فوائد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-
كتبه/ أحمد فريد الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 1- امتثال أمر الله -عز وجل- في قوله -تعالى-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب:56). 2- موافقته -عز وجل-، وموافقة ملائكته، كما قال -تعالى-: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) (الأحزاب:56). 3- حصول عشر صلوات من الله -عز وجل- على المصلي بالصلاة مرة واحدة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا) (رواه مسلم). 4- الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- سبب للحصول على شفاعته -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ) (رواه مسلم).
فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في
وأخيراً، نجد إن فوائد الصلاة على النبي كثيرة ف هي نوع من أنواع التعظيم والتمجيد ورفعاً لدرجته، وهي عبادة تعتبر من إحدى العبادات المفروضة، والتي لها أجراً عظيماً من الله تعالى، وهي ميزة خصها الله بخير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو حامل ونشر الدعوة الإسلامية، وخاتم الأنبياء والصديقين، ويجب معرفة الطريقة والصيغة الصحيحة للصلاة على النبي عليه افضل الصلاة والسلام.
فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مصغرة
قال القاضي عياض رحمه الله في كتاب "الشفا" ( أعلم أن الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فرض على الجملة غير محدد بوقت، وذلك لأمر الله تعالى بالصلاة عليه، وحمل الأئمة والعلماء على الوجوب وأجمعوا عليه). وقال السخاوي في " القول البديع "
نقلاً عن ابن حجر في فتح الباري إن حاصل ما وقف عليه من كلام العلماء عشرة مذاهب وهي
أنها من المستحبات. أنها واجبة في الجملة بغير حصر. تجنب مرة واحدة في العمرة في صلاة أو في غيرها. تجب في الصلاة من غير تعيين المحل. يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد. قال الطحاوي عندما ذكر صلى الله عليه وسلم يصلي عليه. في كل دعاء. في كل مجلس مرة ولم ذكره مراراً. قال الله تعالى في قوله تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً. وردت أحاديث كثيرة ومنها
عن أبي طلحة رضي الله عنه عن رسول الله قال (جاءني جبريل فقال: أما يرضيك يا محمد ألا يصلي عليك أحد من أمتك، إلا صليت عليه عشراً ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (لا تجعلوا قبري عبداً، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله (من صلى علي مرة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات).
فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم موقع
ونختم هذا الفصل ببيان معنى قول الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب:56). قال ابن كثير -رحمه الله-: "المقصود من هذه الآية: أن الله -عز وجل- أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثني عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر -تعالى- العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعًا". وقال ابن القيم -رحمه الله-: "أو المعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليمًا؛ لما نالكم ببركة رسالته، ويمن سفارته من خير الدنيا وشرف الآخرة". وقال أبو العالية -رحمه الله-: "صلاة الله -تعالى-: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء". وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "يصلون: يباركون". قال ابن القيم -رحمه الله-: "الصلاة المأمور بها فيها -أي في الآية المتقدمة- هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته، وهي ثناء عليه، وإظهار لفضله، وشرفه، وإرادة تكريمه وتقريبه".
13- الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، أداء لأقل القليل من حقه، وشكر له على نعمته التي أنعم الله بها علينا. 14- أنها متضمنة لذكر الله، وشكره ومعرفة إنعامه على عبيده بإرساله، فالمصلي عليه -صلى الله عليه وسلم- قد تضمنت صلاته عليه ذكر الله، وذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسؤاله أن يجزيه بصلاته عليه ما هو أهله. 15- ومنها أن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- من العبد هي دعاء، ودعاء العبد وسؤاله من ربه نوعان: أحدهما: سؤاله حوائجه ومهماته. والثاني: سؤاله أن يثني على خليله وحبيبه -صلى الله عليه وسلم-، ويزيد في تشريفه وتكريمه. فالمصلي عليه -صلى الله عليه وسلم- قد صرف سؤاله ورغبته وطلبه إلى محاب الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وآثر ذلك على طلبه حوائجه ومحابه هو، والجزاء من جنس العمل، فمَن آثر الله على غيره، آثره الله على غيره. 16- الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- سبب لمحبته للعبد، فإنها إذا كانت سببًا لزيادة محبة المصلي عليه، فكذلك هي سبب لمحبته هو للمصلي عليه -صلى الله عليه وسلم-. 17- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله ليه وسلم-: ( مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).