نبي الله عيسى عليه السلام
الدرر السنية
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) يقول تعالى ذكره: فلما قال قوم مريم لها كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وظنوا أن ذلك منها استهزاء بهم، قال عيسى لها متكلمًا عن أمه: ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ). وكانوا حين أشارت لهم إلى عيسى فيما ذُكر عنهم غضبوا. قال اني عبدالله. كما حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال: لما أشارت لهم إلى عيسى غضبوا، وقالوا: لسخريتها بنا حين تأمرنا أن نكلم هذا الصبيّ أشدّ علينا من زناها قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا فأجابهم عيسى عنها فقال لهم ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)... الآية. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد ، في قوله قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ لَهُمُ (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) فقرأ حتى بلغ وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا فقالوا: إن هذا لأمر عظيم.
[1] فتح الباري، (4/ 220). [2] فتح الباري، (4/ 223). [3] فتح الباري، (4/ 221). [4] فتح الباري، (4/ 225).
قال تعالى ( أني عبدالله اتاني الكتاب وجعلني نبيا ) من هذا النبي - عالم الاجابات
لكنه – أبداً – لم يأبه بتحريضي له على أن يعمل في اتجاه الحصول على لقب علمي ، بل لعله كان يسخر من ذلك (ومني ضمنا) ومع هذا كان شفيقا جداً عليَّ في الأزمات خاصة ، وعلى أولادي بالمطلق ، فكان هذا أشبه برمانة الميزان التي تعدل بين أخوين مختلفين في الطبائع والتوجهات. في إجرائه لإحدى جراحات التجميل أصاب المشرط طرف إصبعه ، فتسلل إليه فيرس سي ، فأدرك أن الرحيل قد اقترب. من المراد في قوله تعالى ( قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا - بحر الاجابات. زرته في القصر العيني قبل رحيله بيوم واحد، كانت أزرار جاكتة البيجامة لا تأخذ وضعها ، ولأنه طبيب ، ولأن زوجته طبيبة ، ولأن له ابنتان طبيبتان ، فقد أدرك الجميع أن الرحيل قد أزف!! نظر إليّ وقال: أنا أعرف ما يجري ، وأنا غير خائف!! فيا لها من ثقة رائعة ، تضيء قلب المؤمن في أشد ساعاته خوفا..
7 - جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ ، إنِّي أُحِبُّ الخَيلَ، ففي الجَنَّةِ خَيلٌ؟ قال: إنْ يُدخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ، فلا تَشاءُ أنْ تَركَبَ فَرَسًا من ياقوتةٍ حَمْراءَ تَطيرُ بك في أيِّ الجَنَّةِ شِئتَ ، إلَّا رَكِبتَ، وأتاهُ رَجُلٌ آخَرُ، فقال: يا رسولَ اللهِ ، أفي الجَنَّةِ إبِلٌ؟ قال: يا عبدَ اللهِ ، إنْ يُدخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ كان لك فيها ما اشْتَهَتْ نَفْسُك، ولَذَّتْ عَيْنُكَ.
من المراد في قوله تعالى ( قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا - بحر الاجابات
وفي رواية: قال: ((لا صوم فوق صوم داود عليه السلام شطر الدهر، صم يومًا وأفطر يومًا)).
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) قال: ( إني عبد الله) أول شيء تكلم به أن نزه جناب ربه تعالى وبرأ الله عن الولد ، وأثبت لنفسه العبودية لربه. وقوله: ( آتاني الكتاب وجعلني نبيا): تبرئة لأمه مما نسبت إليه من الفاحشة. قال تعالى ( أني عبدالله اتاني الكتاب وجعلني نبيا ) من هذا النبي - عالم الاجابات. قال نوف البكالي: لما قالوا لأمه ما قالوا ، كان يرتضع ثديه ، فنزع الثدي من فمه ، واتكأ على جنبه الأيسر ، وقال: ( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) إلى قوله: ( ما دمت حيا) وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني: رفع إصبعه السبابة فوق منكبه ، وهو يقول: ( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) الآية. وقال عكرمة: ( آتاني الكتاب) أي: قضى أنه يؤتيني الكتاب فيما قضى. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن المصفى ، حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد العزيز بن زياد ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان عيسى ابن مريم قد درس الإنجيل وأحكمه في بطن أمه فذلك قوله: ( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا). يحيى بن سعيد العطار الحمصي: متروك.