الآية: ويـــــــــــــلٌ لأهل
الر ياء من هــــــــــــــــــــــــ ـذه الآية. وهذا كما في حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار؛ العالم والمتصدق والمجاهد. وكذلك من عمل أعمالاً صالحة وكانت عليه مظالم فهو يظنُّ أنَّ أعماله تنجيه فيبدو له من الله ما لم يكن يحتسب، فيقتسم الغرماء أعماله كلها ثم يفضل لهم فضل فيطرح من سيئاتهم عليه ثم يطرح في النار.