وفي غزوة بني النضير قام عبدالله بن أبي بن سلول بتحريض حلفائه من اليهود على قتال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعدم الاستسلام له ، ووعدهم بالنصرة والمساعدة ، فأعلنوا الحرب ، وانتهى بهم الأمر إلى الجلاء من المدينة. وفي غزوة بني المصطلق ، استطاع ابن سلول - بدهاء ومكر شديدين - أن يحيك مؤامرة دنيئة للطعن في عرض خير نساء النبي – صلى الله عليه وسلم - عائشة رضي الله عنها ، وظل المسلمون يكتوون بنار هذه الفتنة شهراً كاملاً حتى نزلت الآيات الكريمات من سورة النور لتفصل في القضية. ويوم تبوك كان ابن سلول العقل المدبّر لفكرة " مسجد الضرار " ، وهو مسجد أسّسه المنافقون ليكون مقرّهم السرّي الذي تصدر منه الفتن وتصنع فيه الأراجيف لإثارة البلبة بين المسلمين. وفاة عبدالله بن أبي بن سلول - موقع مقالات إسلام ويب. وعلى الرغم من المحاولات العديدة التي حاول فيها ابن سلول كتمان غيظه وبغضه لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن معه من المؤمنين ، إلا أن فلتات لسانه كانت تشير إلى حقيقة مشاعره الدنيئة ، كقوله لرسول الله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: " إليك عني ، والله لقد آذاني نتن حمارك " ، وقوله لمن حوله: " لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا " ، وقوله تعريضاً بالنبي – صلى الله عليه وسلم: " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذلّ " وكل ذلك مذكور في الصحيحين.
قصة ابن سلول مع النبي ولماذا تحمله | المرسال
عبد الله بن أبي بن سلول (توفي 631) يلقبه المسلمون بكبير المنافقين، كان سيد قبيلة الخزرج. وكان على وشك أن يكون سيد المدينة قبل أن يصلها الرسول. لديه ولد اسمه عبد الله (على اسم أبيه) وأصبح لولده شأن كبير في الإسلام وقتل في معركة اليمامة. خاض ابن سلول صراعاً مريراً علنياً في قليل من الأحيان وسريا في أحايين كثيرة مع النبي محمد وأتباعه للسيطرة على مقاليد الأمور في المدينة. وينسب له المؤرخون المسلمين الكثير من المواقف المعادية للإسلام منها انسحابه هو ومجموعة من أصحابه المنافقين من غزوة أحد وكذلك ينقل عنه قوله عندما رجع الرسول وجيشه من غزوة خيبر وقيل من غزوة بني المصطلق "ولله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل". وكان ابن سلول يقصد الرسول. عبدالله بن أبي بن سلول. ولما علم ابنه عبد الله بما قال ذهب إلى الرسول وقال: "يا رسول الله قد علمت المدينة أنه لا يوجد أحد أبر من أبيه مني فإن تريد قتله فأمرني أنا فإني لا أصبر على قاتل أبي". وعندما دخل الجيش المدينة بعد العودة من غزوة بني المصطلق تقدم ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الجيش ووقف بسيفه على مدخل المدينة والكلُ مستغرب من عمله حتى إذا قدم أبوه داخلاً المدينة أشهر السيف في وجه أبيه وقال والله لا تدخل حتى يأذن لك رسول الله.
قصة آيات نزلت بحق الصحابي زيد بن أرقم.. أشهرها واقعته مع عبدالله بن أُبي بن سلول رأس المنافقين - فيديو Dailymotion
ومنذ ذلك اليوم نصب ابن سلول العداوة الخفيّة للمسلمين ، مدفوعاً بالحقد الذي تنامى في أحشائه ، والخبث الذي طبعت عليه نفسه ، فكرّس حياته لتقويض دعائم الإسلام ودولته ، وانطلق ينفث سمومه للتفريق بين المسلمين ، وقد تفنّن في صنع الافتراءات واختلاق الفتن ، وشنّ الحرب النفسية ، وزرع بذور الاختلاف ، في الضوء حيناً ، وتحت جنح الظلام أحياناً. وإطلالة سريعة على تاريخ المدينة تكفي للوقوف على جانبٍ من الأراجيف التي أنشأها ، والمؤامرات التي حاكها ، خلال سنينه السبع التي قضاها في الإسلام ، فيوم أحد انسحب هذا المنافق بثلاثمائة من أصحابه قبيل اللقاء بالعدو ، وقد علّل ذلك بقوله عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: " أطاعهم فخرج وعصاني ، والله ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس ؟ " ذكره الطبري في تاريخه. وبعد انتصار المسلمين على يهود بني قينقاع سارع ابن سلول في الشفاعة لحلفائه كيلا يقتلهم رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فجاء إليه وقال: " يا محمد ، أحسن في مواليّ " ، وكرّر ذلك على النبي – صلى الله عليه وسلم – وأمسكه من ثيابه حتى ظهر الغضب في وجه النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد علّل إصراره على هذا الموقف بقوله: " قد منعوني من الأحمر والأسود ، إني امرؤ أخشى الدوائر " ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( هم لك) ، رواه ابن إسحاق في سيرته.
