[2]
حكم حلق اللحية عند الحنابلة
أمّا عن حلق اللحية من منظور المذهب الحنبليّ، فقد اتّفق الحنابلة مع المذهب المالكيّ على حرمة حلق اللحية والأخذ منها، لمخالفة أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. [2]
حكم حلق اللحية عند الحنفية
حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة هو تقريبًا ذاته فيما عدا الأمر عند الشافعية، فكذلك الحنفيّة ذهبوا إلى حرمة حلق اللحية قطعًا، لأن حلقها يعدّ مخالفةً للأمر الصريح للنبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، والذي أشار فيه إلى وجوب إعفائها وعدم قصّ شيءٍ منها، والله ورسوله أعلم. [2]
حكم تقصير اللحية
إنّ الخوض في بيان حكم حلق اللحية في المذاهب الاربعة يقتي بيان الحكم الشرعيّ في تقصيرها، فهل يجوز للمسلم أن يأخذ شيئًا من لحيته؟ وقد اختلف أهل العلم والاختصاص في تحديد الحكم الشرعيّ لتقصير اللحية والأخذ منها، وقد انقسموا إلى فريقين: [4]
فريقٌ ذهب إلى تأكيد حرمة تقصير اللحى والأخذ منها، وذلك استنادًا إلى أمر الإعفاء الذي ورد في أحاديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهم الحنابلة والمالكية والحنفية. دار الإفتاء - حكم حلق اللحية وحكم تخفيفها. وفريقٌ أجاز تقصيرها والأخذ منها بقصد التهذيب، وقد استدلّوا بذلك على تفسير كلمة الإعفاء التي وردت في حديث اللحى، وقد قيل: فمن ترك لحيته وأعفاها حتّى طالت فقد حقق الإعفاء الواجب.
- حكم تقصير اللحية وتهذيبها
- حكم تقصير اللحية
- دار الإفتاء - حكم حلق اللحية وحكم تخفيفها
حكم تقصير اللحية وتهذيبها
أما الأخذ منها لترتيبها وتهذيبها من غير حلق ولا مبالغة في التقصير فلا بأس فيه ولا حرج، وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما زاد أخذه. متفق عليه. يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "الذي يظهر أن ابن عمر كان لا يخص هذا التخصيص بالنسك، بل كان يحمل الأمر بالإعفاء على غير الحالة التي تتشوه فيها الصورة بإفراط طول شعر اللحية أو عرضه" انتهى. "فتح الباري" (10/350) ويقول ابن الهمام الحنفي رحمه الله: "يُحمَل الإعفاء على إعفائها من أن يأخذ غالبها أو كلها، كما هو فعل مجوس الأعاجم من حلق لحاهم، كما يشاهد في الهنود، وبعض أجناس الفرنج, فيقع بذلك الجمع بين الروايات، ويؤيد إرادة هذا ما في مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام: (جزوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المجوس)، فهذه الجملة واقعة موقع التعليل، وأما الأخذ منها وهي دون ذلك فلم يُبِحه أحد" انتهى. "فتح القدير" (2/348) هذا في الظروف العادية، أما إذا أدى إرخاء اللحية إلى مشكلة عائلية أو وظيفية: فيجب عرض الأمر على أهل العلم؛ لأن لكل واقعة حكما تقدر فيه ظروف حال السائل. حكم تقصير اللحية وتهذيبها. وعلى أي حال فإن حلقها بلا عذر ليس ردة عن الإسلام، بل معصية نرجو لصاحبها التوبة والاستقامة.
حكم تقصير اللحية
الفتوى رقم: ٨٥٧
الصنـف: فتاوى الطهارة - سنن الفطرة
السـؤال:
أصدرَتْ بعضُ الجهات الإدارية قانونًا يُلْزِم المُوظَّفين بتقصير اللحية، فهل يُطاعُ وليُّ الأمرِ في ذلك؟ جزاكم اللهُ خيرًا.
دار الإفتاء - حكم حلق اللحية وحكم تخفيفها
السؤال:
نرى بعض الدعاة الذين يدعون الناس يخالفون سنن الرسول ﷺ في قص اللحى، فهل يجوز للدعاة ذلك؟
الجواب:
الواجب على الدعاة، وعلى غير الدعاة إعفاء اللحى، وتوفيرها، وإرخاؤها، وعدم جزها وتقصيرها، هكذا أمرهم النبي ﷺ قال: قصوا الشوارب، واعفوا اللحى، خالفوا المشركين وقال: جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى خالفوا المجوس. فكان يأمر بإعفاء اللحى، وتوفيرها -عليه الصلاة والسلام- وينهى عن قصها، وعن جزها، فحلقها أشد وأحرم، حلقها أشد من تقصيرها، وكله محرم، وعلى الدعاة أكثر؛ لأنهم دعاة، فالواجب عليهم أكبر، وطالب العلم الإثم عليه يكون أكبر من العامة، وإن كان الجميع آثمين بفعل ما حرم الله، لكن أخذ اللحية من طالب العلم، أو قصها يكون إثمه أكبر؛ لأنه قدوة. السؤال: يا شيخ يقولون: إن السنة لا يعاقب عليها، يعتبرونها سنة؟
الجواب: القول بأنها سنة غلط، بل واجب، سنة بمعنى الطريقة المحمدية، لكن واجب، يأثم من تركها، ثم لو قدرنا أنها مستحبة فقط، ما كان ينبغي لدعاة العلم، والدعاة، وطلبة العلم أن يضيعوا سنة واظب عليها النبي ﷺ وأمر بها، ودعا إليها، فكيف والأمر خلاف ذلك؟! حكم تقصير اللحية. الأصل في الأوامر الوجوب، والأصل في النهي التحريم، ولا مخصص، ولم يحفظ عنه ﷺ أنه حلقها، وقصها حتى يقال: إن الأمر ليس للوجوب مع أن فعله يدل على عدم الوجوب، فلما أمر بإعفائها، وإرخائها، وأعفاها هو وأصحابه دل على وجوب ذلك.
فعلى المسلم أن يوفرها، ويرخيها، ويحرم عليه قصها وحلقها، هذا هو الواجب على المسلم، والمؤمن لا يرضى بأن يشابه أخته وبنته وعمته وأمه، بل ينبغي أن يرخيها، ويوفرها؛ حتى يبقى على سمة الرجال، ووجوه الرجال، وحتى يتباعد عن مشابهة المجوس، والمشركين الذين يحلقونها، ويطيلون السبلات، وهي الشوارب، الشارب يقص ويحفى، واللحية توفر وترخى هذا هو المشروع، هذا هو الواجب، والله المستعان. السؤال: يقولون: إن المشركين الآن الكفار يرخون لحاهم؟
الجواب: إذا وفروها الحمد لله، عسى الله أن يهديهم، فيسلموا إذا وافقونا في الخير، ما نوافقهم في الشر، إذا وافقنا أرخوا لحاهم، وأسلموا، ودخلوا في دين الله فهذا طيب، لكن وفروها نحلق، وإذا صلوا ما نصلي، وإذا زكوا ما نزكي هذا كلام... وإن خالفونا فنحن على ديننا، وهم على دينهم لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون: 6].