وقيل: أريد بهم ضعفة المؤمنين يتثاقلون عن الخروج إلى أن يتّضح أمر النصر، قال الرازي: وهذا اختيار جماعة من المفسرين. وقيل: المراد بقوله (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ) بعض المؤمنين؛ لأن الله خاطبهم بقوله (وَإِنَّ مِنْكُمْ) وقد فرَق الله تعالى بين المؤمنين والمنافقين بقوله (وَمَا هُم مِّنكُمْ) وهذا يأباه مسَاق الكلام وظاهره. وإنما جمع بينهم في الخطاب من جهة الجنس والنسب كما بيّنا لا من جهة الإيمان، هذا قول الجمهور وهو الصحيح إن شاء الله تعالى، ويدلّ عليه قوله (فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ) أي قَتْلٌ وهزيمة (قَالَ قَدْ أَنْعَمَ الله عَلَيَّ) يعني بالقعود، وهذا لا يصدر إلا من منافق؛ لا سيّما في ذلك الزمان الكريم، بعيد أن يقوله مؤمن. (لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) أي: ليتخلفن عن الجهاد. يا ليتني كنت انا احبك. قال ابن كثير: ويحتمل أن يكون المراد أنه يتبأطأ هو بنفسه، ويبطئ غيره عن الجهاد، كما كان عبد الله بن أبيّ بن سلول - قبحه الله - يفعل، يتأخر عن الجهاد، ويثبّط الناس عن الخروج فيه. • قال القرطبي: قوله تعالى (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ) يعني المنافقين، والتّبطِئة والإبطاء التأخّر، تقول: ما أبطأك عنا؛ فهو لازم، ويجوز بطأت فلاناً عن كذا أي أخرته؛ فهو متعد، والمعنيان مراد في الآية، فكانوا يقعدون عن الخروج ويُقعِدون غيرهم، والمعنى إن من دخلائكم وجنسكم وممن أظهر إيمانه لكم، فالمنافقون في ظاهر الحال من أعداد المسلمين بإجراء أحكام المسلمين عليهم.
يا ليتني كنت انا العزيزي
قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ لَبِنَةً مِنْ هَذَا اللَّبِنِ لَا عَلَيَّ وَلَا لِي. ص36 قال أبو عبيدة:يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ أَحْمَرُ وَلَا أَسْوَدُ، يَفْضُلُنِي بِتُقًى، إِلَّا وَدِدْتُ أَنِّي فِي مِسْلَاخِهِ. قَالَ عُمَرُ، لِجُلَسَائِهِ: تَمَنَّوْا فَتَمَنَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ: «أَتَمَنَّى بَيْتًا مَمْلُوءًا رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ. ص37 قال مالك بن دينار: لَوْ كَانَ الرَّمَادُ يَدْخُلُ حَلْقِي لَأَكَلْتُهُ. ص39 قال إبراهيم التيمي: إِنِّي لَوَدِدْتُ أَنَّ كُلَّ لُقْمَةٍ آكُلُهَا فِي فَمِ، أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ. ص41 قَالَ عليٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ: لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِكَذَا وَكَذَا. ص42 قال أبو مَيْسَرَةُ الْهَمْدَانِيَّ: لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي أُخْبِرْتُ أَنِّي وَارِدٌ النَّارَ، وَلَمْ أُخْبَرْ أَنِّي صَادِرٌ عَنْهَا. يا ليتني كنت معهم... ! - موقع أنا السلفي. ص44 قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَا لَيْتَ وَمَا لَكَ، وَالسَّبِيلُ قَدْ أَصَالَكَ. ص46 قال ابن سيرين: مَا تَمَنَّيْتُ شَيْئًا قَطُّ، قُلْنَا لَهُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا عَرَضَ لِي شَيْءٌ مِنْ ذَاكَ، سَأَلْتُهُ رَبِّي.
يا ليتني كنت انا احبك
عضو فضي
رقم العضوية: 8005
الإنتساب: Aug 2007
المشاركات: 1, 677
بمعدل: 0.
يا ليتني كنت انا عزيزي
ما وجه النصب في "مقترنا"؟
هذا بيت القصيد. 12-03-2012, 09:02 AM
الأستاذ الكريم المجد المالكي: جزاك الله خيرًا ، والحق أني لا أعرف شاهدًا للجواب عن سؤالك ، ولعل الإخوة الكرام يسعفونني. 13-03-2012, 03:48 AM
بارك الله فيكم. لعلَّهُ من بابِ قولِ الشاعرِ:
يا ليتَ أيامَ الصِّبا رواجعا
يا ليتني كنت انا مهندس
{إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40)} [النبأ]
{ إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا}: أنذر الملك سبحانه من أعرض عن سبيله بعذاب قريب أزف مقبلاً, فلينظر كل امرئ ما قدمت يداه فإن وجد خيراً فليحمد الله وإن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. قال تعالى: { إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40)} [النبأ] قال السعدي في تفسيره: { { إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا}} لأنه قد أزف مقبلا، وكل ما هو آت فهو قريب. { { يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ}} أي: هذا الذي يهمه ويفزع إليه، فلينظر في هذه الدنيا إليه ، كما قال تعالى: { { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}} الآيات.
يا ليتني كنت المريض أنا - ملتقى أهل اللغة لعلوم اللغة العربية. فإن وجد خيرا فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ولهذا كان الكفار يتمنون الموت من شدة الحسرة والندم.
هل أنا كنت هكذا... ؟!
وأما الدليل من السنة: فقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلا كَانُوا مَعَكُمْ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: ( وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ) (رواه البخاري). وفي رواية: ( إِلا شَرِكُوكُمْ فِي الأَجْرِ) (رواه مسلم). فهؤلاء عزموا على الجهاد، ولكن حال بينهم وبينه مرض أو فقر؛ فلم يفرحوا بتخلفهم وعدم خروجهم، بل حزنوا وتألموا، فكان أن اشتركوا مع المجاهدين في الأجر والثواب. ومثل ذلك: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ) (رواه مسلم). فهل إذا حيل بيننا وبين الحج لسبب أو لآخر قامت القلوب بواجبها من الشوق والحنين إلى أداء هذه الفريضة العظيمة فنال العبد مثل أجر فاعليها؟! هل يبلغ حبنا لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولشعيرة الحج مثل ما بلغ حب هؤلاء الأصحاب فنتألم ونحزن لفواتها؟! يا ليتني! (شعر). هل كانت منا عزيمة على الحج، ونية وقصد حتى إذا لم يتيسر السبيل ولم تكن استطاعة؛ تولينا وأعيننا تفيض من الدمع حزنًا ألا نكون مع الحجيج؟!