وفاة عبدالله بن أبي بن سلول - موقع مقالات إسلام ويب
[١]
بعض مواقف ابن سلول مع النبي
إن من مواقف ابن سلول مع النبيّ الكريم التي دلّت على نفاقه الشديد، يوم كان النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- راكباً على حمارٍ، فمرّ على عبد الله بن أبيّ بن سلول وهو جالسٌ مع أصحابه، فسلّم عليهم، ثمّ نزل عن راحلته ليحدّثهم، فقال ابن سلول له: لا تغبّر علينا، ولا تؤذنا في مجلسنا، ثمّ طلب منه أن يرجع إلى رحله، ثمّ يحدّث من يأتيه من الناس، فغضب المسلمون لذلك، وتناوشوا مع المشركين واليهود، فلم يزل النبيّ يتحدّث معهم حتى صمتوا. [٢]
موت ابن سلول
حينما حضرت ابن سلول الوفاة طلب من النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قميصه؛ حتّى يُكفّن فيه، فوافق النبيّ الكريم على ذلك، وبعد وفاته جاء ابنه عبد الله إلى النبيّ، فطلب من النبي أن يصلّي عليه، فصلّى عليه النبيّ الكريم قبل أن تنزل الآية تنهى عن الصلاة على المنافقين، قال تعالى: (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ). قصة ابن سلول مع النبي ولماذا تحمله | المرسال. [٣] [٤]
المراجع
↑ "وفاة عبد الله بن أبي بن سلول " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-17. بتصرّف. ↑ "خطبة عن رأس المنافقين للشيخ محمد صالح المنجد " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-17.
انتهى. وقد تشاغل ابْنُ الأثِيرِ بالطعن فيما نقله ابن منده، فقال: ذكر في ترجمة جميلة بنت أبيّ أنها اختلعت من ثابت ابن قيس، وقال في هذه: إنها كانت زوجة حنظلة ولم يَقُله في التي قبلها؛ وقال إن ثابتًا مات عنها. فكأنه ظنهما اثنتين حيث رأى تلك جميلة بنت أبيّ، وهذه جميلة بنت عبد الله بن أبيّ؛ والأول هو الصحيح، والثاني وهم، وليس بشيء؛ ولو نظر فيهما لعلم أنهما واحدة وسبقه إلى زَعْم أنهما واحدة أبو نعيم؛ فقال: خالف الجماعة فأفردها عن المختلعة واهِمًا فيها. وقال ابن الأثير الحقُّ مع أبي نعيم. وقد أغفل ما وقع لابْن مَنْدَه من الوَهْم الذي نبهت عليه، وهو وارد، عليه، وادَّعى أنه وهم في جعلهما اثنتين، وليس كما ظن هو وأبو نعيم، بل الصواب أنهما اثنتان، وأنّ ثابت بن قيس تزوج عمتها، فاختلعت منه، ثم تزوج هذه ففارَقها، ولم يَقُلْ أحد في الكبرى إنها تزوجت حَنْظلة ولا مالكًا ولا حبيبًا، وقد أفرد ابن سعد هذه والتي جزمنا بأنها وهم والحق معه، ولو عكس ابن الأثير فاستدلَّ على أنهما واحدة، وأنَّ مَنْ قال جميلة بنت أبيّ نسبها إلى جدها لكان متّجهًا. والله يهدي من يشاء. )) الإصابة في تمييز الصحابة. ((جميلة بنت عبد الله بن أُبَيّ بن مالك ابن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غَنْم بن عوف)) الطبقات الكبير.
فمر بهم عبد الله بن أبي بن سلول وقال: حلوهم. فقال المنذر: أتحلون قومًا ربطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا يحلهم رجلٌ إلا ضربت عنقه. فتوجه عبد الله بن أبي بن سلول إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا محمد أحسن في موالي، وكان بنو قينقاع من الذين حالفوا الخزرج، فإن الفئات الثلاثة من اليهود في المدينة بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة حالف بنو قينقاع الخزرج وحالف بنو النضير وبنو قريظة الأوس. هنا أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن أُبي بن سلول لما طلب منه ذلك فكرر عليه، وقال يا محمد: أحسن في موالي أربعمائة دارع وثلاثمائة دارع وأربعمائة حاسر منعوني من الأحمر والأسود وإني امرؤ أخشى الدوائر، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأدخل يده في جيب درع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ويحك أرسلني، فقال: لن أرسلك حتى تحسن في موالي، فقال: هم لك على أن يخرجوا من المدينة، فخرجوا على أن تكون أموالهم للمسلمين. ولم يكن أمر بنو قينقاع في الزراعة وإنما كان في الصناعة، وقد تركوا آلات كثيرة وأسلحة كثيرة وراءهم، وقد آل ذلك كله للمسلمين. وهنا رأينا كيف تشبث عبد الله بن أبي بن سلول في شفاعته لهم حتى وهبهم النبي صلى الله عليه وسلم له لأنه كما عرفنا رجل لم يكن مؤمنًا كامل الإيمان وإنما رأس الكفر والنفاق في المدينة، وهذا ما جعله يرتاع لأمر بني قينقاع، ويتشبث حتى ينال الأمان لهم من النبي صلى الله عليه وسلم.