تاريخ النشر: الإثنين 22 شوال 1435 هـ - 18-8-2014 م
التقييم:
رقم الفتوى: 264523
48252
0
326
السؤال
أريد أن أفهم شيئا حيرني كثيرا في قصة سيدنا إبراهيم الخليل، عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم.
عندما نقرأ في قصص الأنبياء ذكر أهل الأخبار والتفسير أن سيدنا إبراهيم كان عمره 86 سنة، عندما ولد ابنه إسماعيل، وسيدنا إبراهيم جاء قبل سيدنا موسى بزمن كبير؛ ولذلك يجب أن يكون عمر سيدنا إبراهيم وقومه أكبر من عمر سيدنا موسى وقومه.
قال موسى في ليلة الإسراء والمعراج: غلام بعث بعدي، يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي.
ومعنى كلمة: غلام أن عُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة لعمر موسى وقومه قصير جدا؛ لذلك قال عنه: غلام.
هل أهل الأخبار والتفسير عندما ذكروا عمر سيدنا إبراهيم، لا يقصدون عمره الحقيقي، وإنما يقصدون تقريب عمره لعمرنا نحن؛ كي نفهم المعجزة، أم إن كلامهم حقيقي، وأن عمر سيدنا إبراهيم آنذاك كان 86 سنة؟
أريد أن أفهم هذه القصة جيدا. الصحيح في سن نبي الله إبراهيم عند ولادة إسماعيل عليهما السلام - إسلام ويب - مركز الفتوى.
وشكرا مقدما لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكره أهل الأخبار من أن عمر إبراهيم عليه السلام، عندما ولد ابنه إسماعيل ، كان ستا وثمانين سنة، يريدون به حقيقة عمره عندما ولد إسماعيل.
ولد ابراهيم عليه السلام والنار
وأما قوله تعالى: {إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} [الأنعام: 146] فإنه يعني: إلا شحوم الجنب وما علق بالظهر، فإنها لم تحرم عليهم. وقوله: {أَوِ الْحَوَايَا} [الأنعام: 146] جمع حاوية: وهي ما تحوى من البطن فاجتمع واستدار، وهي المباعر، وقوله تعالى: {أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} [الأنعام: 146] وإلا ما اختلط بعظم فهو لهم أيضا حلال.
ولد ابراهيم عليه السلام عربي
فأمّا إسماعيل عليه السّلام فهو ابن إبراهيم عليه السّلام من زوجته هاجر، وكما هو معلوم فإنّ إبراهيم عليه السلام لم يكن ينجب من زوجته الأولى سارة، فتزوّج هاجر، والتي أنجبت له ابنه إسماعيل عليه السّلام. وبعد فترة من الزّمن ولمّا كان لوط عليه السّلام، وهو نبيّ كريم قريب لإبراهيم، يدعو قومه في سدوم، وعندما استكبروا وازداد طغيانهم في الأرض، جاءت الملائكة إليه لتبشّره بأنّ زوجته سارة التي كبرت في السنّ سوف تحمل بنبيّ الله إسحاق عليه السّلام، وتخبره أنّها جاءت أيضاً لتهلك قوم لوط، وفعلاً هذا ما قد كان فقد حملت سارة بإسحاق، فأصبح لدى إبراهيم ابنين اثنين، وهما اللذان ورد ذكرهما في القرآن الكريم وفي باقي الكتب السّماوية، وأمّا الطبري فقد ذكر في تاريخه أنّ إبراهيم عليه السّلام كان له ثلاثة عشر ولداً، جميعهم من الذّكور، ولم يذكر له من البنات شيئاً. قال الله سبحانه وتعالى:" يا أيها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير "، الحجرات/13، ويقول النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في خطبته أيّام التّشريق:" يا أيها النّاس إنّ ربكم واحد، وأباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا أسود على أحمر، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم "، رواه أحمد.
اين ولد سيدنا ابراهيم عليه السلام
يقول الخازن في تفسيره رحمه الله: ومجامع التكاليف محصورة في نوعين لا ثالث لهما، أحد النوعين: ترك المنهيات وإليه الإشارة بقوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ} [المائدة: 35] والثاني: التقرب إلى الله تعالى بالطاعات، وإليه الإشارة بقوله: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35] والوسيلة فعيلة من وسل إليه إذا تقرب منه وإليه، وقيل معنى الوسيلة: المحبة، أي تحببوا إلى الله عز وجل، وبهذا تعلم المراد بقوله تعالى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35] وهو: التقرب إليه بها شرع من الطاعات، كالصلاة والصوم والصدقة وأنواع الذكر، وغير ذلك. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن غديان. اين ولد سيدنا ابراهيم عليه السلام. تفسير الآيات 115- 119: الفتوى رقم (2290): س: أرجو التكرم بشرح الآيات من نمرة 115 إلى 119 من سورة المائدة هل هذا السؤال عندما وجه إلى سيدنا عيسى من الله سبحانه وتعالى هل كان في حياته وهو الذي جاوبه في الحال أم هذا السؤال مؤجل إلى يوم القيامة؟ عليه أرجو التكرم بشرح هذه الآيات الكريمة والرد لي كتابيا.
فالآية المباركة اعتبرت اتَّباع ملَّتهم أتباعاً لأهوائهم وليس أتِّباعاً لشريعتي موسى وعيسى، إذ أنَّ ما يعتقدونه أبعد ما يكون عن شريعتي موسى وعيسى (عليهما السلام). هذا وقد تصدى القرآن الكريم لتبيان انحرافهم عن شريعتي موسى وعيسى في مواضع عديدة، ومن ملاحظتها يتضح منشأ النهي عن إتباع ملة كلٍّ منهم. فمن ذلك قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾(14). وقال تعالى: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾(15). ولد ابراهيم عليه السلام والنار. وقال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾(16). وقال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ﴾(17). وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ﴾(18).
تفسير سورة الأنعام:.