تحوي "جدة التاريخية" كل أشكال التراث والتاريخ، من بيوتها إلى أسواقها، مرورًا بأزقتها وطرقها، ووصولاً إلى حواريها؛ فلكل منها قصة تستحق أن تُحكى وتُكتب وتُسمع.. ولعل من أبرز قصصها: قصة حارة المظلوم، التي تشهد على تراث "عروس البحر الأحمر" الفريد. قصة حارة المظلوم مستجابة. تُعد حارة المظلوم إحدى حارات مدينة جدة الأربع التاريخية داخل سورها القديم، وتقع ضمن نطاق "جدة التاريخية"، التي أطلق سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، مشروع لإعادة إحيائها ضمن برنامج تطوير "جدة التاريخية"، الذي يهدف إلى تطوير المجال المعيشي في المنطقة؛ لتكون مركزًا جاذبًا للأعمال وللمشاريع الثقافية، ومقصدًا رئيسًا لرواد الأعمال الطموحين. لحارة المظلوم قصة ورواية، بل روايتان، يتناقلهما أهل جدة، ويتوارثونهما. وما بين الحقيقة والأسطورة تظل أشهرهما تلك القصة التي يتداولها المؤرخون والناس بكثرة، التي جرت أحداثها في القرن الـ13 هجريًّا، حينما نما لعلم الدولة العثمانية تحريك البرتغال أسطولاً كبيرًا للسيطرة على مدينة جدة؛ وعليه تحرك العثمانيون سريعًا، وأمروا أهالي جدة بالعمل بالسخرة لبناء سور للحفاظ على مُلكهم، وعدم ضياع جدة من بين أيديهم؛ لما لها من مزايا اقتصادية وجيوسياسية لوقوعها على البحر الأحمر.
- قصة حارة المظلوم مستجابه
قصة حارة المظلوم مستجابه
راجت بين العامة قصة أسطورية عن سبب تسمية حارة المظلوم بهذا الاسم اعتماداً على ما نقلته مراجع تاريخية تتحدث عن مدينة جدة وأحيائها. ومع الأيام ازدادت الأسطورة رسوخاً حتى طغت على كل حقيقة قد تخالفها. ففي أيامنا هذه ونحن في العام 1437هـ - 2015م مازلت وأنا أعيش في مدينة جدة أسمع من بعض زملائي الأكاديميين ممن هم من أبناء جدة أباً عن جد ذات القصة الأسطورية، وبتفاصيل متعددة ومتنوعة. جريدة الرياض | «كتاب جدة» يؤرخ لـ «حارة المظلوم». يقول عبدالقدوس الأنصاري في كتابه "موسوعة تاريخ جدة": (إن سبب تسمية حارة المظلوم بهذا الاسم نسبة للسيد عبدالكريم البرزنجي المدني الذي قتلته بها الحكومة العثمانية). ويردد القصة ذاتها محمد علي مغربي في كتابه "أعلام الحجاز" عند حديثه عن القصيدة التي نظمها الشاعر جعفر البيتي عن فتنة الأغوات "قصة العهد" كما يسميها أهل المدينة المنورة والتي قتل بسببها السيد عبدالكريم البرزنجي. حيث يقول: (والفتنة التي وقعت في سنة 1134هـ - 1721م كان من نتائجها الحكم على السيد عبدالكريم البرزنجي بالقتل وقتل في جدة وألقيت جثته في محلة المكلام وسميت محلة المظلوم نتيجة لهذه الحادثة). ويكرر ابن جدة محمد صادق دياب في كتابه "جدة، التاريخ والحياة الاجتماعية" نفس القصة وتفاصيل الأسطورة عند حديثه عن سبب تسمية حارة المظلوم بقوله: (في عام 1134هـ - 1721م وقعت فتنة بين أغوات المدينة ورجال حاميتها من العسكر، وذلك حينما أراد رجل من توابع الأغوات الانخراط في سلك العسكرية فحيل بينه وبين ذلك فغضب لأجله الأغوات وأغلظ بعضهم القول لرجال الحامية فثارت الفتنة وتحصن الأغوات في المسجد النبوي فأراد قاضي المدينة المنورة أن يتوسط فامتنع الأغوات عن الحضور واعتبرهم القاضي عصاة للشرع وأمر بقتالهم في المسجد فقاتلوهم فيه حتى طلعت صلاة الجمعة.
و تم صلبه بالقرب من باب المسجد لعدة أيام حيث قد ذكرت أغلب الروايات التاريخية التي تحكي عن الحادثة أنه قد تم تركه مصلوباً لمدة 3 أيام كاملة إلا أن بعض الروايات التاريخية الأخرى قد ذكرت أنه بقى مصلوباً في هذا المكان حتى بدأ الدود يأكل بعض أجزاء من جسده. و من هنا كانت الأسطورة القائلة إن دمائه شكلت على الأرض الحجرية ما يشبه إلى حد كبير كلمة مظلوم أو أنها قد تكون كلمة تشكلت في صدور أهالي البلدة ، و كانت بذلك الأسطورة التي اعتمد عليها الروائي د/ محمد صادق دياب في روايته المسماة (مقام حجاز) لبناء القصة. الرواية الثانية لسبب التسمية:-
كان (صادق) قد ذكر في كتابه التاريخي عن مدينة جدة قصة أخرى ، و هي الرواية الثانية لسبب تسمية حارة المظلوم بهذا الاسم ، و تحكي الرواية أنه في خلال عام 1134 هـــ وقعت فتنة ما بين أغوات المدينة ، و رجال حاميتها من العسكر حين أراد رجل من توابع الأغوات الانخراط في سلك الجندية فغضب لأجل ذلك الأغوات ، و اللذين كانوا من أصحاب الجاه ، و المكانة الاجتماعية الكبيرة في المدينة. قصة حارة المظلوم ع الظالم. بل ، و أغلظ بعضاً منهم القول لرجال الحامية فثارت الفتنة بل ، و تم ملاحقتهم في داخل مسجد الشافعي ، و على الرغم من هذا تم قتلهم في داخل المسجد مما نتج عنه تعطل الصلاة بالمسجد ، و ذلك على حسب ما ترويه الرواية ، و بناءا على تلك الأحداث المأساوية أتصل بعض ممن بقى منهم على قيد الحياة بالسلطان العثماني.