تعالُوا نقرأ قُصَّة بني إِسرائيل في لحظةِ الإِستخلاف الفارِقة. "فسوف يلقون غيا".. ماذا تفعل حتى لا تكون من أهل هذه الآية؟. يقولُ تعالى {قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}. المُعاناةُ، إِذن، واحدةٌ لا تختلِفُ في مرحلةِ الإِستخلافِ عنها في مرحلةِ ما قبلَ الإِستخلاف، إِذ ليسَ هُناكَ استخلافٌ بِلا ثمن وبِلا تضحيات، إِنَّما الفرق في طبيعةِالمُعاناة وطبيعة الثَّمن، فبينما يُضحِّي المُجتمع في فترةِ ما قبلَ الإِستخلاف مُرغماً مُستضعفاً، فهو عادةً لا يختارُ التَّضحية، لا شِكلها ولا تَوقيتها ولا نَوعها، وهي عادةً ماتكونُ تضحية [هَدم] لحسابِ سُلطة الطَّاغوت ونزواتهِ، أَمَّا مُعاناة ما بعدَ الإِستخلاف، فتختلفُ عن كُلِّ ذلكَ بشَكلٍ جذريٍّ، فهيَ تضحيةُ بِناءٍ يختارُ المُجتمع نوعَها ووقتَهاوكُلَّ شيءٍ يتعلَّقُ بها. أَمَّا المِعيار الذي تُقاسُ بهِ قيمة المُعاناة فهوَ العمَل والإِنجاز، فإِذا كان سليماً ساهمَ في تحقيقِ تغييرٍ حقيقيٍّ فذلكَ يعني أَنَّ ثمن المُعاناة كانَ حقيقيّاً تستحقُّها عمليَّةالإِستخلاف. والعكس هوَ الصَّحيح، فإِذا لم يُحقِّق المُجتمع أَهدافهُ التي تحمَّلَ مِن أَجلِها أَشدَّ المُعاناة زمَن ما قبلَ الإِستخلاف، فهذا يعني أَنَّهُ فشلَ فشلاً ذريعاً في توظيفِ الفُرصةالتي منحتها لهُ سُنن الله تعالى في عمليَّات التَّغيير الكُبرى.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة مريم - تفسير قوله تعالى " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "- الجزء رقم5
وقال الأوزاعي عن موسى بن سليمان عن القاسم بن مخيمرة في قوله: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصّلاَةَ قال: أي أضاعوا المواقيت ولو كان تركاً كان كفراً، وعن ابن مسعود أنه قيل له: إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [سورة الماعون:5] و عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ [سورة المعارج:23] و عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [سورة المعارج:34] فقال ابن مسعود: "على مواقيتها"، قالوا: ما كنا نرى ذلك إلا على الترك، قال: "ذلك الكفر"، قال مسروق: "لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس فيكتب من الغافلين، وفي إفراطهن الهلكة، وإفراطهُن: إضاعتهن عن وقتهن". وقال الأوزاعي عن إبراهيم بن يزيد: "أن عمر بن عبد العزيز قرأ: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصّلاَةَ وَاتّبَعُواْ الشّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً ثم قال: لم تكن إضاعتهم تركها، ولكن أضاعوا الوقت"".
غيا - ووردز
⁕ حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عمرو بن عاصم، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ قال: واديا في جهنم. ⁕ حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ قال: واديا في النار. ⁕ حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله أنه قال في هذه الآية ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ قال: نهر في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة مريم - تفسير قوله تعالى " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "- الجزء رقم5. ⁕ حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه، في قوله ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ قال: الغيّ: نهر جهنم في النار، يعذّب فيه الذين اتبعوا الشهوات. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه، في قوله ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ قال: الغيّ: نهر جهنم في النار، يعذّب فيه الذين اتبعوا الشهوات.
&Quot;فسوف يلقون غيا&Quot;.. ماذا تفعل حتى لا تكون من أهل هذه الآية؟
و عن ابن مسعود، أنه قيل له: إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ و عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ و عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ فقال ابن مسعود رضي الله عنه: على مواقيتها ، قالوا: ما كنا نرى ذلك إلا على الترك، قال: ذاك الكفر، و قد قال مسروق: لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس، فيكتب من الغافلين، وفي إفراطهنّ الهلكة، وإفراطهنّ: إضاعتهنّ عن وقتهنّ. و يقول الطبري: حدثني الحارث، قال: ثنا الأشيب، قال: ثنا شريك، عن أبي تميم بن مهاجر في قول الله: ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ) قال: هم في هذه الأمة يتراكبون تراكب الأنعام والحمر في الطرق، لا يخافون الله في السماء، ولا يستحيون الناس في الأرض.
حدثنا ابن وكيع ، قال: ثنا أبي ، عن المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، والحسن بن مسعود ، عن ابن مسعود ، أنه قيل له: إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن ( الذين هم عن صلاتهم ساهون) و ( على صلاتهم دائمون) و ( على صلاتهم يحافظون) فقال ابن مسعود رضي الله عنه: على مواقيتها ، قالوا: ما كنا نرى ذلك إلا على الترك ، قال: ذاك الكفر. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا عمر أبو حفص الأبار ، عن منصور بن المعتمر ، قال: قال مسروق: لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس ، فيكتب من الغافلين ، وفي إفراطهن الهلكة ، وإفراطهن: إضاعتهن عن وقتهن. وقال آخرون: بل كانت إضاعتهموها: تركها. حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: أخبرنا أبو صخر ، عن القرظي ، أنه قال في هذه الآية ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) يقول: تركوا الصلاة. قال أبو جعفر: وأولى التأويلين في ذلك عندي بتأويل الآية ، قول من قال: إضاعتهموها تركهم إياها لدلالة قول الله تعالى ذكره بعده على أن ذلك كذلك ، وذلك قوله جل ثناؤه ( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا) فلو كان الذين وصفهم بأنهم ضيعوها مؤمنين لم يستثن منهم من آمن ، وهم مؤمنون [ ص: 217] ولكنهم كانوا كفارا لا يصلون لله ، ولا يؤدون له فريضة ، فسقة قد آثروا شهوات أنفسهم على طاعة الله ، وقد قيل: إن الذين وصفهم الله بهذه الصفة قوم من هذه الأمة يكونون في آخر الزمان.