والذين آمنوا أشدُّ حبًا لله - YouTube
مع القرآن : يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
الحب ليس رواية شرقية الحب مبدأ دعوة قدسية بأريجها يتزوّج الأبطالُ فيها من النور العظيم جلالُ أخرجونا يا قوم من ظلمات عشق الأعراب، والهيام في الأهداب، فكل ما فوق التراب تراب، وأدخلونا في عالم الحب الراقي، والدواء الواقي، الذي تطير له الأرواح، وتهتز له الأشباح، في ملكوت الخلود، وعلى بساط رب الوجود. دع حب هؤلاء فإنهم مرضى، وتعال إلى الواحد وناد: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً}. حمزة سيد الشهداء يمزق الحب تمزيقا، وأنتم تهيمون بروايات غراميّة لفقت تلفيقا، نقول حدثونا عن الحب عند ابن عباس، فتذكرون لنا عشق أبي نواس، كفى جفاء، فأمّا الزبد فيذهب جُفاء. حب طلحة والزبير، أعظم من حب شكسبير، لأن حبهم سطر في بدر لمرضاة القوي العزيز، وحب شكسبير كتب في شوارع لندن لمراهقي الإنجليز. إن كنت يا شاعر الغرب كتبت رواية الحب بالحبر، فالصحابة سجلوا قصص المحبة بدم الصبر. مع القرآن : يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. لا تدري ربما عذبت بحبك، وكتب عنك عند ربك، هذا فراق ما بيني وبينك، ونحن نسمع من أجل امرأة بكاءك وأنينك.
وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ
ويفرح سبحانه وتعالى بتوبة أحدهم إذا تاب إليه أعظم فرح وأكمله، ويكفر عنه ذنوبه ويوجب له محبته بالتوبة وهو الذي ألهمه إياها ووفقه لها وأعانه عليها.
والذين آمنوا أشد حبا لله| قصة الإسلام
17 يناير، 2016
كل يوم آية
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله عز وجل في كتابه الكريم (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ (165) البقرة) كم تسوقفني هذه الآية العظيمة (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) تستوقفني حين أتأمل في نفسي وأتأمل فيما حولي وأتساءل أن يا نفس من ذا الذي يستحق الحب أكثر منه سبحانه وتعالى؟! من ذا الذي يستحق أن أُشغل بطاعته والعمل لديه أكثر منه سبحانه وتعالى؟! وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ. من ذا الذي يستحق أن يشغل أكبر حيّز في حياتي وتفكيري وخواطري، في ليلي وفي نهاري في قيامي وقعودي من ذا الذي يستحق أكثر منه سبحانه وتعالى؟! أتساءل في بعض الأحيان وأوجه شديد اللوم لنفسي، النفس البشرية التي تضعف وتعجز وفي بعض الأحيان يصيبها الفتور ويصيبها الملل ويصيبها الانشغال بأمور الحياة اليومية فتنشغل عن هذه الحقيقة (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ). والحب هنا هو ليس فقط الشعور النفسي بأني أكيد أحب الله عز وجل أكثر من أيّ أحد، الحب كما يأتي تفسيره في سورة آل عمران (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي (31)) الحب الذي يولّد الاستجابة الطبيعية لدى الإنسان المؤمن، الحب الذي يولّد ذلك المبدأ سمعنا وأطعنا، الحب الذي يولّد المبادرة لكل ما يحبه الله ويرضاه، الحب الذي يولّد لدى الإنسان قوة دافعة دافقة للمسارعة والمسابقة في عمل الخير، الحب الذي يولّد نوعًا من أنواع السباق مع الزمن فيجعل الإنسان المؤمن وكأنه في سباق مستمر ودائم ومسارعة ومبادرة لعمل الخير.
شبكة نور الاستقامة :: الصوتيات :: "والذين آمنوا أشد حبا لله"
الحب الذي يدفع بي إلى أخذ زمام العمل، عمل الخير الذي يحبه الله ويرضاه حتى وإن تهاون الناس في الاقبال عليه، الحب الذي يجعلني أشتري الآخرة، الحب الذي يجعل الإنسان يخرج من هوى نفسه إلى ما يحبه الله ويرضاه، الحب الذي يهوّن على الإنسان صعوبة بعض العبادات، صعوبة القيام في الليل في أجواء باردة لأجل أن يصلي ركعيتين لله في جوف الليل، الحب الذي يجعل الإنسان يقوم فرحًا من منامه الدافئ لأجل أن يقف بين يدي خالقه سبحانه وتعالى ويصلي له، الحب الذي يجعل الإنسان يتذكر الخالق سبحانه وتعالى آناء الليل وأطراف النهار. هذا الحب الذي نعنيه.
فلهذا توعدهم الله بقوله: { وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} باتخاذ الأنداد والانقياد لغير رب العباد وظلموا الخلق بصدهم عن سبيل الله, وسعيهم فيما يضرهم. { إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ} أي: يوم القيامة عيانا بأبصارهم، { أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} أي: لعلموا علما جازما, أن القوة والقدرة لله كلها, وأن أندادهم ليس فيها من القوة شيء، فتبين لهم في ذلك اليوم ضعفها وعجزها, لا كما اشتبه عليهم في الدنيا, وظنوا أن لها من الأمر شيئا, وأنها تقربهم إليه وتوصلهم إليه، فخاب ظنهم, وبطل سعيهم, وحق عليهم شدة العذاب, ولم تدفع عنهم أندادهم شيئا, ولم تغن عنهم مثقال ذرة من النفع، بل يحصل لهم الضرر منها, من حيث ظنوا نفعها.