ولم يخدعوا الناس بالمهرجين ؛ لقد بذلوا قصارى جهدهم لتصوير هذه الوحوش تمامًا كما ظهروا. كان تاكيشي على حق: لقد تجرأوا على رسم صور الشياطين ". "انتقد أو صرخ في وجهي ، لكني أرى في وجه الإنسان يستعر لي حيوانًا بريًا بألوانه الحقيقية ، فظيعًا أكثر من أي أسد أو تمساح أو تنين. يبدو أن الناس عادة يخفون هذه الطبيعة الحقيقية ، ولكن ستنشأ المناسبة (كما هو الحال عندما يثور ثور مغمور في مرج عشبي فجأة مع ذيله لقتل ذيل الحصان على جناحه) عندما يجعلهم الغضب يكشفون في طبيعة بشرية وميض في كل.. "وكنت غير قادر على أن أعيش بمفردي في تلك المساكن التي لم أكن أعرف فيها روحًا. لقد أرعبني أن أجلس بمفردي بهدوء في غرفتي. شعرت بالخوف ، كما لو أنني قد أرتكب أو يضربني شخص ما في في اي لحظة ". "لم أتمكن من العمل على الكثير من القلق بشأن الأخلاق المنصوص عليها في كتب الأخلاق تحت اسم" البر ". أجد صعوبة في فهم نوع الإنسان الذي يعيش ، أو من المؤكد أنه يستطيع أن يعيش ، بحتة ، لحسن الحظ ، وهادئًا أثناء الانخراط في الخداع. رواية ولم يعد رجلا – أوسامو دازاي – قهوة 8 غرب | قهوتك بطعم الكتب. لم يعلمني البشر أبدًا هذا السر المريب. لم يكن يجب عليّ أن أخاف البشر أبداً ، ولا ينبغي أن أعارض نفسي في الحياة البشرية ، ولا أتذوق عذاب الجحيم كل ليلة " "حتى الآن أصبح الأمر بمثابة صدمة إذا لاحظت بالصدفة وجهًا في الشارع يشبه شخصًا أعرفه مهما كان قليلاً ، وأنا على الفور مرتعشًا من الارتعاش العنيف بما يكفي ليجعلني أشعر بالدوار "إذا نجح جيراني في البقاء على قيد الحياة دون قتل أنفسهم ، دون جنون ، والحفاظ على الاهتمام بالأحزاب السياسية ، وعدم الاستسلام لليأس ، والسعي بعزم إلى الكفاح من أجل الوجود ، هل يمكن أن تكون حزنهم حقيقية "خلال حياتي ، تمنيت مرات لا حصر لها أن أقابل موتًا عنيفًا ، لكنني لم أرغب أبدًا في قتل أي شخص.
- رواية ولم يعد رجلا – أوسامو دازاي – قهوة 8 غرب | قهوتك بطعم الكتب
رواية ولم يعد رجلا – أوسامو دازاي – قهوة 8 غرب | قهوتك بطعم الكتب
ما بين رسم كائن ذو ملامح إنسانية لا تستطيع أن ترى فيه بشراً وبين صرخاتٍ ضد المجتمع، كمفهومٍ وكيان، يصف أحد أبرز أدباء اليابان آلام الروح البشرية التائهة بفعل التعقيدات الاجتماعية الحديثة والقديمة على حد السواء من خلال شخصية كريهة ظاهرياً وباعثة على التأمل من حيث الجوهر، فماذا كان دازاي المُنتحر سنة 1948 يحاول أن يقول؟ وكيف استطاع فعل ذلك ومن ثم تخليد اسمه في الذاكرة الأدبية اليابانية؟
ومن هو يوزو بطل روايته؟ وكيف صُنع؟
التصوير الشكلي
كانت الصفات الجسدية للبطل مهمّة في رسم هذه الرواية وإحداثها التأثير النفسي المطلوب للقارئ، مهمّة كفاية لإفرادها بمقدمة الكتاب ورسم شخصية (يوزو) من خلال صورٍ ثلاث. الصورة الأولى لطفل عادي ذو تعابير مقيتة، المصطلحات المذكورة لم تكن من النوع الذي يوصف فيهِ الأطفال عادةً، إلّا أنّ هذا الوصف كان هنا ضرورياً. لم يكتفي دازاي بالقول بأن الطفل كان قبيحاً فحسب بل استخدم أوصافاً معينة لرسم مخلوقٍ يشعر القارئ بالرعب، حيث دمج البشاعة واللطف في وصفِ طفلٍ يحمل تجاعيد شيخ. في الصورة الثانية ينقلب الموقف لوصفِ شابٍ غير محدد العمر غريب الجمال، لكنه جمالٌ مرسومٌ على وجهِ صاحبه، جمالٌ مزيف بابتسامة مزيفة تترك القلب مملوءاً بالإنزعاج والتوتر.
شربت الساكي وأنا مطمئن البال، لم تعد بي رغبةٌ لتمثيل دور البهلول، ودون السعي لإخفاء طبيعتي الحقيقية، الموحشة الصموتة، كنت أشرب بصمت
أما الموضع الثاني فيكون عندما وثقت فيه شابة صغيرة، يافعة عذراء، وعدها بالكف عن الكحول ووقف أمامها في اليوم التالي مخموراً، فكذبت عينيها وصدقت وعده السابق وطلبت إليه التوقف عن التمثيل والمزاح. يبدأ بالإحساس في هذين الموقفين بأنه يصلح ليكون إنساناً ، حيث يشعر بالقبول وبالجدارة، بغض النظر عن ماضيه وأمواله ومؤهلاته الأكاديمية وما شابه، تلكم التي تشكل ضغوطاً خيالية في العديد من مجتمعات اليوم، ويشير بوضوح لأهمية المشاعر البشرية لمساندة من لا يمكن الأموال مساندتهم، من يؤمنون بالأرواح والأشباح والمشاعر، وفي ظل سلطة قانونية قائمة على الأعراف والتقاليد، يكون تحطيم القواعد متنفساً. المخالفة القانونية كانت تمنحني شعوراً غامضاً بالرضى، ما كنت أحبه فيها أنها كانت تريحني، وذلك على نقيض القانونية السائدة في العالم والتي كانت تريعني
كمحصلة
كل ما سبق هو مجرد نظرة شخصية لعمل أدبي خالد، تحتمل الصواب أو الخطأ ولا تهدف لنقاش مجتمع ما بكامله لاستحالة فعل ذلك من خلال رواية، بل الهدف هو فهم ما تحاول الأخيرة قوله وكذلك سر شعبيتها الجارفة على الرغم من سوداويتها وما احتوته من قبائح، أن صح التعبير.